لاجئ، قلتها لها واثقاً من أني أفتخر بهذا المغزى وتلك الأبعاد التي تحملها هذه الكلمة العالية كالمئذنة الشامخة في وجه دبابات الفكر البشري.. أجابت بعد عامين، سحقاً، كلامك صادق، فالاجئ الفلسطيني مختلف، لا يعرف لم هو هنا، ولا يعرف لم هو ليس هناك في وطنه، والقصة مبتورة، والحديقة محروقة، وحمامُ السلام يُشوى على الجمر.
أيها اللاجئ الفلسطيني، صادقك لاجئون جُدد، لكن الفرق بينهم أنهم يعرفون كيف تشتتوا، من ظلم من عدوان من حريق غاز أو قذيفة هاون، وأنت لا تعرف من أنت مع أنك سمعت قصصاً جمة عن وطنك الحزين. هل ما زلت؟ تبحثُ عن وطن يعترفُ بك؟ نعم نعم وألفُ نعم.. فالوطن بات أقصى ما يمكن أن لا يستسلم عنه البطل.
سألتني ماذا فعلوا من أجلكم؟ ... هه ... انتهت القهوة، فأخرستُ الحديث العاثر، وهمستُ: يا سيدة الوطنية، لن يفعلوا.. هم يخدرون موضوع الألم فقط، لا يعالجون القضية، فليس من مصلحتهم ذلك، فإن حلت القضايا، فلن تكون هناك قمم عربية، واموال طائلة يستفيد منها الهمج.. نحنُ الأمل الذي يبحثُ عنه الجنودُ ليقتلونا، فإن وجدونا، عذبونا.. صامدون عزيزتي صامدون.
ابتسمت، وقالت: هكذا اطمأننتُ عليك.. فأرجوك، لا تحذف اسم الوطن، وإن جار الزمان عليك وأوجعك، ولا تستسلم عن بحثك عن الوطن، تكون أجمل بالألم، وأنيق وأرقى بالأمل.
بقلمي المتكئ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق