الخميس، 21 مايو 2009
القلق حول الإنتاج في الأداء

غالباً يُطلب ويُتوقع منا في الحياة أن نجعل من المشكلات فرصاً للتغيير وتحدياً للصعوبات، أي أن نفكر بإيجابية وتفائل لانهائي، ولا بد مواجة المشاكل وحلها بشكل إبداعي مهما كانت التكلفة، لإراحة ضمائرنا ولننتقل لمشاكل أخرى متراكمة في حياتنا، مما يجلعنا نعيش في فوضى وليس حياة نستحق أن نستمع بها.
مع مرور الوقت، تقودنا الحياة بمختلف جوانبها الإجتماعية والذاتية والدراسية والمالية والجسدية إلى الشعور بالقلق والعبء الثقيل، ويزورنا الشعور بالذنب لأي جانب نقصر فيه أو نهمله، فمثلا لو أن وزنك زاد لأنك اهتممت بالدراسة أكثر، أو أنك بدأت تصلي الفرائض في البيت لأنك بدأت تبدع وتعمل عمل أو نشاط إضافي وجهد أكبر في وظيفتك، فمثل هذه الأمثلة قد تجعلك تشعر بالذنب والقلق حيال حياتك وأولوياتك، وتسأل نفسك السؤال المشهور، إلى متى سأبقى هكذا؟
الطموح الشيء الوحيد الذي لا يُعرف بالكلمات، لأن الأفعال بعد القرارت الشجاعة فقط هي التي تحكم إن كان هذا الشخص طموح بما فيه الكفاية أو أنه مجرد شخص ثرثار، وأعتقد أنها كلمة ثقيلة العيار إن تم الإلتزام بها، فلكل منا طموحه الخاص به، وأهداف وأحلام نسعى ونجازف ونضحي من أجل تحقيقها للتفوق والنجاح للوصول إلى القمة، كل هذا يمكن أن يكون حافزاً لنواصل المسيرة في خط التميز، وما أسميه بالإندفاع الإبداعي اللامحدود نحو التميز حتى نرضي أنفسنا بأننا ناجحين.
هناك أوقات نكون شغوفين بعمل ما ومتحمسين للإندماج فيه والعطاء بأكبر جهد وطاقة، وتكون سعيداً ومستمع بما تفعله، وتنهك نفسك وتقضي وقتك في هذا العمل أو المهام التي تبهرك وتغريك لتحقيقها، والسعادة بإنجازها، وقد تكثر المهمات أكثر مما تتوقع وتجرف في نشاطات لم تكن تفكر بالإنخراط فيها، وتجد نفسك فجأة مطلوب منك إنجاز مهام معينة، أو تقرير معين أو هدف معين، وتبدأ بالشعور بالتعب والإنهاك والقلق والتوتر إزاء الكم الهائل من المهمات المرتبطة بمهام أخرى، وكأن شيئاً يجذبك للأعماق، فتغرق وأنت لا تعرف أين تذهب.
من الأمور التي تجلعلنا نقلق وتشعرنا بالإنهاك التام وخمول المشاعر الذهنية، وأقصد هنا معنى الترابط بين العقل والقلب في القرارات اليومية التي يتم اختيارها، فعلى سبيل المثال:
- تستيقظ من نومك وأنت تشعر بتعب
- تشعر بخمول واسترخاء للعضلات
- تشعر بالرغبة في تجنب الآخرين وتحبذ العزلة
- تستخدم المنبهات لتواصل عملك وزيادة نشاطك
- تفقد التحفيز أو أنك لا تحصل عليه من الآخرين
- تشعر بالإكتئاب بالرغم أنك مسيطر على وضعك
- تقضي وقتك كله في العمل ولا يبقى لديك وقت لتستمتع مع نفسك
أو تمنح شيء للآخرين
والإنعكاسات الطبيعية لهذه الأمور غالباً أن تجد نفسك لم تعد تبالي بالنجاح وتشعر بالخمول وفتور للهمة، وفقدان لحماسك، وتفتت لدوافعك، والمؤلم أن الشيء الذي كنت تمنح وقتك وتركيز واهتمامك من أجله أصبح لا يمثل شيئاً مهماً لك، وكل ذلك يحدث عندما تكون غير متوازن بجوانب حياتك وأولياتك وقيمك.
