لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الخميس، 17 فبراير 2011

إستحياءُ القمر


وفي كل إكتمالٍ للقمر هناك قصيدة، راقصة، متناغمة، عاشقة، ذائبة، صارخة بهيحان الروح وتخبطات الشوق، من لحن الصوت، إلى لمحة النظر، كثيرة هي فوضى حواس الإنفعالات العاطفية التي نعيشها، هناك من تجنبوا، ثاروا، عادوا، وغطوا قصص الحب بكل الطرق والوسائل الصريحة، الجائزة منها، والغير ناقصة من تعابير الحقيقة المفروضة على قلب وخيال المحبين الأطهار.
إكتمالين للقمر لم أكتب عنك حرفاً واحداً، فاعذرني، لا أدري، هل لجمود التعبير فرصة للتصريح، أم هو إنشغال القلب في محلٍ ليس بمحل يباعُ  التوت فيه، أتذكر التوت؟ واجهتني قراصنة البحر في هذا الشتاء المفاجئ - ليس كعادته من اللطف، والهدوء - منهم من سلب الذكرى، ومنهم من طعنها مخافة أن يُحيي فيها لوحة مرسومة بألوان جديدة، لا تهتم، اقرأ المزيد، فالليلة، لدي من النشوة والشهوة الكثير لأكتب عن مجريات ما حدث في زوايا الليالي المرهقة. 

أغنية لبالي المشغول تعيد رونق اللحظات الجميلة معك غنيها، لوحة كنا فيها على أرجوحة بين زهور الياسمين أرسميها، فالقلب مشتاق لتلك الهمسات المحظورة، ولأطراف الحروف المدفوعة من شجون العاطفة المفاجئة، لتلك الأنفاس التي تشبه عطر الفواكه الشامية، ما أجمل خطوط الطول على فستانك الأزرق السماوي، وكأنك السماء حاضرة ليحلق فيها طير تاه عن السرب عمداً، ولم يجد سوى سماءك الصافية، مساحة حرة للإبداع والتوسع والتمدد والتباهي بكل طاقاته المخزونة، فللطير فرصٌ كثيرة لأن يدغدغك بألحانه الصريحة، فبعض الكلمات لا يمكنها أن تختبئ مدة كبيرة، وتكون النتيجة لحنٌ رقيق يسري في عروق الحروف فتنتشي وتتمدد لتصبح جملة جاهزة للمجازفة.

أيها القمر، لك أن تكون ما تشاء الليلة، فأنت مصرحٌ لك بكل أنواع وأشكال الغرور المناسبة لنص، نثر، أو قصيدة مهجنة، فوجه البدر يليق بك، ورقصة تحت ضوء القمر تحل لك، فلا البعدُ عنك مباحٌ، ولا القربٌ منك حلالُ، فبين البين تهتزُ الأشعار غزلاً بك، فمن بعيد أجمل من بعيد، مع أن فرص الإقتراب منك كثيرة، لكن حدود اللغة لها قوانينها التي يلتزم بها شخصٌ داعبته دموعه ولهاً شوقاً، جنوناً صامتاً، فكلُ دوافع الحب في هذه الحياة مناسبة، إن كانت تضيف لرحيق القلب طناً من العسل. 

أعلم وكم أعلم، بحرصي الشديد لعدم الخروج عن المألوف وصريح العبارت المشحونة بعناية، فأسباب الحرص في هذه السطور كثيرة، مع أن القمر لونه واحدٌ، بدره واحدٌ، شعورنا نحوه واحدٌ، وتختلف بعضُ شحنات القلب من قلب تجاهه، فالروح تلتحم بالروح غيباً، والعقل يسافر مع العقل جنوباً وشمال، والقلب ينبض بنفس الوتيرة كل مرة تلتقي نظرة، وما أجمل نظرات اللقاء صدفة، تدفع النبض للقفز لأعلى مستوى للنبض، وبعضه يصيب بضيق التنفس، ودوران الرأس، كم كان لنا لقاءٌ مع بعضنا صدفة.

يا قمرُ، كم أود أن أكتبك إعترافاً، لا ينتهي وبدايته، حدود اسمك، طرفُ حرفُ إسمك يجرح خدي الأيمن، وأنتظر فرصة لخدي الأيسر، قد تكون مفاجأة كالعاصفة، أو نسمات باردة، أو صمتٌ مبتسمٌ يضيف لي بعضاً من لمعان العينين.

