لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

السبت، 21 مايو 2011

مقتطفة ١٣٤ - ما أستمتعُ به

لا أريد بدأ مقدمة، أخاف أن تشبعك قبل تناول وجبتي التي أعددتها لك، أدعوك لجلب فنجان قهوتك، حُلوة، مُرة أو وسط، إن كنت لا تعشق القهوة، اجلب شايك بالنعناع، واقرأ بهدوء، تخيل كأننا على طاولة قهوة، تسمعُني، وبتعليقك أسمعك، لا ترحل دون تعليق، فعلاً أريدُ أن أقرأ شعورك بعد هذه الوجبة.

شهوة حرف
سأكتبُ، ولن أرفع يدي حتى حد الإنتشاء وصفاً وتعبيراً، قد تكون بعض حروفي جريئة، وبعضها لا يصلحُ للنسيان، أو ربما هنا تتعجب، أو تنسحب، لكنني سأكتب حباً عفوياً صادقاً، فبعد تعليقات بعض الأصحاب، نهوني عن كتابة حروف رومانسية، واللجوء إلى حروف شديدة اللهجة، ثائرة، لكنني صمتُ، وجاملتُ صمتي بتفكير عميق، يلائم موقفي وعمري وحروف اسمي، وقررتُ كتابة قلبي، عقلي، وطبيعة ما أشعر به عارياً من أي زيادات، ولأنني أكتبُ ما أشعر به بصدق، فمن الطبيعي الحصول على سلة بيض مليئة بالإنتقادات، فإن لم يكن ما أكتبه صادقاً، حذفته، وإن كان متكلفاً، شنقته، وإن كان عيباً، أدبته، وإن كان حرماً، أعدمته، فما يشعرني بالسعادة، اكتبه بعفويه، وجداً للغاية، أعترفُ بأني حساس، وعاطفتي تغلب تفكيري بعض الأحيان، وممتن لله بذلك، فلا أحمل شيء في حياتي سوى حروف وبضعُ كلمات، أُمتعُ بها نفسي، وألقيها بذور في قلوب وأذهان قرائي، لتنمو أزهاراً جميلة، طيبة الرائحة، ومختلفة الألوان. 
خيالاً أم واقعاً
أكتبُ الحقيقة التي يعيشها الإنسان شعورياً، فإن كان واقعاً، تفهمه وعجب الناس، وإن كان خيالاً، سرح وشطح فيه الناس، وإن كانت بعض محاولاتي هي جلب ما يسكنُ في خيالي على أرض الواقع، لأعيش أملاً قد يتحقق يوما ما، أو حَبكِ خيوط لثوبٍ يناسب مقاسي عندما يشيبُ رأسي، إلا إنني أستمتع جداً بكتابة ما يدور في ذهني، أملاً بأن يتحقق واقعاً مباحاً خالياً من شوائب الإشتباه. وإن كتبتُ بعضاً من الواقع، فالحياة مليئة بالواقع المشبوه بأنه يعدُ واقعاً من الأساس، أصبح كل شيء يفوق الخيال، وواقع غير متوقع بالنفوس البشرية، بالجوانب المهنية، الطريقة التعاملية، بكل الإتجاهات، وكثير من الكتاب يكتبون الواقع الملموس، وبالنسبة إليَّ، أحب كتابة الواقع الغير ملموس، ليصبح ملموساً يوماً ما، مؤمن بذلك، ومتعب هذا الإيمان، فالموجود لا يعجبُ الناس، والنادر البعيد، يعشقه الناس، ويتسابقون بحثاً عنه، ورأي الشخصي، أجد أن الواقع لا يشجع  للكتابة عنه أبداً، هناك مختصون بذلك، أحياناً أكتب واقعاً عندما أكون مؤمناً بأنه سيبقى فترة أطول، ويساعد كثير من الناس، فما يدورُ في الخيال، أكثر إثارة عندما نكافح لتحقيقه، وننسجم فيه، أو عندما نسافر وننسى أننا مسافرون معه.

