الثلاثاء، 2 أغسطس 2011
هَيْبةُ شهر رمضان
لرمضان هَيْبةُ الذكر والارتقاء بمعدله الروحي وتصنيف الوقت وفقاً لمعايير الحب الإلهي، فعلى قدر حبك لربك، يكن عطاءك له، فرمضان هذا ينتظر جوعنا، عطشنا، شغفنا للتلذذ بتقربنا لخالقنا إخلاصاً، حباً، وجلاً، وخشية. هذا الشهر يعرف مهماته بوضوح، ويحتاج منك أن تصفي عقلك، وتوظف جسدك له، وتستعد بروحك للاغتسال فيه، متخلصاً من جميع أخطاءك، سيئاتك، ذنوبك، معسكر لنقاء الروح، وتجديد نبض قلبك، وإثارة فكرك بعظيم دين الله، والإندماج في تفسير آيات قرآنه..
رمضان ليس للمؤمنين فقط، بل لجميع المسلمين والمسلمات، للملتزمين، وغير الذاكرين ولا المتقين، رمضان فرصة لتوظيف قوتك وطاقتك ومهاراتك وقدراتك في عبادة خالقك، ربك، بالصلاة أكثر، بقرآة القرآن أطول، بالقيام ليلاً، بالذكر والتسبيح دوماً، بعض الناس ينتقدون من كانوا قبل رمضان، تاركين للصلاة، قانطين من رحمة الله، لسانهم بائس وقذر، وأصبحوا وأقبلوا في شهر الرحمة والخير، عكس ما كانوا، يقرأون القرآن وتدمع أعينهم، يصلون ويركعون ويسجدون طلباً للعفو والمغفرة من من؟ من الله خالقي وخالقك، وهو الغفور الغفار الرحيم..
رسالتي للناس، دعوا الآخرين ينسجموا في شؤون ربهم، ذكروهم وافرحوا بعودتهم لله، لا تنتقدوا راقصة أو مغنية أو تاجر مخدرات أو شارب للخمر أو مدخن أو زير نساء، فرحمة الله واسعة، وهو يريد المذنبين أكثر من المتقين، ليتوب عليهم ويفرح بهم بعفوه، وصفحه، ومغفرته. لا يهم كيف كنت قبل رمضان، إن كنت عاص أو مذنب أو متجاهل للصلوات أو تشعر أنك فاسق، فالبشر ليس لهم عليك من حق، لن يرحموك ولن يغفروا لك، ولن يدخلوك جناتهم (الله سبحانه) فقط يفعل، فإن كان خالق الخلق يسعد بعودتك، ويفرح بتوبتك، ويهرول إن مشيت نحوه ببطئ. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: (إذا تقرب العبد إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإذا تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)) رواه البخاري.
مرن عضلات لسانك لذكر طويل وكثير، فسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا إله إلا الله، هو ذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام، فالتزم به وجربه خلال شهر رمضان، قوى روحك، بلجوء عظيم، لربك واثقاً، راغباً بحنين وشوق لمن خلقك من طين، ولا تمل ولا تكل، وإن شعرت بعد إنقضاء أول عشرة أيام من رمضان بالثقل والملل من الصلوات وإلتزامك بصلاة التراويح، ومنع نفسك من الملهيات كالتلفاز ومتابعة المسلسلات والأفلام، والذهاب إلى المقاهي والمجالس الشبابية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فهذه كلها من الشيطان، فأنصحك بأن لا تثقل على نفسك بأول الأيام، وكن معتدلاً، وخطوة بخطوة تأتي العشرة الآواخر من رمضان وتعطي فيها كل طاقتك وقوتك لنيل رحمة ربك ورضاه. احذر قنوات، وبرامج، ومغنيين ومطربات، وخيم شيطانية، تستعد بمجون، لخوض رمضان بصورة صهيونية، تنافي دين الإسلام العظيم.. لسلب حرية المسلم من شوائب الدنيا الفانية، وسفره لربه طمعاً في رضاه وعفوه ورحمته.. اللهم مدنا بالقوة والنشاط للسفر لك ومعك اللهم آمين ..
جدد نيتك لصوم وقيام شهر رمضان إيماناً واحتساباً، أريد منك قراءة هذا الدعاء وتغمض عيناك وتنفس بعمق، وتذكره ببطئ، وقل: "يالله، يالله، يا خالقي، يا حبيبي، يا عظيم، يا ذا الجلال والإكرام.. أحمدك عدد خلقك، وأشكرك.. يارب مدني بالطاقة لأحبك وأتقرب منك أكثر.. اهدني، ووفقني وارشدني لتوظيف نشاطي لذكرك وعبادتك، يا خالقي ثبت قلبي لطاعتك.. يارب الهمني لأنتصر على نفسي، وأنجز قراءة كتابك المجيد كاملاً، يارب أرجوك خشية أن أكون من عتقاءك من النار.. اعفو عني، واغفر لي، وألطف بي.. والحمد لله رب العالمين"
افتخر بأنك مسلم، ولديك هدية ربانية كشهر رمضان،
لتجدد روحك، وتنقي عقلك، وتصفي قلبك، وتنشط جسدك..
