لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأحد، 16 فبراير 2014

قُلت لها لاجئ




قلتُ لها لاجئ، فلم تصدقني لأنها تستشفُ من العروبة أملاً بعيدَ المدى، قلتُ لها وقدح القهوة يُسارع على شفتي ليخرسني، مررتُ بتلك الصفحات في حياتي، صفحات التأمل من الأمل أن لا يمل مني، ومن توقعاتي عن العربة المنتقصة شيئاً فشيئاً، أكره التشاؤم وأكره السلبية، لكن الواقعية تحسم الموقف، فإن كانت خطواتك وأنت تمشي على الأرض غير موضوعية، لن تسقط فقط، فالوقوف أسهل، لكن قدمك ستقطع، وبعدها لن يفيدك الزحف على يديك الجميلتين، التي قد تصنع منك كاتباً ثورياً أو فناناً ديموقراطياً. 

لاجئ، قلتها لها واثقاً من أني أفتخر بهذا المغزى وتلك الأبعاد التي تحملها هذه الكلمة العالية كالمئذنة الشامخة في وجه دبابات الفكر البشري.. أجابت بعد عامين، سحقاً، كلامك صادق، فالاجئ الفلسطيني مختلف، لا يعرف لم هو هنا، ولا يعرف لم هو ليس هناك في وطنه، والقصة مبتورة، والحديقة محروقة، وحمامُ السلام يُشوى على الجمر. 


أيها اللاجئ الفلسطيني، صادقك لاجئون جُدد، لكن الفرق بينهم أنهم يعرفون كيف تشتتوا، من ظلم من عدوان من حريق غاز أو قذيفة هاون، وأنت لا تعرف من أنت مع أنك سمعت قصصاً جمة عن وطنك الحزين. هل ما زلت؟ تبحثُ عن وطن يعترفُ بك؟ نعم نعم وألفُ نعم.. فالوطن بات أقصى ما يمكن أن لا يستسلم عنه البطل. 

سألتني ماذا فعلوا من أجلكم؟ ... هه ... انتهت القهوة، فأخرستُ الحديث العاثر، وهمستُ: يا سيدة الوطنية، لن يفعلوا.. هم يخدرون موضوع الألم فقط، لا يعالجون القضية، فليس من مصلحتهم ذلك، فإن حلت القضايا، فلن تكون هناك قمم عربية، واموال طائلة يستفيد منها الهمج.. نحنُ الأمل الذي يبحثُ عنه الجنودُ ليقتلونا، فإن وجدونا، عذبونا.. صامدون عزيزتي صامدون. 

ابتسمت، وقالت: هكذا اطمأننتُ عليك.. فأرجوك، لا تحذف اسم الوطن، وإن جار الزمان عليك وأوجعك، ولا تستسلم عن بحثك عن الوطن، تكون أجمل بالألم، وأنيق وأرقى بالأمل. 

بقلمي المتكئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق