لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010

مقترحُ الحب



ما أعظمها من كلمة تمارس، وتعريف يطبق، عنواناً يحفظ، وحياة تموت وتحيا فيها، ومن أجلها من جديد، سعادة كرؤية القمر كاملاً، يظهر ويختفي ، شعورٌ لا حدود يوقفه، يمنعه، يلجمه، لا حصر لهذه الكلمة من معانٍ ثرية، ساحرة، ملهمة، مغرية، برأيي أن للحب نوعاً فريداً خالصاً من الكمال الناقص، والكامل، يندمجُ مع الإنسان في طريقة عيشه، هو التناقض الجائز، نعم، يجوز التناقض والتضاد في الحب، هذا سره، طريقته، أسطورته، فالحب فلسفة قديمة لم يتفق عليها أحد، في تحديد تعريف واحد للحب، والجميل أن لكل منا تعريفه الخاص به، ولا أظنها تستحق أن تكون كلمة فقط، فشحنة الكلمة، تعطيك طاقة لتحرر وطناً وتضحي من أجله، الحبُ جملة لا تنتهي بنقطة، تستمر في النبض، لا تستطيع أن توقف اندفاعك نحوه، وإن حاربته بعقلك، سجنتْ ونفيتْ روحك، لا أظنك تستطيع أن تفقد الحب ولو للحظة واحدة، أتستطيع؟

لا شئ يحارب ويقاوم الحب إلا الحب نفسه، صعبٌ مقاومته، الحب، يُفرح، يُبكي، يُنقذ، تحتاجه لتعيشه، تتنفسه، تطير، تهبط، تتعلق، تحيا تموت، تتألم، تقاوم، تتلذذ، تقاتل، تكافح، تناضل، فالحبُ، مزيجٌ متغير يُهدد يُسكر يُصيب بالجنون، لا منطق له، هو قانون خاص، يصيبُ بالحمى، وبإمكانه مد الجسور، وإعلان الحروب، يخترق المبادئ، وينتهك الحقوق في فلسفة متجددة، الحبُ يُغذي الروح، يشل العقل أحياناً، بل كثيراً، يرفع النبض، ويعرق الجسد، يُسهر، يروي، الحبُ، شفرة حياة، مريحٌ للقلب، ودافع للوصول لأي هدف، ديوانٌ للمحبين، قصرٌ للمغرمين، جنة للعاشقين، دواءٌ للمشتاقين، الحبُ، يُدمي يزرعُ يشنق يُبعدُ يجمع، الحبُ بحرٌ عميق، لا نهاية لا حدود، الحب قدرة ورغبة تنبع من روحك، وببساطة هي أن تدع الآخرين الذين تحرص عليهم، وتهتم بهم، بأن يختاروا لأنفسهم ما يرغبون به، وما يشعرهم بالقوة، دون أن تفرض عليهم أو تنتظر منهم جواباً أو رداً مرضياً أو شافياً لك


قلة قليلة يتعاملون بهذه الطريقة الفعالة من الحرية في العطاء والأخذ بالحب، ولتصل لهذا لمستوى من الفهم والقدرة على أن تترك أمام الآخرين الحرية في أن يقرروا ويختاروا لأنفسهم مايشاءون، يجب عليك أن تحب نفسك أولاً، وتشعر بقيمتك الذاتية، وتشعر بجمال مكنونك الشخصي، إذا كنت تشعر بالأمان مع نفسك، وأدركت ماعندك من مميزات وقدرات، وما تتمتع فيه من نجومية، فلن تكون بحاجة بأن ترغم الآخرين أن يعززوا قيمتك، ومبادئك، وتفرض عليهم سلوك معين كي يحبوك أو لا ينسوا إسمك.