ذكريات
قبل ثلاث سنوات كنت يومياً أكتب ما أشعر أنه صعبٌ عليَّ تحقيقه، والذي أخاف الوصول إليه، حتى بيومٍ ما، جلستُ أفكر منبهراً، كيف للحروف أن تُطبق بعد نسجها في الخيال، وإن لم تكن النتيجة المتوقعة، إلا أنه شيء يثير التفكير فعلاً، آمنتُ بعدها بأن الإنسان يكون ما يريد أن يكون، عندما يتخيل، يكتب، يتحدث، ويفكر في الأشياء التي يريد الحصول عليها بصبر، واستمرار فيما يؤمن بأنه سيكونه في المستقبل.

أسمهان
أغازلُ الطبيعة وأشبهها بأسمهان، فالأنوثة في هذه الحياة مغرية لإحداث ضجة عاطفية، وشحن الدوافع والأمال، لنعيش يوم جديد آخر ونحنُ على قيد الحياة، أراقصُ الطبيعة بجمالها، بزواياها العجيبة، وتفاصيلها المجنونة، وإنحناءاتها الغريبة، وبكل ما تحتويها من سحر يسلب اللب روحاً وقلباً وتأملاً. إنني أكتبك أنت، شئت أم أبيت، كتبتك، إن كانت شؤون الجمال والطبيعة فيك خصلة واضحة ونادرة، كتبتك بكثافة، دون كلل أو ملل. 

إن وجدتُ شيئاً هيج مشاعري وألهمني، كتبته بسرعة قبل أن يتلاشى، وإن لم أجد شيئاً يلهمني، صنعته خيالاً، واستشعرته جمالاً، وعشته حقيقة، فأسمهان هي جسدُ الطبيعة الأبيض، الأخضر، الأحمر، هي طاقتي لأتنفس، جنوني لأشتعل، هي فتاة ربما لن أجدها، هي حياة ربما لا أعيشها، هي الوطن الذي أبحثُ عنه، هي أنتَ، وأنتِ، كل شيء يغريني ويجلبُ لي شهوةً للشعور والكتابة أو الحديث عنه. لن أتوقف عن شرح أسمهان! وستبقى ما دُمتُ حياً كقصيدة لا ينتهي رنينها في القلب بعد سماعها، فهي لحنُ حياتي، وإندفاع قلمي.

ما أكتبه استمتع به
أكتبُ نفسي بشفافية، وأكتبُ ما أشتهي أن أراه أو أعيشه أو ما أريد أن أتذوقه، أكتبُ إنفعالي، فكثيرٌ من الناس تشبه إنفعالات بعضها، إن وجدتَ فيك ما أكتبه، ابتسم، وإن لم تجد شيئاً يملؤ فيك إثارة، ابحث عن كاتب آخر، ولا مانع من أن تستلذ شعوراً لم تمتهنه بعد، فقد يصيبك يوماً ما فجأة. 

سرُ إنفعالاتي
أكتبُ شؤون فقري وثرائي، عجزي وقوتي، هزلي وجدِّي، حبي وكرهي، جنوني وعقلانيتي، صمتي وثرثرتي، سقوطي وارتفاعي، وقوفي وتحركي، طريقي ومصاعبي، ألمي وأملي، أكتب ما عشته بروحي، وكتبه آخرون غيري، فكل كاتب له زوايا مختلفة ومنابر متنوعة يكتبُ عنها، إذاً، أكتب قصتي في حياة متناقضة، لا منطق صادق فيها إلا بثلاث أشياء، الإيمان والحب والأمل.

هناك 17 تعليقًا:

  1.  


     


    لغة العقل الصادق لا تستقرأ  ببساطة المرور على حرفٍ منتصب بظله وإحساسه على
    وترٍ من أوتار الكتاب ، هي لغة الإمعان في مكنون الحرف ومقصده واجبٌ على المريد
    للفهم، وليس سبيلاً للتسلية وتسجيل مرورٍ على صفحات المدونة أو تسجيل السبق
    بالتتبع للكلمة !!


     


    كتابة الشعور صعب ، لكن يبقى الأصعب أن يَفهم الآخر سطر
    الشعور ويترجم تردد الاحساس الوارد من سطر يتلوه سطر إلى معنى ومقصد حديث الصمت
    على سكون الورق ..


