لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

السبت، 21 مايو 2011

ولاءُ القمر

تحت ضوء القمر 


بعد عدة شهور، ومحاولات مقصودة، أعدها مراوغة قلم، لعدم الكتابة عن القمر بشكل علني عند اكتماله بدراً، فالقمر أصبح مُحجبّ بالسواد - سجادة السماء ليلاً - وبعض الأحيان منقب - نصف نمو القمر - لم يدعني أغازل وجهه الأبيض ناصع الجمال - عندما يبتسمُ البدر - بحثتُ عن حل يُعيد إليَّ جنون كتاباتي العفوية بمغازلة القمر، ووجدتُ أن الأمر أصبح واجباً من جملة كتبتها سابقاً والتصقت بذهني كورقة ملاحظات صفراء "عند كل اكتمالٍ للقمر، تولد قصيدة، عفوية وجداً" فامتنعت عن الكتابة لأن اكتماله لم يكن يوازن اكتمالي النفسي والعاطفي والذهني والجسدي، عندها أجلتُ كتابة نثر أو نص أو قصيدة من كلمات، مهما كانت بساطة التعبير فيها، إلا أنها تُهيج في النفس أمراً جميلاً يدغدغ الروح، فتولد قصيدة.

كولاء القمر
نبجلُ التحية له
مراتٍ ومرات..
كظهورٍ واختفاءٍ واضحٍ
نرفعُ شجن الشوق إليه،
لأعلى درجات..درجات
يُرينا إكتمال وجهه بدراً
يسعدنا..
يخطفنا..
ويغمرُ فينا الحبَّ
لحظات ولحظات..

بعد اكتفاء جائز
ناقص منه
يُودعنا..
يُقبِلنا..
ويرحلُ محملاً بكثيرٍ
من أمنيات وذكريات..
أنتِ..
كثيرٌ عنك لا يكفي
فالقمرُ جديرٌ
بحبٍ لا يذبل..
وكلمات من عشقٍ
وقبلات من كلمات
كلمات..

وظيفة ولاءِ هذا القمر عند ظهوره ووفاء بعهده الأبدي، أن يعيد الأمل لعشاق الأحلام، وذكريات ماض حبٍ مباح، كلُ نوايا الغرام خير، حتى وإن كانَ الشكُ غارقٌ فينا وفيكَ وفيكِ وفيَّ، نسير مع التيار، حتى وإن كان العقل غيرُ راضٍ عن طفولة قلوبنا، يُصبح الأمر سواء، فالحبُ يُعري العقل من لجامه أحياناً، بل غالباً، وكثيرٌ ما نسمع عن إغتيالات قلوب قاسية، ويعادُ تكرار مشهد الجمود من قبل أحد عقول منطقية لشؤون خاصة من أهمها منع سيلان الماء، بتيار نهايته هاوية شلال. لكن الحقيقة مختلفة، فما إن يَحكم العقل بعد عدة محاولات، حتى يرفع علماً أبيضاً بخجل، فيأتي القلب كحل يطيب جراح الموقف المطرود من غرام نواياه خير، حتى يعود النهر ليتراقص في عواطفنا، وتبح القلوب أكثر عاطفية، والعقول نصف منطقية، كل ذلك يحدث تحت الأرض، ولا أحد يبوح بهذا الإعتراف. فالحبُ مصيدة للعقول قبل القلوب!

* عندما يكتمل القمر، تولد حروف عفوية جداً، تتراقص أصابعي على كأني أعزف بحروفي قصيدة مغناة، فأبدأ بالكتابة، عن كل شيء يُهيجني، بكل مرة يكتمل فيها القمر، أكتب، فجأة، فجأة، دون ميعاد، تشتعل بداخلي شهوة الكتابة، فاكتب، صدفة عنك.

هناك 9 تعليقات:

  1. فالحبُ يُعري العقل من لجامه أحياناً، بل غالباً - كتبت فأبدعت
    سأعيد قراءتها : يعطيك العافية !
    Deema

    ردحذف
  2. رائعة جداً...وهذه المقالة هي ملهمة للإحساس...وأعطتني أملاً من جديد...وهل هناك أجمل من القمر؟؟؟

    ردحذف
  3. كان القمر معجزة محمّد صلى الله عليه وسلّم عندها إنشق وأقسم الله في ذلك .. وعندما إكتمل هذه الأيّام .. صار ستارك أنت .. تختبأ ورائه وتتحفنا بكل رائع .. لأقسم أنا ولا ادري من يوافقني .. أن نصك هذه الليلة .. مختلف عن سابقه .. ! 

    :)

    ردحذف
  4. والله يعجز لساني عن التعبير عن جمال و روعة هذه المقالة ... فقد لامست شغاف قلبي ... وحرّكت فيَ المشاعر و الأحاسيس العذبة التي لا توصف بكلام :) ......... !!!!