جميلة بيضاء كالبدر أنتِ، كحمامة، فيها السلامُ وحنانُ الأنوثة العميق، متدفقٌ منك ابتسامتك البيضاء، تشبه روحك، أمسكت بيديك لنرقص تحت ضوء القمر ببطئ، أنا وأنت، ببطئ، تهرب النظرات، وتلتقي بنفس اللحظة باستحياء، نجمين لليلة فيها القمر سعيدٌ، فخورٌ بنا، أنا وأنتِ، بيضاء كالبدر صفاء أنت عزيزتي بيضاء، فاكتمال القمر هذا، إكتمالٌ لروحي.

عندما يكتمل القمر، تتراقص أصابعي  كأني أعزف بحروفي قصيدة مغناة، فأبدأ بالكتابة عاطفياً، وبكل عفوية، ففي كل مرة يكتمل فيها القمر، أكتب، فجأة، فجأة، دون ميعاد، تشتعل بداخلي شهوة الكتابة، فاكتب، صدفة عنك..

هناك 10 تعليقات:

  1. عمق لم أعهده من قبل ، أم أني تعمقت عمدا أكثر ، فأكثر ..
    اتضحت ملامح الحب مع اكتمال القمر، فتسلط نوره على ذاكرة تأبى الغياب وترفض النسيان ، هكذا هي يومياتنا بقايا و نوايا لم تكن إلا حسنة وما كان للعب مكان في قلوبنا .
    بقايا صوت السماعة الواحدة وسط مدينة تعج بالأصوات لازلت تدندن في أذني ، رغم جرح الياسمين
    تحياتي لك كاتبنا المرموق .. حروفك فتحت حدائق الماضي .. عذرا لأني تركت بعضا من ورودي هنا ..نعم كنت هنا .

    ردحذف
  2. أحلام روائية17 فبراير 2011 في 2:58 م

    معزوفة راااقية
    كـ الصفاء تدفقت
    تحية وسلام لقلمك وفكرك
    :)

    ردحذف
  3. عمق لم أعهده من قبل ، أم أني تعمقت عمدا أكثر ، فأكثر ..
    اتضحت ملامح الحب مع اكتمال القمر، فتسلط نوره على ذاكرة تأبى الغياب وترفض النسيان ، هكذا هي يومياتنا بقايا و نوايا لم تكن إلا حسنة وما كان للعب مكان في قلوبنا .
    بقايا صوت السماعة الواحدة وسط مدينة تعج بالأصوات لازلت تدندن في أذني ، رغم جرح الياسمين
    تحياتي لك كاتبنا المرموق .. حروفك فتحت حدائق الماضي .. عذرا لأني تركت بعضا من ورودي هنا ..نعم كنت هنا .

    ردحذف
  4. لوحة عاطفية راقية مرسومة بعناية يا ملهم :)

    من أجمل منتجاتك الأدبية، في زواياها مشاعر خجولة حمراء الخدود تماما كصورة الطفلة التي اخترها لهذه التدوينة :)

    كم يشعر القارئ بالبراءة من نكهة الخجل والحرص الشديدين في لوحتك

    تحياتنا لك :)

    ردحذف
  5. تنتظر كل ليلة موعد اكتمال القمر لتنير هي كما كل الوقت سماءك الزرقاء البيضاء و الحمراء و تنشرعبق نسيم تمطر معه كلمات تفيض بالشوق و الحنين اليها ....سلمت يمناك :)

    ردحذف
  6. تحياتي لك

    شكراً لأنك كنت هنا

    ردحذف
  7. هذا هو هدف كتابتي، أن يشعر الإنسان
    بنفسه، وبكل مواصفاته الراقية

    شكراً منية

    ردحذف
  8. صفاء، شكراً لاكتمال القمر إذاً، تحياتي
    القديرة لك ولشخصك الكريم

    ردحذف
  9. ماشاء الله عليك :)
    كلماتك أخذتني معها إلى مكان غير معروف وجعلتني أتخيل وأشعر بكل التفاصيل التي ذكرتها

    أبدعت :)!

    ردحذف
  10. شكراً لك يا سارة

    ردحذف