لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

زاوية صربية



هذه الزاوية تختلف عن سابقاتها في صرف النظر عن ما هو خارجي فقط، فجاءت صدفة، دون شهوة للكتابة عنها، من خلال خادمة تنظيف الغرف الكوسوفية في الفندق، بالأربعين من عمرها، لون بشرتها كالخبز الأبيض الطازج، وعيونها الخضراء ككأس زجاجي ممتلئ بالماء، في وجهها يأس كسب العيش، وكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة، متزوجة بعامل بناء، ولديها طفلتين، في الخامسة عشرة، تذهب المدرسة بعقلية التواضع، وتعود ورأسها ممتلئ بصور من أمنياتها لمواكبة موضة زملائها، من ألعاب، ملابس مختلفة جديدة، لاب توب، وحساب على الفيس بوك أيضاً، وما أن تتحدث مع والدتها عن حاجاتها التي ملت أمها وهي تحاول تقريب مفهوم الفقر لابنتها، فسرعان ما تذوب الأمنيات والأحلام، وتنام خائبة الأمل في يوم شكله جديد بالغد القادم، حتى تشرق الشمس ويُعاد المشهد مرة أخرى كما الأمس، وهكذا، حتى الأجل.

عطستُ، بعد أن فتحت الخادمة نافذة الغرفة، اعتذرتْ وأقفلته، كانت نيتها تجديد هواء الغرفة، سألتني:
- من أي موطن أنتم؟
- من قطر
- وأين هذه الدولة؟
- هناك بجانب السعودية
- آآه، نعم، درسنا في المدرسة أسماء البلاد، لكن لم ندرس جيداً الجغرافيا
- لا بأس، هل تعرفين فلسطين
- نعم، إسرائيل
- معك حق، إسرائيلي، فأنا إسرائيلي محتل من فلسطين!

وجرى الحديث بسرعة من فمها، بعد أن تفقدتُ بسؤال عن موطنها، وكانت كوسوفو بذرة ولادتها، وقدمت إلي صربيا، للعمل مع زوجها قبل تسع سنوات، سألتها عن الحرب، جاوبت بإنجليزيتها المتقطعة، فكانت تعيد الكلمة أربع مرات، وأنا استمع فقط، جاهزٌ للإنصات لكل شيء حولي.

تشكو ألمها، ورحيلها من قرية لبلدة، ومن بلدة لمدينة لتنفس رائحة المال، وبدأت تتحدث عن الحياة وصعوبة مواصلة البحث عن الكينونة الحقيقة للإنسانية، ورجاء الحق ممن؟ لا تعلم هي، وتكمل ترتيب السرائر، وتتوقف وتثرثر عن أن سلطة المال هي القوة السائدة في هذا العالم المتخلف، تنهدت، كما تنهدت وأنا أنظر في مرآة الحمام ببداية هذا الصباح، وروت أن حقيقة وطنها ليست كما نعرفها نحن، وأن الحقيقة تكمن بمعرفة الواقع في قلب بلادهم، وأعطتني مثال كأمريكا وحربها الباردة من خلال وسائل الإعلام، والسينما، وزرع أفكار مزيفة، لتظهر سيادتها في هذا العالم، وهي مجرد خدعة وفقاعة فارغة، قلت لها، سياسة العالم الجديد، تجاهلتني، وأكملت عملها؛ وكأنها تقول اسمعني فقط، فأنا أعاني أكثر منك. 