    ردحذف
  5. " فما إن يَحكم العقل بعد عدة محاولات، حتى يرفع علماً أبيضاً بخجل، فيأتي القلب كحل يطيب جراح الموقف المطرود"
    :)أحببتُ التشبيه هنا جميلٌ أن يعود القمرُ إلى سابق عزّه ليحتلّ كلّ هذه المساحة 
    وجميلٌ أن تعود تلك المخيّلة الخضراء لصاحبها

    استمر في كتابة متناقضات الحياة كبيرة كانت أو صغيرة 
    لكن .. لا تتوقف ..

    ردحذف
  6. أكتبُ شؤون فقري وثرائي، عجزي وقوتي، هزلي وجدِّي، حبي وكرهي، جنوني وعقلانيتي، صمتي وثرثرتي، سقوطي وارتفاعي، وقوفي وتحركي، طريقي ومصاعبي، ألمي وأملي، أكتب ما عشته بروحي، وكتبه آخرون غيري

    لهذا خٌِلقت الكتابه
    ومنها يأتي الإختلاف :)

    ردحذف
  7. رائعه جداااااااااااا يعجبني طموحك وقوة ايمانك بنفسك
        (أحب كتابة الواقع الغير ملموس، ليصبح ملموساً يوماً ما، مؤمن بذلك)
     

    ردحذف
  8. تحت ضوء القمر .. يُرغمك اكتماله على التنفس وتوسعة الفسحة الأمل في الحاضر ورسم الماضي الأجمل في مستقبلٍ يستقبلُ من أحلامنا الخطى ... تترنم عشقاً فرحاً ألماً شكراً ترتيلاً تسبيحاً .. تسبح بين اشراقة قلمه على دفاتر القلب وتُحَدِّثها أوردة الفكرة على صفراء الورق .. فتخضر ازدهاراً وتحمرُ خجلاً !!
     
    ولا أحد يبوح بهذا الاعتراف .. لأنه صعب ، في دوائر المستحيل غير الممكن مُسور وبمركز الدائرة مثبت ، حتى إن تجاذبته العواطف في الاتجاهات اللامنتهية أبقت عليه المركزية في  نقطة المستحيل والمحظور !!
     
    كصورة مستدركة من رسم الخيال يُباغتُ ارتقائها في أفق الأحلام سواد الواقع وتشوه الواقع وجهل الواقع وأسوار الواقع !!
    قيدٌ وراء قيد يباغت أنفاس القلب .. وكلها قيودُ من وهمٍ  ، على وهمٍ  ، بوهمٍ ،  لوهم ،  تداهمُ  واهم لا تنفك إلا بضجيج العمق بـِ  [ يا رب ] !! وإن دار فلك التفكير بالممنوع " وطن .. حلم .. أمل .. أرض .. أحدهم ... " كلهم تحت غيمة الشتاء الماطرة بنداء [ يارب ] تقفُ منها الضوضاء وفوضى التردد والحيرة !! تصطف المعاني بصفائها لا شائبةً تكدرها ~~ تتدخل العاطفة بزخمها الذي أودعه الله فينا وتحملُ جمود العقل ليتكسر أمام هدوء ثائرها و تأثيرها ، وتُجري في الروح منا ما تُجريها أروقةُ من رياحين بساتين ليلة البدر تَسقي الأمل فينا ..
     
    يغبُ .. ويعود  ... ويخطفُ ... ويلوحُ  ... وبين الغيم يستريح .. و وردة السماء حوله منتشية ، بظله على صحاف النهر يتسامى .. وبقلمه يكتبُ تراتيل الأمل من أسطر الإيمان .. وشاح رسائله حب بصدق الشعور تتراءى بين السطور لمن يفهم ومن لا يفهم .. لكن ليس كل من يقرأ سطره يفهم ~~
     
    يُصبح من ليلته قلبٌ بلوري من ورائه آفاق الآمال تتراءى  تتراً وحقاً وعدلاً .. يغمره حباً ..متعةٌ لا تنتهي مع سطور القمر .. شكراً لما أمتع بكلماتك منا البصر ..~~
     

    ردحذف
  9. حتى وإن كان العقل غيرُ راضٍ عن طفولة قلوبنا، يُصبح الأمر سواء، فالحبُ يُعري العقل من لجامه أحياناً، بل غالباً ..

    عجيــبٌ هذا التضارب بين أكبـر قوّتين فينا : العقل والقلـب .. وحين يستسلم أحدهما للآخر، ما الذيّ يستدعي ذلك ؟ وكيف يمكن لتنازل -يبدو في ظاهره بسيطا- أن يحسم الموقف ليرضي طفولة قلـوبنا ؟

    كتبتَ فأبدعتَ .. يعطيك العافية

    ردحذف