** اترك تعليقاً، أو ساهم في نشره إن شعرت بأن هذه المقالة مؤثرة جداً.. شكراً لك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

اَللَّهُمَّ اجْعَل لي في رمضان نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ
ردحذفوَ اهْدِني فيهِ لِبَراهينِكَ السّاطِعَةِ
وَ خُذْ بِناصِيَتي إلى مَرْضاتِكَ
اَللّهُمَّ اجْعَلني فيهِ مِنَ المُتَوَكِلينَ عَليْكوَ اجْعَلني فيهِ مِنَ الفائِزينَ لَدَيْكَوَ اجعَلني فيه مِنَ المُقَرَّبينَ اِليكَ بِاِحْسانِكَاَللّهُمَّ حَبِّبْ اِلَيَّ فيهِ الْإحسانَ وَ كَرِّهْ فيهِ الْفُسُوقَ وَ العِصيانَوَ حَرِّمْ عَلَيَّ فيهِ السَخَطَ وَ النّيراناللهم آمين يا رب العالمين
جزاك الله عنا يا عبد العزيز خير الجزاء و بارك لك و فيك و نفعك و نفع بك
و ألهمك المزيد و المزيد من نوره و هداه و شرح صدرك لما يحب و يرضى
و سدد خطاك لما فيه صلاح و فلاح
و جعلك قرة عين والديك
و أسعدك ربي بالدنيا و الأخرة
رمضان مبارك ... و تقبل الله طاعاتكم ... و عساكم من عواده
جميل ما كتبت...معاني يفتقدها الكثير من الناس...بورك قلمك:)
ردحذفبارك الله فيك يا بطل ... نعم .. نفتقد
ردحذفالغوص في رمضان .. ونصيحتي هي الانعزال مع
نفسك لربك مع ١٠ بالمئة للآخرين من غير
العائلة
Regards,
Abdulaziz Dalloul
M + 974 55845100 | PO Box 16434, Doha, Qatar |
www.azizdalloul.com | www.azizinspire.com
“When you help others with sincerity, passion, love, enthusiasm, interest and appreciation they’ll say that you’re crazy, don’t
worry and continue on being yourself.” Abdulaziz Dalloul
تقبل منا ومنكم .. شكراً لك يا أماني..
ردحذففلزياراتك المتعددة هنا وضع خاص .. شكراً
لك
Regards,
Abdulaziz Dalloul
M + 974 55845100 | PO Box 16434, Doha, Qatar |
www.azizdalloul.com | www.azizinspire.com
“When you help others with sincerity, passion, love, enthusiasm, interest and appreciation they’ll say that you’re crazy, don’t
worry and continue on being yourself.” Abdulaziz Dalloul
نال اعجابي ماسطرتُ لنا ..
ردحذفرمضانك كريم وسعيد بصحبة العائلة
رمضانك قرآني روحاني قريباً من الله أكثر فأكثر
الله أعنا على صيامه وقيامه هذا الشهر الفضيل
سئل إبن مسعود : كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان ؟ قال : " ماكان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم ” اللهم إني أشهدك إني لا أحمل بقلبي مثقال ذرة على أحد من خلقك وأسألك أن لا تجعل علي مثقال ذرة في قلب أحد من عبادك
ردحذف...
مُبارك عليكم الشهر وكل عام وانتم بخير
لك من الدعوات الكثير بظهر الغيب بارك الله فيك ورزقك السعادة في الدارين
ردحذفالحمد لله رب العالمين ... شكراً لك رانيا ... ورمضان بصحبة القران والذكر والصلاة روض المتقين
ردحذفشكراً لك ... ولك المثل أختي الكريمة
ردحذفmen ba3d 2znak 7ateet eldo3a2 3ala saf7ty 3al facebook, kteer 3ajabny w kol 3am w 2nty be2lf 5eir, jazak Allah kol 5eir
ردحذفكل عام وأنت بخير ... بالطبع يا أسمهان ..
ردحذفيمكنك نسخ ما شئت مع ذكر اسم الكاتب أو
المصدر للمدونة .. شكراً لك، ورمضان
مبارك للجميع
“When you help others with sincerity, passion, love, enthusiasm, interest and appreciation they’ll say that you’re crazy, don’t
worry and continue on being yourself.” Abdulaziz Dalloul
معاني رمضان لهذا العام مختلفة تماماً ، فلا يشابهه ما مضى ، فيه أسرار روحانية عميقة ، وبواعث آمال عتيدة ، وانهار من الأفكار الهادرة ، فيه ثورة بكل لحظة ، حتى معاني القرآن كأنها تتنزل علينا لأول مرة !!!
ردحذفاصطفاف العباد والناس لمحبته ، والتسابق في الطاعات والعبادات ومساعدة الآخرين ،، فيه انفاس العجائز بهمم عظيمة ،، ولطائف الاطفال بإبداع الفطرة ،، فيه القرب من الخالق فتشعر بقربك من الخلائق ..
يستوقفني انتظام الشباب والفتيات لصلاة التراويح بأعداد متزايدة ..
يستوقفني ... أخواتنا من ماليزيا وتركيا في مسجدنا ،،، انتظام روح الجماعة في أدائهم الفردي ..
يستوقفني رمضان بدهشة
رمضان 2011 مُدهش .. حد الرغبة بدوامه !!
مُبدِّع ما كتبتَ .. باتساع فهم المعنى والمقصد
اضفت علينا أخي عبد العزيز معانا رائعة ..جزاك الله خيرا
ردحذفو شكراً لك كثيييييييييييييراً
ردحذفعمر بن الخطاب عندما يأتي رمضان كان يقول : مرحبا بمطهرنا من الذنوب
ردحذف