الخميس، 6 أكتوبر 2011
مقتطفة ١٤٨ - وجعُ الإنفعال
فكّر وتأمّل وابحث مع نفسك عن معنى الأشياء في حياتك ~ عبدالعزيز دلّول
في مجمع تجاري | تكره الزحمة، لكن سبباً ما جلبك هنا، تتناول وجبتك وأنت غير جائع، تنظر للمارة كأنهم من كوكب وأنت من آخر، تلاحظ أباً يصرخ على شاب غازل ابنته، يصلك اتصال يقلب معدتك، تشعر أنك تريد الصراخ لكن - عيب - كيف تصرخ كالأطفال؟
تنهي الوجبة قبل أن تنتهي منك، تتذكر - نعمة الله والصومال - فتبتلعها رغماً عنك، تفكر أن تشتري ملابس جديدة، فمنذ مدة لم تكافئ نفسك، تدخل محلاً، يضحك البائع في وجهك، كالعادة تبحث عن (الأزرق الكحلي أو الرمادي) يرشح لك الأخضر، ترد ليس الربيع ليس الربيع، السعر مناسب، تلبسه قبل أن تدفع ثمنه..
تخرج، تشتهي آيس كريم، تفكر.. الوزن، الدهون، الكمية، تغضب من قصة المحافظة على الرشاقة، لأنه مؤلم أن تكون لائقاً جسدياً طوال الوقت، تذهب لبائع المثلجات، تذكر رقماً لأول مرة تطلقه من فمك، خمس كرات، اثنين شوكولا، واحدة فراولة، وأخرى فانيلا، والكرة الأخيرة تعطي البائع صلاحية إختيارها، ويسألك: كل هذا لشخص؟ تبتسم وتقول في عقلك، نعم هذا لشخص غاضب من نفسه يريد أن يتحرر من قيد الرشاقة..
تخرج للسيارة، تجد شباب مراهقين على سيارتك جالسين، وكأنهم احتلوها، تستأذنهم، فيعلق أحدهم عليك بسخريه، وتسمعه - مهارتك في الاستماع قوية جداً - فتسأله هل تقصد سخريتك؟ .. يتفاجئ ويرد عليك: لم أكن أتحدث معك! وتجيبه، لكنني الوحيد هنا - خفيف الشعر - فيصمت ويعتذر.. تقول له: لا تعتذر، يوماً ما، سيسخر منك شخص، وستسمعه، احذر من ضربه، لأن الضرب غابة حيوانية!
أحياناً نكافئ أنفسنا..
لكن بعض الإحباطات
تكسر روتين الأمل!
وبما أننا بشر
فلسنا محصنين من الغضب
ولا من قليل من السلبية..
نعم، هناك أوقات نغضب فيها كشعور مشهور فينا، عندما نغتاظ من وضع أو مسألة أو خبر أو انتقاد، ولست ملاكاً كي لا أفرز بعض الشعور الإنفعالي المؤقت، وعادة أمتهن الأمل والتفاؤل لكن اليوم أريد مراوغة عاداتي الفكرية كي لا تعتقد نفسي أني شخص محصن من الإخفاق، قد تقول في نفسك هل يشعر هكذا شخص ألهم الكثير ليكونوا أنفسهم؟ وأقول لك، نعم.. فالكلام قد يكون أكثر ألماً لمن عاشه وشعره بطريقة مختلفة عن الآخرين، ومؤمن أن كل منا ملهم طبيعياً، فعندما أسقط أجد من يشجعني ويلهمني بنصيحة أو بفكرة، الناس بداخلهم قوة العطاء للتحفيز لأنفسهم وللآخرين بصورة دورية في الحياة..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)


كلمات من واقع إنسان طبيعي .. طريقتك للتعبير عن انفعالاتك راقية
ردحذفحقاً ملهم حتى في غضبك ..
كل الود
فلتغسل وجعك بالكتابة ياملهمنا دمت في حفظ البارئ
ردحذفوردة بيضاء كروحك : )
طبقاً لمصطلحات القرن ال21
ردحذفهذا يسمى
و بالعربي فصيح أيضاً
"الضغط النفسي"
كيف تعرف أنك مضغوط؟
صوت أي خرخشة أو كيس يزعجك
ترد بانفعال لأي شيء
تشعر أن أي انتقاد هو شخصي لك
تنتقم من نفسك، تشتري شيئاً غالياً، غير صحي، تعود لعادة سيئة ،
أو حتى تتفرج التلفاز ل3 ساعات متواصلة علماً أن البرنامج لا يستهويك
لست متعداً لخوض أي محادقة حتى مع أعز صديق لك،
لست مستعداً لفعل أي شيء لكن وراءم مليون شيء
الحل؟
يوم أجازة...
لا تفعل شيء!!
بالله؟
جرب
على الأقل ساعة
يصفى ذهنك
تترتب افكاك
و |تنعش حباتك |
ملاحظة:حتى أقوى منشار في الدنيا يحتاج للطاقة و الشحذ بين حين و آخرساعة و ساعة (و إذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب)
شكرًا يا مريم.. كما قلتي وعكة نفسية :)
ردحذفأخذت بنصيحتك.. فعلا نحتاج لشحذ المنشار حين بعد حين.. شكرًا لعقلك ووجودك .. بكم أرقى :)
Regards,
Abdulaziz
Sent from iPhone..
M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com
وردة بيضاء يا فوز لك .. شكرًا لروحك النقية
ردحذفRegards,
Abdulaziz
Sent from iPhone..
M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com
أسعدك الله .. حياتنا مراحل .. شكرًا لتواجدك ديمة
ردحذفRegards,
Abdulaziz
Sent from iPhone..
M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com
اتعجب.. كثيراً
ردحذفمسالة التوقيت تذهلني.. توارد افكار ومشاعر اكثر من مرة.. !!
فعلاً.. كتبت بتفصيل رائع جداً.. يظهر انك كنت متعمق مع نفسك كثيراً
..
اه فعلاً نصاب بنوبات غضب من اتفه الاشياء ونخلق الحجج لنبرر حقنا في الغضب بينما الامور تكون عادية او بسيطة الى حد ما...
اسعدك الله اخ عبد العزيز دائماً تنسج الشعور بكلمات واسلوب رائع جدا جدا جدا