لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

قصة حقيقية | ملامحه نور الله

"السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.. الحمد لله يارب" رددها المصلي بجانبي، في الأربعينات من عمره تقريباً، عربي الجنسية، بصوت عالي، بنبرة تشبه الامتنان والشكر العميق للخالق، وكأنه أنجز شيء عظيم، وهدف كبير، ودخل الجنة..

استغفرت الله، وهو مازال يرددها بحرقة، ترددت في سؤاله، عن هذا الشغف الذي قشعر به جسدي، سجد سجدة، تشبه الشكر، وصار يدعي بصوت قريب للمسموع، ويحرك رأسه خشية أمام الله، عشت معه تلك اللحظات.. وعندما رفع رأسه، سألته مباشرة:

- تقبل الله منا ومنكم أخي الكريم.. اعذرني على فضولي، لكنني لأول مرة أرى وأشعر بهذا الشيء.. فمالذي دفعك للحمد الله بصوت عالي، وكأنك خرجت من مأزق! 


- (مبتسماً) منا ومنكم يارب، ياسيدي الكريم، كنت أشرب الخمر، وأسهر الليل، ولا أصلي الصلوات لمدة خمسة سنوات، فكان اليوم هو أول يوم أصلي فيه (صلاة الجمعة) بالمسجد، وسبقتها بصلاة الفجر، وفي نيتي صلاة العصر والمغرب والعشاء بالمسجد.. وجدت طريق الله!

اتسعت بؤبؤة عيني مندهشاً، وتقشعر جسدي مرتين وهو يتحدث، هرب الكلام، والابتسامة، وكل شيء، وجاء في عقلي صوت " أهذا حقيقي أم أنه خيال"؟ وأجاب قلبي "حقيقي..حقيقي، وليس خيال"..

منبهراً، سمعت قصته، وهو يتحدث وكأني أعرفه منذ سنين، وفي وجهه أرى نوراً، وفي عينيه بريقاً نادراً، غبطته وهو يتحدث، وقلت في نفسي "اللهم ثبت قلبي على دينك وطاعتك"...

- حفظك الله يا سيدي، وثبت قلبك على طاعة الرحمن، سعيد من أجلك يا أخي، أعانك الله، وهنيئاً لك بتلذذ رحمات الله..
- الله يخليك يا أخي

انتهت الدقائق منسحباً هو ليسبح ويذكر الله، وأنا مع نفسي (مندهشاً) ولا أظن أن هناك كلمة تصف موقفي غير الإندهاش شعور وصمت.. طال بالسجود، ذكرني بأيام القيام والوتر في شهر رمضان.. ومن شدة اندهاشي، قرأت سورة الكهف مرة أخرى بعد الصلاة.. ألهمني هذا الرجل، وأسأل الله له الثبات وقبول عمله وعفوه..

قال الله تعالى - جلَّ علاه - : { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده } - التوبة:١٠٤
وقال تعالى: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ماتفعلون } - الشورى:٢٥

هناك 8 تعليقات:

  1.  

    الله يهدينا اجمعين  و يثبت قلبنا على دين الحق:))

    ردحذف
  2. اللهم أحيي قلوبنا بمحبتك. إنك تحيي العظام بعد إذ كانت رميم

    ردحذف
  3. اشهد ان لا الله الا الله محمد رسول الله ...اللهم قوي ايماني وايمان كل المسلمين وجعل القران ربيع قلوبنا امين يارب العالمين 

    ردحذف
  4. سبحان الله اللهم ثبته ويارب اجعلنا نتلذذ فى عبادتك

    ردحذف
  5. سبحان الله , يمكن اللي كان في معصية ويتوب منها يرجع الى الله بقوة اكثرمن شخص لا يعصي الله ولكنه  ليس قريب منه بما يكفي ليذوق حلاوة الايمان والقرب من الله.اللهم اذقنا لذة القرب منك وثبتنا  على طاعتك وحبك

    ردحذف
  6. الحمد لله على هدايته له ، نسأل الله له الثبات

    ردحذف
  7. ندى الياسمين26 نوفمبر 2011 في 1:48 م

    فيها فيض مشاعر ... كما لو كنا بصحبتكم حينها 

    اللهم إهدنا فيمن هديت 

    ردحذف
  8. شيء جميل
    ان الله الهادي سبحانه

    ردحذف