نحن نتمتع بالتميز والتفرد ونحتاج أن نعيش ذواتنا كما نحب، نتذمر عندما يفرض علينا الآخرون الحب، لنرضيهم ونصون حبنا لهم مجاملة، امنح الحب وكل ما تحتاج إليه بطبيعتك، لا تمثل أمام الناس، فهم مخرجون مميزون ليحللوا إن كنت صادق معهم أم لا، عندها ستشعر بعاطفة الحب وتمنح الآخرين ما يحتاجون إليه وتقدم لهم ما تستطيع تقديمه بحب ورضا. إن كنت لا تشعر بقيمة ذاتك، ولا تقدرها ولا تتناغم مع عاطفة الحب بداخلك، فأرى أن تمنح الآخرين الحب شيء مستحيل وغير فعال، لن تجد الطعم لتتذوق ما تقدمه لهم وتستلذ بحبهم ومساعدتهم.

كيف يمكن أن تمنح الآخرين حبك وأنت لا تقدر قيمة ذاتك، وتشعر بها، ما قيمة الحب إذن؟ إن أصبحت عاجزاً عن منح الآخرين حبك وعطائك فلن تستطيع أن تتلقاه منهم، ماقيمة الحب إذا منح لشخص لا يستحقه؟ لن تتعرف على هذه الأسئلة إلا عندما تشعر بعاطفة الحب والقوة الحقيقية لها فيك.
قال أحد الاشخاص لي " أن الحب أصبح موضة قديمة ولا طعم له كالسابق، فقد أخترقت قوانينه، وتكسرت أبوابه، فأصبح الدخول والخروج فوضى، كنا نقول الكلمة ونستحي ونخجل وتحمر خدودنا، أما الآن لا أظن أننا نتذكر أننا قلناها أو لا، لأنها أصبحت بدون قيمة" رأيه بالمنظار الذي يرى فيه الحب لنفسه ومن الآخرين، ولكل منا منظاره الخاص في رؤية الحب أو التعايش معه.

يجب الشعور بالحب في حياتنا كلها لنشعر بالسعادة، الحب في أداء العبادات لله، وتقبل الذات وحبها وقبولها كما هي، نشر الحب لمساعدة الآخرين، حب التعلم والتعليم، وحب العمل والإنجاز، حب ورعاية صحتك، حب أموالك والحفاظ عليها من الضياع، حب الاستمتاع والرفاهية مع نفسك ومع الآخرين، حب شريك الحياة والإبداع في هذا الحب، هنا نستطيع معرفة أين نجد الحب، وكيف نبذله لأنفسنا، ونستفيد منه لصالحنايحق لك أن تحب نفسك، وتستطيع أن تقولها الآن قل أنا أحب الله، أحب نفسي،  وأحب الآخرين، وأدعهم يختاروا لأنفسهم ما يريدونه ويرغبون به، قل أنا أحب ذاتي واحترمها كثيراً، وسأحب الآخرين واحترمهم.
" الحب عظيم ويجب أن نستغله جيداً، الحب عطاء للنفس وللآخرين، فلا تقسَ على نفسك وكن معطاءً للآخرين، لا تقاوم حبك، دعه يأخذ مساحه من حياتك وحياة الآخرين"
عبدالعزيز دلول

هناك 20 تعليقًا:

  1. هذا هو مقترح الحُبّ اذاً؟
    مقترح عظيم كصاحبه

    ردحذف
  2. ابداع جميل جداً في سطوراً بسيطه كتبت معاني الحب
    سلمت يداك

    ردحذف
  3. تحليلك لمفهوم الحب رائع وتشخيصك لحالات الحب وكيف يتجاوب معها الناس أروع، أحييت ملامح الكلمة رغم تشويه الكثيرين لها، الحب وليد الطبيعة والجمال، ونتعلمه من الأطفال قبل الكبار
    أعجبني ما ذكرته أن المصالحة مع الذات وحبهاوالشعور بالأمان في الداخل يغني عن فرض طرق التعبير عن الحب التي ترضينا لأن الناس كالورود لكل منهم لونه وطريقته الخاصة في ترجمة مشاعره ورغباته لكن العطر جزء لايتجزأ من تلك الورود فاختلاف طرق التعبير لا تعني عدم تشابه المشاعر في الداخل

    ردحذف
  4. " أن تدع الآخرين الذين تحرص عليهم، وتهتم بهم، بأن يختاروا لأنفسهم ما يرغبون به، وما يشعرهم بالقوة، دون أن تفرض عليهم أو تنتظر منهم جواباً أو رداً مرضياً أو شافياً لك. "

    سبحان من ألهمك هذا

    كثيرون لا يصلون لهذه الحقيقة أبداً
    بعد أن قرأت مقالتك صرت أستيقظ صباحات كثيرة أحمد الله
    لا أدري كيف أقول هذا
    لكني سعيدة بوجود من وصل لهذه الحقيقة و شاركها!