هاني طالب هندسة ذكي جداً في آخر سنة لتخرجه من الجامعة، ومعدله الدراسي مرتفع، وأهله فخورين لتميزه الأكاديمي المتفوق، أخلاقه حسنة، لديه سيارة BMW جديدة. هاني بذل الكثير من جهده ووقته، وأعطى عطاءً لا حصر له في الجانب الدراسي من حياته، لكنه معترف بأن لديه اختلال في حياته مع ربه، حيث أنه غير ملتزم بالصلاة بالمسجد، وكثيراً ما يفوتها، ولديه أيضاً ضعف في التواصل مع الآخرين، وغير واثق عندما يتحدث معهم، وبعيد عن العلاقات والتجمعات العائلية، لديه نقص كبير في مهاراته وقدراته الذاتية المتنوعة التي ترفع من قيمته عند التقدم للوظيفة، كل ذلك لأنه ركز إهتمامه على شيء معين في حياته، فأدرك هاني لاحقاً أنه نجح في مجال واحد وفشل في مجالات أخرى مهمة ومترابطة بشكل كبير في حياته، وقرر أن يعيد حساباته مع نفسه، ويوزان بين مختلف الجوانب ليجد الاستقرار النفسي المتكامل، والثقة والاستعداد لمواجهة أي شيء قد يطرأ في حياته لينتج أكثر.
إشراقة
لا تفكر في الماضي لأنه لا يفكر بك،
وفكر بالمستقبل لأنه ينتظرك،
ولا تنسى أنك تملك اللحظة الآن،
فاستمتع بها جيداً، وانطلق.
بقلم / عبدالعزيز دلول
رائع..
ردحذفجيد أنك تطرأت لنقاط مهمة ومحفزة للتقدم ..أكثر ما يحتاجه شباب هذا اليوم هو إدراك العقبات التي يواجهها والتي تقف في طريقه وتمنعه من تحقيق أهدافه وبلوغ مراده..
فحل أي مشكلة تبدأ عندما نعترف أو ندرك أننا نحن من يجب علينا حلها ..فالذكاء هو أن نفكر بطريقة فعالة وإيجابية لتخطيها..ولإيجاد توازن حقيقي بين جميع أركان الحياة الاجتماعية والصحية والثقافية والدينية
(..مهما فشلت في الماضي، أو فقدت قيمك وتبعثرت حياتك، وشعرت بالفوضى حولك،
تذكر أنك أسمى بكثير من هذه الأمور المؤقتة، فذاتك هي سلاحك الذي لا تنتهي ذخيرته..)
هذه الكلمات بالفعل تتسم بطابع ارشادي هادف..
بالتوفيق..ونحن بانتظار مزيدك..
أحسنت الكلام والتعليق نور
ردحذففغن لم تدرك أين تقف أو أين أنت الآن ، فالأحرى أنك مختل عقليا ... فلا بد من معرفة مكانك لتحدد بوصلتك في حياتك وتتوجه نحوها
.مهما فشلت في الماضي، أو فقدت قيمك وتبعثرت حياتك، وشعرت بالفوضى حولك،
تذكر أنك أسمى بكثير من هذه الأمور المؤقتة، فذاتك هي سلاحك الذي لا تنتهي ذخيرته.
كلمات طبعتها ووضعتها في مرآتي :)
نور لك تحية ضخمة :)
جميل جداً ان تطرح شيئاً يزيد فينا الحماس ويجعلنا نشعر بالفرق الكبير في حياتنا
ردحذفونميز ونتقن تجاربنا جيداً وان نعلم مانخطو بطريقه صحيحه
والاجمل انك وضحت لنا بأنه الانسان عندمايطمح لشيء لايركز على شيء واحد ويهمل شيء اخر بل الاهم اولا: ان يكون هو كما هو ولا يتغير
ثانيا : ان يضع جدولاً خاصاً به لتحديد مهامه حتى لايقصر بعمل ويكثر بعمل أخر
جميل جدا
قد نالت اعجابي
لك مودتي