لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الخميس، 2 ديسمبر 2010

مقتطفة ١١١ - حنينٌ رمادي

وللحنين في قلبي شتاءٌ مدلل، رواية تثلج الصدر قبل إنتهاءها، وعدٌ معلق، زفافٌ ممطر، ندىً صباحي، هذا الحنين موجع، تتفقد نفسك فيه، تتذكر لحظاتك، فتسقيك الذكريات وتكبر شجرة حبك، وتمتهن حنينك لوطنك، تلقي وجهك في زاوية ما، تجد أنك محاصر، مقيد، فالحنين قصيدة معلقة، أطرافها مشدودة بزوايا الورقة. 


الحنين موسيقى خجولة، ألحانها قريبة من أمل يتوق ليتنفس حقيقة كلماتها غامضة، حيز الحروف ضيق للتوسع في التعبير، حنينك لوطنك أقسى لجوء نفسي تشعر به كمغترب عن حدود التقدير والكرامة.

تخلو مع نفسك في كل مرةٍ تتواعد فيها مع شخصٍ ما، يريد أن يسمعك، يشحنك دون أن يشعر، فلعل كلمةً منه تنقذك من زحام المشاعر والأفكار فيك، تبتسم له، ويلحّ هو بإجبارك لتتحدث عنك، عنك أنت، فتسأله، هل للحنين كلام؟ هل للحمى علاج؟ هل لضجة الشوق أي دواء؟ تلمع عينيه، ويتأمل المسافة التي بينه وبينك، ويتفكّر في غرابة الإنقلاب الذي حدث للتو، كان هدفه سماعي، وبعد أسئلتي صار يبحث عن دواء ليعالج نفسه به من أنين الذاكرة الذي نبشته له للتو... وتُهنا في عدّ النجوم.

تحلم وتملأ رئتيها بهواء خالٍ من الفتنة، نقي، افتراضي، هواء معطر برائحة شروق، أمل مغترب لمستقبل دون ضمانات مسبقة، لكنها تحمل سلة أحلام، و سائل أزرق تشربه عند الصدمات والنكسات، جسدها ناضج، جاهزة للزواج من رجل يقدّرر فيها أنوثتها المتفجرة، يحترم عقلها، يشاركها صوتها، أحلامها، و حنين وطنها.. هذه قصة داليا، مدمنةُ حنينٍ لتحقيق الممكن في خيالها، لديها ذكريات جميلة تحن لها من خلال نسج التفاصيل الدقيقة السابقة، وأحياناً تغازل اللغة لتلد قصيدةً تُثمر قلوباً ناضجة، بطعم الوطن.


الحنين حقٌ نتيجته الوجع، وهو غير صحي للعاطفيين! 

هناك 8 تعليقات:

  1. حنينٌ رماديّ !!
    يا الله يا عزيز .. أي شوقٍ ساقك هذا النهار لتكتب عن الحنين ؟
    هو حتماً رماديّ .. لا يتقن التطرّف .. لا يوجد حنين أبيض رحيم، ولا حنين أسود موجع حد القتل .. هو دائماً رماديّ محيّر .. كلغزٍ مستحيل .. يستوطن الذاكرة، يستوطن المرء فيُصبح لحظتها هو الوطن، نصف عمر ، كل عمر ..
    الحنين حقٌ يا صديقي، صحيّ لمن يريد أن يداوي الوجع ..
    الحنين دواء لا يشربه إلا العاطفيون :)
    الشتاء حنين .. والحنين صديق وفيّ يأبى إلا أن يلازمنا !!
    دمت نابضاً !

    ردحذف
  2. متألقٌ بِ بوحكِ
    دائماً ..
    يأسرُني في ترنيمك الفكرة والاسلوب
    نظمُ الصورة وبهجة الآتي
    ،
    وبعيدا عن هذا كُلّه
    يرقني جدا جدا حرفُك في الخواطر و النثريّات دوناً عن غيرها

    .. مع خالص الودّ

    ردحذف
  3. الرمادي لون ذكي جدا فهو يمزج بين الاسودوالابيض
    والباقي لا يهمني لانه ليس عني بل عن داليا
    فهنيئا لها

    ردحذف
  4. اعتذر لمروري السابق فلم يكن مضحكا بالمرة
    كلامك رائع ومتشابك كضفيرة عذراء قروية
    تقبل تحياتي ويسلم القلم الذهبي

    ردحذف
  5. أريدهُ حنيناً دائم
    كيف لي العيش من غيره !!

    يرتسمُ بإصباحه ومسائه ضاحكاً متألماً .. يخفي وراء خطوط وسمرة الزمن في وجهه خرائط متشابكة من الحزن !!
    يرتقي بقمره مساءً ..
    وتغفو النجوم بين السحابة والسحابة
    تتطاير مع عطور أنفاسه .. أنفاس الشهادة

    ضمَّ من القلب كل حنين
    كقصيدة رقَّعت في الروح
    سعادة

    امتهن حنيني للوطن .. حتى ألقاهُ ..
    وأهمسُ بين ترابه ..
    ارتوي من حنانه ~~

    ..

    الحنين حقٌ نتيجته الوجع، وهو غير صحي للعاطفيين!
    ..
    إن كانت الآلام ستوصلنا لبحره وموجه .. لسمائه وأرضه .. لكل ذرة من ترابه .. فمرحباً بكل الأوجاع و الآلام ~~

    ردحذف
  6. آيات. كلماتك حنينها يسبق نحتها.. سعيد بسعادتك أنك هنا

    Regards,
    Abdulaziz

    Sent from iPhone..
    M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com

    ردحذف
  7. آيات تحية لك... نعم هذا الحنين يجبرنا
    على أن نتوق لتقبيل الوطن الذي نشتاقه
    جداً

    شكراً لأنك هنا

    ردحذف
  8. ولك تحية ..
    وشكراً لك 

    ردحذف