    شكراً

    ردحذف
  5. لذيذٌ هذا النص ..وَفاتنٌ هذا الحب عندما ينسدلُ بِهذا الإغراء والأَناقة , شهيّةٌ هي قُبلات البداية ..
    حين تعلنُ عن قيامِ حبٍ شامخ ينمو تحت أطرَاف المَطر والجَفاف..
    "

    ردحذف
  6. بنت نيوتن فعلاً، هذا الحب غامص وساحر، كلماتك صاخبة، فبداية الغيث مطرة، شاكر لك مرورك الجميل

    ردحذف
  7. فهمتي هذه الحقيقة يا سعيدة!! ..

    فعلاً صعب ومدى طويل لأن نصل لهذا المفهموم من حقيقة الحب وأن ندع الآخرين يسعون كما يشتهون ويريدون، سعيد بتواجدك أنا بحق، ولأنك منبهرة أيضاً

    ردحذف
  8. شكراً لك ..

    ردحذف
  9. شكراص لأنك هنا منية، سعيد بما أعجبت به، فالحياة أرقى من أن نلطخ الحب في الكذب والخداع، والأطفال هم خيرُ دليل لعفوية الحب لهم ومنهم

    فعلاً الناس لهم ألوانهم الخاصة في طريقة الحياة لا يمكننا أن نجل الآخرين مثلنا، فإن كنا نحبهم فعلاً فلندعهم بمشيئهم في قضاء حياتهم

    ردحذف
  10. أهلا بك رانيا، أتمنى أن تعيشي الحب في حياتك الزوجية الجديدة

    ردحذف
  11. هذا هو مقترح الحبُ يا صفاء :) .. كل التحية يا فتاة

    ردحذف
  12. مقترح جميل يرقى بالحب االى قدسيته المفروضة
    ومع ذلك أحيانا ما تنجرف بعفوية الأطفال الى مضايقة من تحبهم دون أن تشعر ... وما عليك إذن حينها الا ان تحترم حبك لهم و تترك لهم حق الاختيار
    سلمت روحك :)

    ردحذف
  13. سلم عقلك شكراً لك يا صفاء

    ردحذف
  14. آآه ما أجمل الحب
    وما أبشعه وما أقساه
    يسلك طريقي ،ولا تستوقفه إشارتي الحمراء
    وفوق هذا كل يقود بدون رخصة قيادة

    فهو لا يخضع لقوانيني المرورية

    ما أعظم كبريائه

    بورك فيك أ.دلول

    ردحذف
  15. رائع جداً جداً جداً ..
    أسمى المشاعر
    و أعظمها ، هو الحُب
    عززتَ اقتناعي بهذه الفكرة
    بكتابتك الرائعة

    يعطيك العافية

    ردحذف
  16. شكراً لأنك هنا، فالحب هو من يجعلنا
    نتمدد ونتوسع ونحلق .. وعكس ذلك إن لم
    نفهمه جيداً

    ردحذف
  17. الحبُ بحرٌعميق، لا نهاية لا حدود، الحب قدرة ورغبة تنبع من روحك، وببساطة هي أن تدع الآخرينالذين تحرص عليهم، وتهتم بهم، بأن يختاروا لأنفسهم ما يرغبون به، وما يشعرهم بالقوة، دونأن تفرض عليهم أو تنتظر منهم جواباً أو رداً مرضياً أو شافياً لك

    ردحذف
  18. جميل جدا هذا الإحساس الرقيق بالحب فعلا هو لا يتحقق في دواخلنا إلا إذا فتحنا له مساحة كبيرة ليغمرنا ويغمر ما حولنا .........

    ردحذف
  19. رائع ..لدرجة أني سعيدة عندما قراتها جدااااااااا

    ردحذف