الاثنين، 18 أبريل 2011
مقتطفة ١٣٢ - لم أقفز
حبكت أحلامي في خيالي عندما كنت أجامل وحدتي بصمتي، وعندما إكتملت رقعة أستطيع من خلالها تغطية عري عقلي، إتجهت أمام المارة في طريق الكفاح، وترميم البناء، وشق الطرق الخاصة بهم، تنحنحتُ وبدأت أشغل نفسي في جلب كل رقع الأحلام التي حبكتها في خيالي بقوة على أرض الواقع، منها أكتمل، وكثير منها ما زالت منشغلاً بها.من يعرفني جيداً سيهز رأسه موافقاً لما أكتبه وأقوله وأفعله، وسيدعوا لي بالغيب، ومن لايعرفني جيداً، لن يقول بأني محظوظ بل سينتعني بأني أحمق ومغرور، فنحنُ خبراء في الحكم على الآخرين من النظرة الأولى! وكل شخص في هذه الحياة يرى الناس بعين عقله، ويعتقد بأن الآخرين مرآته، فالذي يظن أن الآخرين حمقى، فهو سيدهم، لكنه لم يصدق الحقيقة بعد، وفي النهاية، سينصدم، أما بالنسبة لي، فما زلت جاهلاً وأشتهي المزيد، ما زلت فقيراً وأسعى لما فيه البركة وإن كان قليل..
لم أقفز، مشيت حذواً حذواً في طريق غير مسكون، لا خطوات أقدام أتبعها، طريق مرعب، موحش، يعلمك الكثير من الوحدة، الخوف، والجزع، ويبقى نورك الداخلي، ولمعان عينيك، وصوت ضميرك وشغفك هو الدافع لتتقدم نحو الأمام، وفي الأغلب شق طريق خاص بك يتطلب جهداً أكبر، طعمه أجمل، لكن تضحياته أكبر، دموع أكثر، وسعادة مختلفة، ولا مانع بأن تنتع نفسك بأنك ما زلت صغيراً، جاهلاً، ولم تصل بعد لمرتبة المعلم، لستُ معلم، ولا أعلم لماذا يناديني الناس أستاذاً، لست كذلك، ولن أقبل بذلك، فهناك شعور بداخلي يجبرني ويدفعني لأقوم بما أقوم به، سواء خطوطو لحروف تصنع كلمات، تقرأ وتسمع، وربما بعض الأفعال، تطبقها ذاتي الحقيقية، دون سعي للشهرة، أو لفت الإنتباه، أو حتى تقبيل الورود، فبعض الحب يصنع الأمل، وكثير من الألم، فالأمل نتخيله، نكتبه، والألم نطبقه، ونشعر به، والنتائج لاحقاً تبهر أو ربما تزيد عدد مرات بكائك وعض شفتاك، أسفاً للتقدير الغير مرغوب به من معطيات القدر أو الحياة، فالله حكيم بما يفعل، ولكن أسباب الحياة هي العقل والتفكر.
بعض الألم المصاحب لك في كل خطوة تخطوها بكل الإتجاهات، تلسع، لكنها تبقيك يقظاً وتعلمك بشكل أسرع، هناك ثلاث أنواع للألم، ألم نفسك لنفسك عن طريق سوء التقدير والإحترام لذاتك وروحك ولعقلك وقلبك ولجسدك، والنوع الثاني هو الألم الذي يتركه الاخرين فيك، من غدر وخيانة صريحة واضحة وعدم تقدير واهتمام، كسلوك مدير عملك في تهميشك، أو إنزال مستواك بين أقرانك، أو جرح الناس لمشاعرك، وأما النوع الثالث والأخير هو ألم الطبيعة، كجرح من شوكة، أو عاصفة تذيب ملامح وجهك، أو نار تحرق أصابع قدمك، تخيل الأنواع وقسها في حياتك.
لم أقفز، وما زلت فقيراً من كل النواحي، علماً كان أو مالاً، بحثاً في الذات أو تأملاً، فما زال الطريق طويلاً لجتياز رحلة العمر في جبل الحياة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ستصل
ردحذفاعدك :)
باركَ الله فيك ..
ردحذفلا تتوقف عن هذه الإبداعات ، قد لا تُدرك
مدى أثرها فينا .. لكننا بالفعل نحتاج مثل هذه
الدفعات المعنوية ، فما أن نبدأ الإيمان بأنفسنا أكثر
حتى نتهاوى شيئاً فشيئاً مع الأيام ، و نشعر أننا
وحدنا من يقاسي و يجتهد !
لذلك يسعدني وجود مثل هذه الكلمات
فأشعر أن هناك آخرون في الحياة لهم نظرة بعيدة
و أمل كبير ، بطموح أكبر ..
وفقك الله دائماً و أبداً
مُتابعة بسعادة =)
ماشاء الله عليك
ردحذفحقا يا عبد العزيز اذا كانت بعض الفئه من الناس ثقول لك استاذ فقد صدقو في قولهم
انت استاذ بكل معنى الكلمه
سبحان الله اعطاك الله القدرة الذي لا تعطى الا لفئه قليله من الناس والقليل من يعرف كيف يوظفها وهي الاحتراف انت محترف في الكتابه وايضا محترف في توضيف كلماتك وبعثها للناس كرساله
انا واحده من الناس الذي تاثرت في كلماتك
دام الله عليك هذه النعمه ودام قلمك مرفوعا دائما وابدا
بارك الله فيك وجزاك كل الخير على ما تفعله
تحياتي
الحمد لله أن لها أثر عليك يا حنين، فما
ردحذفأكتبه أريد أن يستعشره الآخرون معي
شكراً لمتابعتك المكثفة
عبدالعزيز
تحياتي لك يا هاجر
ردحذفلستُ معلماً إنني فقط طالب أريد أن أطبق
ما أتعلمه وأنقله وأنشر الفائدة
الحمد لله على فضله بأن أعطاني وسيلة
لأكشف فيها عن مكنوناتي بقلمي، وأشاركها
مع الآخرين.. وإن كانت كلماتي أثرت بك،
فالكتاب الذي سأصدره بثقة، ستكون نابعة
من إيماني بذلك، بأن هناك كثير سيستفدون
من حروفي وأفكاري