لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

مقتطفة ١٣٩ - لا ترحمْ

كتبتُ الغرور قبل أن يصيبني، لأني رأيتُ من سقطوا من الأعلى قبلي، شاهدتُ ما تفعل الشهرة بالناس، فاعتدلت وحاولت - فعلاً - قدر المستطاع أن أنجو منها، عدت طفلاً لأمي لتسقيني من علمها وتذكرني بمعنى التواضع اصطلاحاً، لأني فهمت أن الحب يبقى خُلقاً وليس مجرد كلاماً يقالُ ويباع، وحقٌ على لسان الناس أن لا يتوقفون عن النغز والثرثرة، هكذا التيارُ، وعكسه مؤذي جداً، لمن تلمعُ رؤوسهم بالأحلام، كما أنك في لو مشيت مع التيار، ستُدهس، لا يرحمْ..  
الزبدة في المقدمة، تحت هذا السطر قد لا يهمك
هناك بعض الناس لا ينتظرون من الشخص أن يعود بعد رحلة موفقة، أو شاء القدر فيها لنموه ونضجه، لمدرج التحليق الخاص به بسلام، هناك أبراج تترصد صعودك ونزولك، وكأنك عسكري، محكوم عليك بعدم وجود أخطاء في شخصيتك أو ملابسك، أو في ملامحك. أذكر مرة ذهبت لمجمع تجاري، لقضاء بعض الحاجات للأهل، ولا يوجد إلا بالمجمع، ذهبت ألبس ملابس رياضية، ونعال - أكرمكم الله - رياضي، شاهدني أحد الأشخاص، وقال لي مازحاً، عبدالعزيز دلول! هكذا.. استغربت، وقلت كيف تريدني؟ وفهمت مما قصد أنه تعود برؤيتي بالبدلة أو ملابس رسمية، موضوع خطير جداً.. هل ما أفهمه أنني لا يمكنني الذهاب للبحر مثلاً؟

موضوع خطير ومنذ أمد أحببت الكتابة عنه، وهو تقديس المشاهير، أو تعطيب الصورة الذهنية التي في عقولهم، أنه إنسان لا يخطئ، أو أنه شخص لا عيب فيه، وفعلاً، وأنا منهم، أحياناً لا نريد تشويه صورة من نحبهم بعمق وصدق، ونحترم أعمالهم، ونعشقها، لكن لا بد أن ندرك أنهم ليسوا ملائكة، وأن لديهم أخطاء.

بالنسبة لي أحاول أن أكتب الصحيح المباح والذي يتداركه الناس والشعوب الفكرية العربية بشكل عام، وليس فيه خصوصية، إلا في حالات دس القيم في الكتابات، وتكرارها يعطي مفعلوه بعد فترة من الزمن، وأفكاري التي أكتب عنها، هي مباعة، ومتاحة، لكنني أتداولها بطريقتي الخاصة وأسلوبي، ولا يدعم ذلك أن كل ما أقوله أو أكتبه صحيح، هي وجة نظر، وشعور طرأ في الخاطر.
يتقلب الشخص المنتج لأي نوع من الإنتاج، وأخصص هنا الكاتب، إلى مراحل كثيرة من التغيير والتبديل في حياته، حيث يشتاق لأن يعود هو هو كما كان، لا أحد يعرفه، يكتب بحرية دون تفكير بمنطق أو خطوط تمنعه من التمدد - هل إن تزوجت مثلاً لن أكتب عن أسمهان؟ - طبعاً سأكتب ما أشاء لأحيا كما أحب، لكن هناك فترات يتوق الشخص فيها لأن يعود إلى سلامه الداخلي - أتعي ما أقول هنا - أن يعود لطمأنينته، وأن يوقف عجلة سرعة الزمن ويجعلها بطيئة بعقله، الآن اقتربتف لأكمل السادسة والعشرين من العمر، وأشعر أن هذه المرحلة العمرية، ينقلب العقل فيه على العواطف، ويصبح كل شيء فيك يبحث عن المنطق والواقع فيما تفعل، يحدث تخبط، وتشتت، وزيادة في التركيز، وتشعر أن كل خطأ منك، يكلف الكثير من الوقت، هو عمر الزواج، هو عمر تحديد الطريق الصحيح من جديد، هي مرحلة الإتقان باتخاذ القرارات المتوفرة، فحق أيضاً للمنتج أن يلتفت لشؤونه الخاصة، ويتوقف قليلاً عن إسعاد الآخرين، قبل إسعاد نفسه، فالكاتب لا بد أن يجد الراحة النفسية أولاً من الداخل من الداخل، ليبقى نجمه يلمع وساطع، ويعطي المزيد والمزيد لقراءه - لا أعلم لماذا تحدثت عن هذا - لا بأس سنعود إلى الفكرة الأساسية..