     


    هل الجميع سيدرك حرفية حرفك ؟ لربما لم تجمع البشرية على
    فهم واحد للأسطر المقدسة في الكتب المقدسة،،، ونبقى بصنعتنا بشر ،، نحسن الصياغة
    ونحسن القراءة ولكلٍ فهمه ومقصده،، وبقاء الحرف والكلمة رهن إشارة صدق المحرك
    للحظة ... إذ هي لحظة تؤتي أُكلها على ديباج التاريخ إذا ما رسمت ملامح حياتها
    وروحها ريشة ملهمة بضربة أخيرة من فن الإتقان !!

    والحرف بين مفترق طرق إما انصياع لواقع مشوه منزوع الشعور والأمل ، وإما فجٍ عميق و
    جبال الأمل والشعور ترسو على جنباته وبصلابة مشهد الشعور وظلال ألسنة لهب الألم ، لتحقيق
    الأمل والاندماج مع حرارة العمل ، استنطاقاً لصحراء الشعور بواقعٍ ضاربٍ بنخيلٍ
    وواحات بناء الأعمار للقادم .. وكلها استنفاذ جهد أعظم لتحقيق الأعظم .. وهل
    الدولة التي نسجها المصطفى في أشرعة الإسلام والتي أرسى أوتادها في الصحراء من بعد
    ضعفٍ واستضعاف إلا استنطاق الحق والألم والأمل والوعد في المآل استنطاقاً يجري
    أثره ليوم يُبعث الأشهاد !!




    ورنين الطبيعة أشد الرنين بقاءً إذا ما تماهت بين أنسجة
    تكوينه تعجب الترتيب والاصطفاف والحديث الصامت من حفيف شجر النهر وغدير ماء الشجر
    في عروق وتفاريع الزمن هنا وهناك .. لو أنصت العقل للغة الأرض لسما من أرضٍ لسماء
    النور ،،، يشعل هبوب رياح الأمل بعطر من الارض والزهر .. ستورق بعدها حدائق مُغناة
    وموشحات ومعلقات جديدة لن تغني حروفها عن استكمال اصطباغ السجل بلمسات شعور
    الامتنان والحب .. لله..
    فالشعور بضاعة أو لوازم التغيير،،، لكنه إيمان العمق بأنه سيتحقق ،، كصورة أمتي
    أصنعها بريشة في كفي !!


    برمجة بسيطة للحياة واندماج الحسن منها بصدق الشعور
    باستمتاع الأداء يكفل لك نتاجاً عظيماً يدوم بأفق أبعد من ظنٍ أو حساب ~~

    الذات عندما تراها شاخصة على السطر تجد صدى صوتها في الأفق مع كل فجر ومجيء عصر
    ..~~ فتترتب ثلاثية المنطق بايجاز لتدفع من العقل التفكير .. ايمان حب وأمل هي
    ثلاث لانفعال ولد ليحيا وبين الأكوان يرتسم اللون ..
     

    ردحذف
  2. ^__^
    راائعــه جــداً وملهمة..
    أنا أيضاً أعيش كل هذا التناقض
    أحاول الكتابة كل يوم
    ولكن مرات أشعر بالأفكار تتزاحم في عقلي
    لدرجة أني لا أستطيع ترتيبها وكتابتها 
    ممتنة لك جداً لأنك حركت شيئاً بداخلي..
    جملتك هذه لامست روحي..
     أكتب قصتي في حياة متناقضة، لا منطق صادق فيها إلا بثلاث أشياء، الإيمان والحب والأمل.

    ردحذف
  3. جميييل جدا كلمات مبدعه ورقيقة وجميلة
     اكتب لنا باستمرار ولا تتأخر

    ردحذف
  4. طــالَ انتظاري لهذه المُقتطفة، لكن كالعادة تبهرني دائماً كلامتك

    لا أملّ من قراءتها مرارا وتكرارا .. استمرْ بعطائك
    الأوصاف لديكَ عالية الدّقة ، تسّهل عليّ الإبحار في عالم
    لا مُتناهٍ من الخيـال الرائع !  فالواقع فعلاً كما قلت - لا يستحق الكتابة عنه

    أتمنى لكَ التوفيق دائماً
    و الاستمرار في إبداعاتك . 