نست كل الكلام عن السياسة، لصعوبة إيجاد مفردات تعبر عن شعورها، وعادت لنفسها، تشرح حال عائلتها التي تستمد بالخبر لتسد الجوع موسم الشتاء، هي تحكي، وأنا أتخيل، كوخ، ودخان نار بعد نفاذ الخشب، بدأت تدمع عينيها، توقفت، وشعرت أنها رأت مشهداً في ذهنها جمد لسانها لإكمال كلامها، قلت في نفسي، هل لا بد أن أعطيها بعض النقود لأمسح دمعها، أم أربت على كتفها، وأقول لها إنا في غزة وفلسطين، نعيش مثلكم، قاطعتني بكلمة - لا شيء، فقط لا شيء - سرحت لحظة، وقلت هاهي زاوية صربية تجبرني على كتاباتها هذه الخادمة، لست متعوداً على إعطاء النقود لإمرأة، لا أعلم، لكنني أشعر أنه من العيب، وعدم الإحترام، ففي دولة قطر، نضع النقود في صناديق، ولا نعلم وجوه من تصدقنا لهم، خرجت من الحمام، بعد إن تركتني أفكر مع نفسي، وقاطعتني، وسألتني: 
- لماذا أنتم الشباب غير منظمين؟ 
- ابتسمت، وقلت: أمي استسلمت في طرح مثل هذه الأسئلة، نحنُ الشباب، منظمون على المدى الطويل، وأحياناً نركز على الكبير، وننسى التفاصيل التي تزين كل شيء حولنا، لا تقلقي، عندما أتزوج، سأحترم نفسي جيداً، تفضلي هذا شيء بسيط لطفلتك الجميلة
- ابتسمت، وشكرتني، وقالت: لا تعتقد أني أريد مالاً فقط، أحتاج حق، أمان، تقدير، احترام، أحتاج أن أنام مرتاحة، أريد فعلاً أن أنام
- تقصدين أنك بحاجة إلي وطن يعترفُ بك؟
- وهي لم تفهم ما قصدتُ قالت: نعم سيدي
تنفست، وهي ابتسمتْ، وغادرت الغرفة تستأذن مني، دون أن تأخذ فلساً واحداً، فالحق لا يضمد بالمال، والشعور بالإحترام والتقدير، لا يكفي قضاء وقت في حفل عشاء، هناك شيء أعظم، وأسمى، وأضخم من مجرد عملة، هناك حرية، وقلب ينام باطمئنان، وبمزيد من الأمل، تسمو الحياة، شكراً لك أيتها الأم الصامدة، وشكراً للأمهات اللاتي يكافحن من أجل رؤية أبناءهم الأفضل في هذا العالم، بإعطائهم جرعات من الأمل، لمواصلة الحياة بكل فخر وكرامة واعتزاز.

ها أنا أكتب هذه الزاوية من صربيا، ٢٩ أكتوبر ٢٠١٠، لكم حبي، كتبت دون تحرير، كما الطلقة الأولى!

هناك 34 تعليقًا:

  1. إنسانيّ جداً ما بُحت به !

    ردحذف
  2. من أجمل من قرأت لك بحق
    عبدالعزيز أكثر هذه النوعية من المقالات فهي عميقة وقوية

    أهنئك عليها


    منى هدايه

    ردحذف
  3. صفاء، قديمٌ هو مرورك هنا، فعلاً افتقدتُ كشف ذاتي في تعليقاتك تلك، أهلاً مجدداً يا صفاء

    منى هداية: جميل أنك هنا، وسأنوع قدر المستطاع، كي لا أمل قبل القارئ، شكراً لحضورك وتعليقك يا أختي الكريمة، شاركيني بجديد تدويناتك

    ردحذف
  4. ما أجمل الأحاسيس التي تعيشها أثناء سفرك !!

    ردحذف
  5. يعجبني في كتاباتك تسلسل الأحداث! فعلاً أنت بارع في تجسيد الواقع! احترمك جداً.. إلى الأمام

    ردحذف
  6. كل تدويناتك جميلة، لكن لو سئلت من هو عبدالعزيز دلول سيكون جوابي كاتب زاوية صربية. جميلة بجد، ذكرتني بعاملة النظافة أيام دراستي في الجامعه، تجاعيد وجهها تروي الكثير. أنت بإصغائك لها قدمت لها الكثير. المرأة الضعيفة هي رمز الأمة المظلومة لكن من ذكرت تستحق أن توصف بالقوة
    كتبتها من قلبك، واضح ذلك من مشاعرك وعطفك عليها. كل التوفيق

    ردحذف
  7. آه كم هِي مبكية كلمااتك ياعزيز ..
    آلمني عمق كلماتك فعلاً !!
    وحوارك ,, وكلماتك ,, ودفئ عينياها تلك الأم المكافحة ..

    الحق مغتصبٌ الحق مغتصبٌ الحق مغتصبٌ !!
    والأمان مسلوبٌ والتقدير ميت ! والاحترام انتهى !!
    والآلام قد بدأت تنمو وتحيا !!
    والروح مسلوبة والدمعة متطرفة !!!!

    اعذرني سيدي : لكني أجزم تماما .. أن من لّم يتجرع الألم ثم الصبر ثم الأمل لم يكن لـ يعرف تماما معني المواصلة رغم كل ذلك !! بفخر بمن رباه وبمن سقاه الأمل عندما تألم وبمن احتضنه ليرفعه عندما تعثر !! وباعتزااز وكرامة وحرية وأمان وتقدير واحترام ,,
    و.. بقلب !!