لا ترحم، الناس لا ترحم، لكنني أحبهم هكذا، يُفعِلون بي طاقة الإنتاج والتحدي، طاقة الابتكار والتقدم، يساعدون لتوليد الحماس، أذكر مرة قالها لي صديق: لماذا تتحدث عن أن لك أعداء كثر، وفي الحقيقة هم ليسوا كثر؟ وأجبته أن الصراحة لدي أعداء وأكبرهم نفسي، وأحياناً في خيالي أضع منافسين لي، ليقرصوا عقلي، وينغزوا قلبي، ويؤذوا جسدي، لأنفعل، لكن الحقيقة أن لكل شخص هناك أعداء ويكتشفهم من خلال تعامله معهم، أو من خلال أي مشروع فاشل أو ناجح تطرق بالعمل فيه معهم.. هناك أعداء، كما أن لك شيطان هناك شياطين، لكن الأجمل هو كيف تستغلهم لصالحك..

* أعتقد أني بحاجة لزاوية خاصة، ستشعر أن لي رغبة في الكتابة، ولا أريد أن أتوقف، ولذلك لأن أشتقتها جداً

هناك 5 تعليقات:

  1. لا يسعني إلا أن أحييك من القلب تحية كبيرة جداً
    مكللة بكل احترامي و تقديري و حبي لك
    لجمالية عقلك و قلبك و روحك و تفكيرك
    لعفويتك و لطيبتك و لشفافيتك و صدقك في كل نبض حرف من حروفك 
    لرقة كلماتك و عذوبتها فهي تطرب المسامع و يقشعر لها الجسد و تضفي الفرح و السرور على القلب و تدمع لها العينين سعيدة بك و لك متمنية لقاءك و التحدث إليك 
    لتواضعك الراقي و لشخصيتك الرائعة التي بصدق لم أعهد مثلها في حياتي
    داعية الله العلي القدير أن يفتح عليك أبواب رحمته و رزقه و يبارك فيك و ينعم عليك بثوب الصحة و العافية و الوقار و يلهمك كل خير و ينور بصرك و بصيرتك و ينفعك و ينفع بك و يفرحك و والديك بك و يحقق لك كل الأحلام و الطموحات و الأماني و يرفع من شأنك في الدنيا و الأخرة

    فشكراً لك كثيراً لمنحنا من فضائك مساحة و من وقتك و من مشاعرك و احاسيسك و عواطفك و لشعرك المرهف الحساس بنا و معنا و لنا

    ردحذف
  2. بالنسبه لي ما تحت المقدمه أهم بكثير وأعمق..سمعت احدهم يقول هناك من يضيع نصف عمره للظهور امام الشاشه ويصبح مشهورا ويقضي نصف عمره الثاني وهو بنظاره سوداء تجنبا للناس ، اي انه يكتشف ان الشهرة التي يبحث عنها لم تكن بذلك الجمال الذي تصوره..ومن وجهة نظري ان الشهره لايجب ان تكون بحد ذاتها هدف ولكن يجب ان يكون هناك هدف راقي واستغلال الشهره لإيصاله..
    كلامك عميق و جميل، وكأنه مقال يمزج ما بين التجربه والفضفضه
    اللهم ابعد عنا الغرور والكبر....

    تحياتي
    شذى

    ردحذف
  3. سلمت يمينك اخي الفاضل
    صراحة اقل ما يقال عنك هو انك مبدع
    باتوفيق
    حب استطلاع

    ردحذف
  4. لامست مكاناً في  في خاطري لم أعرفه ... خاصة أني أعيش عامي السادس و العشرين .. سلمت يمينك

    ردحذف
  5. السادس والعشرون أعيشه قريباً، هو العام
    القادم، ولا أعرف ما يخبأه لي القدر ..
    شكراً لإحساسك العلياء .. وكل عام وأنت
    بخير

    ردحذف