الاثنين، 12 أبريل 2010
مقتطفة ٩١ - شعرت بوطني
شعرت بوطني هنا في لبنان، عندما خرجت للضواحي وطرابلس، شعرت بطبيعة بلادي، وأنه من حقي أولد وفي وجهي جبلٌ أخضر، وأرض نزرعها زيتوناً. في لبنان الجنود مبعثرين في كل مكان، دوريات تبحث دائماً عن أوراق ومستندات الركاب والسائقين، الناس هنا بذوقهم يشبهونني أكثر، في صالة الفندق، كنت بجانب شخصين أحدهما من مدينة القدس بفلسطين، والآخر لاجئ في لبنان، كانوا يثيرون مسألة القضية، والقمم العربية، الوعود المهترئة، القرارت المخجلة، والابتسامات الماكرة، تطرقوا للكلام عن أوضاع اللاجئين في مخيمات كصبرا وشتيلا، وعين الحلوة والنهر البارد، تحدثوا عن المشاكل الصحية، والممرات الضيقة فعلاًِ، فقد ذهبت لهناك لأرى المقبرة الجماعية لصبرا وشتيلا، وبعض الصورة المؤرقة أن توقظ صوراً كانت ومازالت تبقى في الذاكرة، الممرات لا يمر منها إلا شخص واحد، كأنك في قبر حي تتحرك فيه، رأيت مناظر أكلت عقلي، وقشعرت منها جسدي من شدة الفقر. كان شاهد يقول لأحمد لا تنسي وعداً قطعته علي، بأن يبقى حلمك ساخناً، لتعود إلى وطنك، وزارتهم لحظة صمت، حتى رأيت حنيناً يلمع في عيونهم وشوق لموعد يجمعهم، فلا أحد يفهم ويشعر أكثر من لاجئ يضجُ بالثورة يومياً للعودة إلى أرضٍ، منها جذورهم، خرجوا أشجاراً تطايرت أوراقها في الشتات سنيناً، بلا هوية، جنسية، بلد يقنعهم بالبقاء أحراراً، فحق العودة، حقٌ مقدس لن نتنازل عنه، ونرضى بحقوق مرقعة لنصمت زمناً حتى تنطفئ شموعنا داخل أرواحنا، وتموت أحلامنا معنا، ولا نعود.. حتى متى سنبقى لا جئون؟ فأنت لا هنا ولا هناك، لا مقيم، لا مواطن، ولا حقوق، فمتى متى سنعود؟ أم نستمر بالبحث عن وطن يعترف بنا؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
تتعذبون صمتـاً،وتموتون قهراً
ردحذفلا حيلة لنا غير الدعاء
................
أحياناً كثيره نكون بأوطاننا بين أهلنا ونشعر بالغربه
فالوطن .....!
ليس البلد الذي انتمى له
بل المكان الذي يشعرني بالحميمة والحب
تحياتي
لو لم تعنِ الأوطانُ شيئاً لما رفع صلاح الدين سيفاً،
ردحذفولو لم يكن للأرض معناً لما عاد محمداً إلى مكة،
ولولا فضل الله علينا بشعور الانتماء لما عمرت الأرض ولا ازدهرت،
وطني الذي فتته الأعداء وأنهالوا عليه لينهبوه،
وطني هو الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه،
الوطن الذي بزغت فيه راية الاسلام وستعود،
الوطن الذي تربى على يده العلم وخرج للعالم،
أنا أؤمن بوطني، الوطن العربي...
حديث الوطن
ردحذفمؤلم جدا