    شكرا لك ياعزيز ,
    شكرا لزاويتك ,,
    شكرا لـبحثك عما يعترف بك ,, !
    شكرا لك سيدي


    =")

    ردحذف
  8. السلام عليكم
    أخي كأن سيل الكلام الرقاق الذي طالعتنا به كربيع نيسان أو كلوحة جميلة تبهرك .
    ما شاء الله على أسلوبك في الكتابة ، أنا على ثقة أن لي نفس تحس بالأشياء حولها بمشاعر إنسانية لكن ليس لي ربما أسلوب بالكتابة يفصح عن ذاك العالم الذي الذي بداخلي .
    دمت بسلام .

    ردحذف
  9. أبدعت حقيقى أنت رائع شعرت أنى أنا من كان يتحدث معها ويراقب ملامحها وتعابير وجهها ..أتمر أيها البطل

    ردحذف
  10. رائع جداً قد نالت اعجابي كثيراً
    ولكن المؤسف من هذا ان فلسطين يعلمها الغير بإسم اسرائيل ياللهول !!
    ازعاج كبير من قول بلدة فلسطين بإسرائيل
    مزعج جداً
    .....
    بالنسبه لهذه المرأه انها تبحث عن أمان وراحه واحترام دائم
    اتمنى ان تنالها يوماً ما
    زاويه رائعه جدا
    بدت محزنه كثيراً
    اتمنى ان يزول الحزن من هذه المرأه قريباً
    اتمنى ذلك


    لاتوقف/استمر

    ردحذف
  11. ملهم وأخاذ كالعاده
    فتأملنا للناس من حولنا يشعرنا بالرضاالى حد ما
    ويذكرنا بما نفتقد نحن ايضاً فنجد فيمن حولنا صوره مطابقه ولكن بطريقه مختلفه عما نعيشه ونشعر به

    ردحذف
  12. خبر مفرح جداً، ستقرأ الخادمة الكوسوفية هذه الزاوية باللغة الصربية ، سعيد لأول ترجمة لمقالتي للغة الصربية، قلت لها من حماسي، ان الزوار الرائعون راقت لهم جدا حكايتك، سأحاول أخذ صورة لها

    شكراً لتعليقاتكم، سأعود لكم

    ردحذف
  13. رائعة جداً يا عبدالعزيز ..
    القراءة الخامسة وكأنها القراءة الأولى لها !!
    منتهى الإنسانية ، منتهى الصدق ..
    لا تكلّف هنا ، لا مجاملات ، لا شأن للمكان الذي أنت فيه ..
    ربما لأن بطلة هذه الزاوية حقيقية جداً، نجدها في كل مكان إن لم تكن بيننا ..
    أو ربما لأننا جميعنا ، في دواخلنا جميعنا نبحث عن وطن يعترف بنا ..
    عبدالعزيز .. أهلاً بك .. أرحّب جداً بهذه العودة القوية .. حافظ عليها .. لأنها من أصدق ما قرأت ..
    هنا .. أنت كاتب ملهم بحق ..
    كل الودّ يا صديقي :)

    ردحذف
  14. جميل جدا ما كتبت . .

    وفعلا هو اجمل ما كتبت .. من اسلوب بسيط ممتنع . يصف الحالة .. احسست اني امام المرأة وشعرت انها تتحدث الي

    ممكن لاني عشت قصة كوسوفوا . . وقرات عنها الكثير

    وعبارة ابحث عن وطن يعترف بي .. جاءت هنا في مكانها وكانت مناسبة ..

    بالتوفيق . .

    ردحذف
  15. سبحانك ربي ..
    كلما عرفنا وسعينا في ارجاء الكون ، وجدنا أن في البشر من يعانون أكثر .. و يتذوقون مراً أعظم ..


    والله المستعان
    أحزنتني أخي طلقتك .. افرغتها في قلبي الصامت يا أخي ..
    لاحول ولا قوة الا بالله

    ردحذف
  16. كم هي رائعه ، صادقه ،عميقه كتاباتك عبد العزيز !

    ردحذف
  17. الحاجه تكسر النفس وتقيدها
    يتعبني انكسار أي انسان
    كما يتعبك ياعبدالعزيز

    ردحذف
  18. هل حقــا كانت عينها خضراء وبشرتها كرغيف الخبز
    أظنها تشبه جدتي التي لم اراهـــا بل اخبروني عنهـــا ذات تشرد في وطن يسكننـــا ولانسكنه

    حزنت لاجلنـــا ..

    ردحذف
  19. اهتز لها حنيني.. فأدمع شوقي

    علّ أمهاتنا يكنّ مفتاح وصولنا إلى الوطن.. لا ندري!

