السبت، 2 أكتوبر 2010
مقتطفة ١٠٤ - فلسفة التناقض
منذ مدة، وأنا أتعثر بكل مطب، واهرب لعدة زوايا متعددة، مختلفة اللغة، اللهجة، والألوان، كلجوء مؤقت، وأعود حياً مع ظهور القمر، ومع سطوع بياض البدر، تشحن عواطفك، تقلب أرشفتك الجميلة، تبتسم من مشهد يدغدغ طرف الذاكرة، تكتبُ جملة مرت في القلب كخاطرة، تفتحُ نافذة تطل منها لترى القمر، فتغريك حروفٌ تشتهي سطوراً لتسند عليها كلماتٌ في قصيدة ساخنة، تفتخر، وتذهب بعد أن تنتهي من حروفك، لترى وجهك في المرآة، هل تغيرت ملامحك، تبتسم لنفسك ولقلبٍ يسكنك. يختفي البدرُ بعد ثلاث ليال، تسقط الرؤوس للأسفل، وتتابع المسير على سطور باردة تتأمل خطوات الأمل.
تلتقي بأصدقاء، ما حالكم؟ ينسون إجابة السؤال، ويغرقون في قصة عاطفية ملفقة، كل منهم يريد إظهار البطولة، تفتح سيرة الزواج، تصمت القلوب عن النبض، تُرفع الحواجب، يضحكون عليك، تلقي نظرك خارج المقهى وتشاهد طفلاً يسقط، صوت لكوب الماء انكسر، تنتبه، وتستأذن بالذهاب، يسألونك مابك؟ لست كما أنت؟ تودعهم بوجه أصفر، تتسارع خطواتك، وتختفي عن الأنظار، يبدأون بالحديث عنك، يقلقهم أنت كأنت، حاضر أو غائب، يهمهم أمرك، ما أصعب أن تترجم ما يجول في خاطرك لأي شخص، فهناك أشخاص كلحظة الإلهام، تتحدث إليهم بطلاقة، وكأن الكلام مخصص لهم فقط أن يسمعوه، هم لا غيرهم، هؤلاء معظمهم ليسوا من المقربين، هم أصحاب القلوب البيضاء لا يظهرون بسهولة أمام الناس، يراقبونك من بعيد، يعرفون عنك كل شيء، ولا تعرف عنهم أي شيء، هؤلاء لا يبحثون عنك، لأنهم يعرفون كيف وأين يجدوك، هؤلاء كالرسل من الله، هناك ليساعدونك في محنك الحياتية، هؤلاء قد تكرهم، وهم يحبوك، فلسفة التناقض متاحة هنا، لا تسأل المزيد، اهبط للسطر التالي.
تسأل عن أشياء تهمك، يبدأ الآخرون بالاعتقاد أنك فقدت ثقتك بنفسك، أنت تشعر بأنهم يعاملونك بقساوة نوعاً ما، أو بتكبر شفاف غير ملحوظ، لا تريد خبيراً ليكتشف ذلك، أمور تشعر بها وقلبك لا يستطيع تكذيبها، تسألهم مرة أخرى لخدمة مؤقتة، وأنت تعلم أنك تستطيع إثبات أنك لا تحتاج مساعدتهم، لكن سنة الحياة، لنا لكم ولكم لنا، فتسأل مرة أخرى، تجد إجابات مبتورة، لا تفيدك في شيء، تتضايق نوعا ما، بالصدفة، يأتيك شخص يساعدك دون أن تسأله، فتستغرب، وتأخذ نفسك جانباً وتكلمها، هذا صديقي لم يكلف نفسه بمساعدتي بحماس، وهذا لا أعرفه أعطاني وقته ليساعدني بشكل رائع، تسأل نفسك، هل هناك خلل ما؟ فتعترف أن تناقض الحياة لا يفهمه أحد حتى الآن، ولا تهبط للسطر الاخر، لأنني هنا سأنتهي وأٍقول، شرع لنا التعارف والتنقيب عن الأصدقاء لأنهم كاللؤلؤ، لا تجدهم بسهولة، تحتاج لمخاطر في التعامل مع الأشخاص، فتركيبة عقول وقلوب البعض، غريبة بعض الشيء عنك، ومن رأيي الشخصي، أن القفز في مسرج الحياة، يحتاج لتدريب وتأسيس على مبادئ خاصة بك، تتشبعها بقوة كي لا يهزها لك أحد، تحتاج مهارات لتمثل ببراعة الدور الذي عليك.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
كم ليّن وواسع الصدر عتابك ياعبد العزيز لمن قرأت الجفاء في نفوسهم نحوك
ردحذفهم أحق من يكون لشفقتنا عليهم، خانتهم قدرتهم على احتواء نجاحك ورفعوا الراية البيضاء أمام تفوقك وتميزك عنهم، هم يهيمون في قصصهم الصبيانية وأنت أدركت قيمة الوجود ودورك فيه وعلوت بأفكارك الناضجة عليهم، نلومهم؟ نعاتبهم؟ لا والله نشفق على ضعفهم وغيرتهم. فلسفة التناقض في الحياة هي قمة الإبداع، لنقدر النقيض الآخر، حولك من يدعمك وكثيرون من بحثوا عنك واختاروك كقائد ملهم لهم بمحض إرادتهم ليعلنوا فلسفة التناقض تلك، لتتهيأ للمرتفعات والمنحدرات، فلتدرس كل ألوان البشر، وتركب بعند كل تيار جارف لهم، كن نفسك، لكن عليك بالحذر منهم وسر في دربك مع من ترتاح وتطمئن بوجودهم
كل التوفيق
أذكر يوماً قلت فيه أنت "متناقضٌ أنا" .. فقالت لك تلك الأستاذة القديرة : امضِ متناقض ليعشقك الناس .. وأخبرتك يومها بأنك فعلاً متناقض ..
ردحذفعبدالعزيز .. أصحاب الوتيرة الواحدة لا يستمرون في هذه الحياة يا صديقي .. المتناقضون وحدهم من يستطيعون التاقلم .. لأنهم اعتادوا ان يتشكلّوا ويحتووا ما يمرّون به ..
الأيام دُوَل نعم .. لكنها أيضاً تكشف لنا الكثير .. كل دقيقة تمرّ بنا تكشف لنا الكثير .. نوايا، شخصيات، ننصدم، نبتسم، نخاطر، نكابر .. لا يهم ..
المهم ألا نثق إلا فيمن يستحق .. ولا نتعثّر إلا مع من سيقيل عثرتنا ..
ابقَ كما أنت / متناقض بتوازن .. فهكذا الحياة تعطيك أكثر وتكشف لك أكثر ..
:) ابتسم وانتعش يا ملهم .. فلازال أمامك الكثير بإذن الله لتحققه ..
الله يحميك/ ويعطيك تيرضيك ..
استمتعت بعمق متناقضاتك أخي
ردحذفأغبطك على أسلوبك الملهم وعلى امتلاكك للكلمة هنيئا لك لأن الحروف تتشكل كما تريدها أنت
:) لا تتوقف