    ردحذف
  5. إن وجدتَ فيك ما أكتبه، ابتسم، وإن لم تجد شيئاً يملؤ فيك إثارة، ابحث عن كاتب آخر، ولا مانع من أن تستشعر شعوراً لم تمتهنه بعد

    * هذه المقالة بالنسبة لي، إعادة بحث لكلمات، وتفريغ وعاء لتجديد ماؤه

    فاعذروا فضفضتي، والحق يقال، لم أكن أريد نشرها

    ردحذف
  6. الحمد لله أنك نشرتــها ، صراحة حبيتها كتيـــر 
    لا تتـردد في نشر كتاباتك ، مهما كان رأيك فيها
    لأنّ هناك من ينتظرها   :)

    ردحذف
  7. الصراحة...مقالتك سمحت لنا بالإطلاع على أفكارك وشخصيتك بامتياز
    فأنت بالفعل تميل الى العاطفة...وعاطفتك الجياشة ربما تؤثر في أناس يبدأون بالميل الى عاطفتهم...وأنا من الناس من هم عاطفيين بنسبة كبيرة
    ولكن أعجبتني أسمهان..فقد أصبت حين شبهت الطبيعة بأسمهان...لأن الطبيعة تلعب الدور الكبير في زيادة العاطفة...التي تكون بالطبع عاطفة ايجابية ملؤها الحب والسعادة والراحة
    مقالة رائعة..والى المام

    ردحذف
  8. لك الحق بأن لا تنشرها ... لكن أشكرك جزيل الشكر لأنك عبرت عني و ربما عن الكثيرين ممن يكتبون لكن ليس بصياغة و رسم قلمك الحساس المرهف الدافئ المنبثق من جمال و شفافية  و صدق شخصيك بجوهريها قلبك و لسانك
    ما شاء الله تعالى مميز و مبدع ، أدعوك للاستمرار و إلى الأمام هناك من يستمع إليك و هناك من هو بحاجة لما تقول لأن بذلك تخفيف من عناء الدنيا و حملها الثقيل المكنون بداخلنا ليس لأننا لا نحب الحياة على العكس أحبها و أعشقها و أسعى جاهدة لأكون أفضل و أكثر فعالية فيها في سبيل تحقيق رضى الله عني و علي و من بعده والدي
    إلا أنه يوجد بعض الطروف في حياتنا تعرقل مسيرها بعض الأحيان و الأصح أننا نعيش ما هو مكتوب و مقدر لنا و لله الحمد
    أدعو الله و أسأله لك مزيد من التوفيق و النجاح و الصلاح و الفلاح في الدنيا و الأخرة

    أماني

    ردحذف
  9.  أكتب قصتي في حياة متناقضة ، لا منطق صادق فيها إلا بثلاث أشياء، الإيمان و الحب و الأمل

    ردحذف
  10. كتابة الشعور صعب ، لكن يبقى الأصعب أن يَفهم الآخر سطرالشعور و يترجم تردد الإحساس الوارد من سطر يتلوه سطر إلى معنى و مقصد حديث الصمتعلى سكون الورق 

    ردحذف
  11. جميييييل جدا تعبيرك...وقوي جدا تفكيرك....تأثر في العقول...وترتفع الهمة...قلمك يعطي الأمل..وفكرك يشجع الطموح...فلو سمحت لي يجب ان يسموك شجرة الأمل!!!فعلا اعجبني كلماتك

    ردحذف
  12. تقدير واحترامي لك، لا أحب مسمى شجرة الأمل لانها لن تتحرك، إني أتحرك كالنهر وهناك آخرين يطبخون فيه ويستمتعون ويحيون :)
    Regards,
    Abdulaziz

    Sent from iPhone..
    M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com

    ردحذف
  13. طيب نسميك نهر الأمل هل تعجبك؟

    ردحذف
  14. تروق لي هذه :)

    Regards,
    Abdulaziz

    Sent from iPhone..
    M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com

    ردحذف
  15. كيف ما فهمت؟؟

    ردحذف
  16. اي ان المسمى افضل :)

    Regards,
    Abdulaziz

    Sent from iPhone..
    M +974 55845100 | Doha, Qatar | www.azizdalloul.com

    ردحذف
  17. جميله طريقة تعبيرك عن نفسك .. انا لا اجيد الكتابة ... لكنب ابحث بين الحروف على ما احسه في..
    اسلوبك جميل ..

    شكرا لك

    ردحذف