    شكرا لصورة كلماتك يا دلول

    ردحذف
  20. اولا : زاوية رائعه و مؤثره
    ثانيا: جمال الحياة يقاس بمدى الصعوبات التى يمر بها الانسان


    KђдlәĎ Єl-bдNд

    ردحذف
  21. النقود لا تجلب احترام !! ، حقيقة لكنها مرة
    ففي النهاية النقود أفاضت ألماً في نفس عاملتك الكوسوفية ففاض نصك به، لا تشعر بالضياع ربما ظننت أنك تحتاج إلى من يشابهك في ما ترى أنه نقص يلم بنفسك فيداخلها الألم ، تحتاج إلى وطن يعترف بك ، ولكن الفقر في بلاد الثلج يجمد القلب فلم تفهمك تلك العاملة . ذكرتني بنفسي حين قلت ، مستعدللإنصات إلى كل شيء، رباه ما أعجب حاسة السمع ، يميل الناس إلى التقليل من قيمتها دائماً ، حكمتي: اسمع أكثر تفهم أكثر تعيش أكثر وأقوى وأجمل. طلقة أولى بلا تنقيح هي أصدق دوماً تطلق المشاعر قبل الكلمات كما هي وكما أحسستها تضطرب في جسدك. حفظ الله لك أمك ، يبدو أنك تحبها وبشدة. وفقت بصورة نقلتها في نصك ، صورة عاملة بسطية لا تألو جهداً لتفهم السياسة وتناقش فيها وتعبر عن رأي على قدر كبير من الصحة. سلمت يسراك أو يمناك لا أدري بأي يد تكتب
    ;)
    شذرات مما يمر في ذهني الآن ، ربما لي عودة

    ردحذف
  22. فعلا !! لا يألم الجرح الا من به ألم .. مع اختلاف درجات الألم بينكـ وبين تلكــ الام

    واختلاف ظروفكم لكــن الحمد لله على كل حال
    جمــيل !

    ديــما

    ردحذف
  23. الآلام تصقل الإنسان لتُكوّن منه شخصاً قوياً قادراً على مواجهة الألم وتحديات الحياة
    تماماً كما صقلت الآلام هذه الأم لتُخرِج لنا قصة مناضلة من نوع مختلف

    أعجبتني ثقافتها بالسياسة العامة التي تجهلها كثير من أمهاتنا .. لكن التضليل الذي جعلها تعرف اسرائيل دون فلسطين يحزّ في النفس

    مؤثرة بشدة .. تستحق أن تُكتب عنها رواية كاملة لتحكي معاناتها .. إذ أن بضعة كلمات ملصقة في زاوية لن تكفي ...

    كان رائعاً سردكَ القصصي للحدث .. انتقاؤك للجمل .. التعبيرات العفوية التي تخطر في بال القارىء المعتاد على كتاباتك .. كلها زادت نصّكَ تألقاً ورقياً


    كتبت فأبدعت سيدي
    فـ لا جف ابداعك

    وبلّغ تلك الأم تحياتي :)

    ردحذف
  24. نعم بامكاننا ان نساعدهم بعملة وبامكان العملة ان تدخل البهجة والسرور عليهم ان تقضى شئ يستحق ان توفر شيئا يلح بقائمة المشتريات او دواء لم يُشترى منذ زمن لا بالقصير ولا بالطويل
    و لا بالعريض ايضا!!

    ولكن رغم كل تلك الالم العملة لن توفر موطنا ولا امانا ولا احتراما لا يمكنها باى حال من الاحوال لذا نجد اناس يتمتعون بما قد لا يتمتع به اثرياء كُثر بيننا الكرامة والبحث عن حق ضائع وسط اكوام تلوث بشرى


    زواية ولا اروع زواية ذات بعد انسانى يخالج الروح فيقويها على ملذات الحياة الثافهة


    دمت بخير

    ردحذف
  25. هنا ما أقصدُ عندما يمتلك الشخص المقابل حروفنا بل ويتملّكنا
    هكذا كُنتَ، وهكذا شعرتُ في حضرة ما كان
    خالصُ التحايا، وأرقاها

    فلسطين- اسرائيل ... !!
    هو ذنبُ مَن بتكاتف كلّ هذه الظنون :(

    تسطر حروفي ذاتها ، هنا، بصدق
    لتبوح
    كانت هُنا

    تسنيم!

    ردحذف
  26. شعورك بمعنى الانسانية رائع
    تاملاتك لتفاصيل داخليه يجبرنا على التامل في داخلنا ومن ثم العيش في سلام داخلي
    كم هيه محظوظه تلك المراه فافراغها مابداخلها لم يكن حديث فقط انما وجدت من يهتم به ويكتب عنه ويشعر بها كل من قرا
    اهنئ فيك عظمة انسانيتك
    دمت حرا

    ردحذف
  27. تأثرت وكفى ..
    وما زلت أبحث عن الإنسانية الضائعة في مجتمعاتنا...
    على أمل أن ألتقط نفس من أنفاسها..

    ردحذف
  28. بصراحة أخي عبد العزيز طلاقتك كانت قوية وكافية لتهز بها قلوبناوتحاكي آلامنا، جعلتني أتخيل هذا الموقف الإنساني بكل تفاصيله من البداية الى النهاية،(الحق،الاحترام ،التقدير ،الاطمئنان والأمان الحرية،الأمل والصمود)تعددت الكلمات للهدف الواحد وهو حق الحياة في وطن يعترف بك .
    لاشيء يعوض عن ذلك لو بأموال الدنيا،أحيي صمود تلك الام الكوسوفيةوكل أمهاتنا في فلسطين المحتلة فهن من يعلمنا أجمل معاني الصمود لننال الحرية
    أهنئك على عظيم إنسانيتك أتمنى أن أقرأ المزيد من هذه المقالات أخي عبد العزيز

    ردحذف
  29. لكمـ هى رائعهـ تلكـ المرأه .. ولكمـ هى قويهـ كلماتكـ الصامدهـ
    لا أدرى بمـا أعلق بعد ما قد كتبـ من قبلى تعليقاً على قصتك
    ولكنها بحق كتابهـ مميزهـ
    دمتـ بخير

    ردحذف
  30. نادراً مايعجبني شيء، فملكة انتقاد كل شيء حولي أقوى طبائعي، لكن أعجبتني مقالتك هذه المرة، الانسانية وحكايتها لغة يفهمها الجميع، تحدث هذه اللغة فقد مللنا رموز الشعراء وألغاز الأدباء، ننتظر منك إبداعاً آخر

    مع رفع القبعة
    ماجد العدوان

    ردحذف
  31. أثرت في حد الرغبة في البكاء حقاً
    شعور الإنسان بانه غريب بين من هم مثله ..
    شريدٌ وحزينٌ و يبحثُ عن مأوى .. والأرض كلها ملكٌ له!
    لما لا يعيش الناس معاً يتقاسمون الخبزَ والماءَ ويتلحفونَ لغطاء واحد يقيهم بردَ القلوب القاسية!

    آهِ كم تؤلمُـنا كلماتك وتذكرُنـا بما نعيشه كل يوم دون أن نراه!
    أو نحاول أن لا نراه!

    ردحذف
  32. انها حقا قصة مؤثرة
    وهذه قصة واحدة من مئات القصص عن مثل هذه الام

    ان مثل هؤلاء المكافحات هم من يستحقون العيش ويستحقون ان ينالوا كل الاحترام والتقدير


    ولكننا للاسف في زمن ينظر الى الخادمة والى العامل بنظرة احتقار

    انا اعتقد بأنا لو كل منا احترم مثل هؤلاء
    فسيشتغلون بطيب نفس

    فهم في النهاية بشر مثلنا مثلهم
    الا ان ظروف الحياة تقلبت معهم وجعلتهم يعيشون هكذا


    اتمنى أن يبدأ كل واحد منا باصلاح نفسه
    واحترام هؤلاء الاناس
    حتى يصبح كل مجتمع يطبق ذلك

    ردحذف
  33. كتابة مميزة أكثر ما أعجبني بها هو حقيقة كون كل منا لا يحس سوى بعذابه وألمه معتقدا أن آلام الباقين ليست شيئا مقابل ما يعانيه... المرأة الصربية أحست بغربة التهجير حينما تحدثت عن وطنها غير أنها لم تحس الشيء نفسه في محاولتها لتصحيح الانتماء من فلسطيني لإسرائيلي... ربما هي أنانيتنا الإنسانية أو ربما هو مدى الحزن الذي يعتمر في أنفس البعض ما يجعلهم غير قادرين على الإحساس بمن حولهم، لأن ألمهم وأد الإنسانية فيهم وسيج مشاعرهم بسياج منعهم من رؤية ما وراء حدود كوخهم المتهالك البائس.

    كتابة مميزة وأحاسيس بنفس التميز هي تلك التي تضمنها نصك

    ردحذف