لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الثلاثاء، 24 أغسطس 2010

زاوية إماراتية


الإمارات - دبي 


زوايتي كفلم..متنوعة المشاهد، فيها أكثر من ركن، أطرافها معلقة بدبابيس على جسدي، استعد للانخرط في قراءة حروفي، وكأنك تهرول، للحاق بالكلمات وتمسك بالنقاط قبل أن تتطاير تغادر وتختفي أو فجأة تتغير.

السفر يثيرُ حواسي، ويُفتح أزهار خيالي، تتشبع أعصابي بكمية هواء مناسبة لتفعيل نشاط يوم جميل. عندما أختلي مع نفسي وأشربُ القهوة، أتأكد أني سأبقى في حالة توتر وقلق، ولن أرتاح حتى اكتب ما يجول في خاطري، ويتنفسه روحي، حروفاً حرة، تتطاير مبتسمة، فخورة مبتهجة، باستقلالها الشخصي الآمن، كشفاً عن هويتي، ودوائر تفكيري، انعكاساً من الداخل إلى الخارج، بحثاً في مشاعر عميقة كجذور شجرة، وأحاسيس سريعة الإنفعال أحياناً، أكره أن أهان بسلب التقدير، ونقص القيمة المستحقة تبادلاً.

مفيدة هي الكتابة حقاً، كأنها معرض للوحات مرسومة، تتحرك، نادرة من حياة إنسان، فهي ثورة مسموحٌ فيها الإيقاع السريع الساحر في جذب اهتمام القارئ روحاً، عقلاً، وقلباً، مع أنها تفضح حارث الكلمات، وقائد الحروف والاستعارات المجازية، والمعاني المباشرة والغير مباشرة، ويبقى عَلماً منشوراً معلقاً بمساحة تفكير أمام أعين الناس، فالكل يكشف ملامحك، وإن لم تقصد ما تعني، وسقط النص سهواً أو في حالة شرب قهوة، وخانتك اللحظة سُكراً، يحب قرائك أن يتخيلوك البطل والضحية معاً، في حروفك ومسرحية نصك ونثرك، ورواياتك الجميلة عن نفسك.

في دبي، تبهرك أبراجها العالية، المميزة بتصاميمها المذهلة بدقة وحرفية مهندسيها، تسلب لبك نظافتها، وتنسيق طرقها، وعدد جسورها وأنفاقها، تشعر أنك لست في دولة خليجية، ولا أوربية، متفردة هي الإمارات بشخصيتها واستقلالية فكرها، فعقلها رجلٌ عزيز يحبه الناس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه، هو بطل من أبطال هذه الأمة الإسلامية، صنع لشعبه أسساً يرتقون به، وقيماً يؤمنون ويسيرون عليها بثقة، ونضجاً متواضعاً يتواصلون فيه، وكان هم فلسطين شغله الشاغل ليرحل مرتاحاً بابتسامة محارب جاهد بماله وعقله لمساعدة الأقصى الشريف

عندما تسمع كلمة دبي تُطرب الأذنُ، ويهتز خيالك سفراً في أنوارها، وأبراجها، وبحرها، ورائحة مجمعاتها ومولاتها التجارية، بماركاتها العالمية، ومدينتها الثلجية، وفندقها الاتلنتسي، بتطبيق الخيال الشبه مستحيل بغرف تحت الماء، ومباني مغرية، وقطار برمائي، بتقنيات تحتاج الدول الأخرى عقل أمين وطني وليس أجنبي مهجن فقط ليصنع انبهاراً يُشكر عليه، فلا أحد يعشق وطن أكثر من شعبه، مع مزيج من التوعية والطموح الشخصي الجماعي، لنهضة حقيقية وليست فقاعات ومظاهر مؤقتة، تبهرك فعلاً دبي، بغض النظر عن جوانبها الأخرى السلبية، فلكل شخص جانب ينظر ويحب العيش فيه والحديث والكتابة عنه. نهبط لفقرة محزنة في السطر التالي..

تدعم الامارات حكومة وشيوخاً، القضية الفلسطينية منذ عهد الشخ زايد آل نهيان، وهناك ما يدعو ويؤلم حقاً، وهو ليس مسموحاً بحاملي الوثائق الفلسطينية المصرية، الدخول للإمارات، حتى لو سياحة، محمد مهندس معماري، يعمل في منظمة مشهورة عالمياً في قطر، حصل على الفيزا، وعندما وصل دبي، منعوه وأعادوه في نفس الطيارة، مالسبب؟ هل للاجئين حاملي الوثائق الفلسطينية من غزة، بقدرهم المحتوم المصري الملتصق إقليمياً لقرب معبر رفح المجاور، أي مسؤولية لأن ينبذوا بهذه الطريقة يا دولة الإمارات؟ لما؟ والكويت كذلك؟ حتى متى؟ تسعون للحرية ونحن لا نفقه هذه المعاني، تنادون بكسر الاحتلال ونحن العرب نحتل بعضنا؟ إذا لابد أن أحصل على جنسية أخرى لدخول دبي، الكويت ودول عربية تضع عراقيل تخنق السائح والزائر من اللاجئين الفلسطينين

فكرت، وقلت لما لا يوجد لجوء سياسيي في دول عربية؟ لماذا نبحث عن وطن خارج وطن، أشعر بالأسف والفخر في نفس الوقت، لأن اللجوء في منفى، أجمل من لجوء فارغ وهمي، تعيش وتأكل وتعمل بدخل محدود، وسقف طموح قصير خانق، كي لا تكبر وتؤرق الآخرين بعقلك الثوري، ودمك المشتعل نبضاً للحرية.. 

شكراً لله ثم لقطر لمنحي هواء، أتنفس فيه كواكباً وأشخاصاً من مختلف أشكال العالم، شكراً أمي لمنحي قوة الكفاح لكل يوم غد لأتفاءل جيداً، شكراً لنفسي التي تؤرقني وتضغط علي لأستمر في مابدأت، ودعماً لتحقيق رسالتي وتحقيق أحلامي، شكراً لكل شخص تنفس من خلال حروفي، وتنفست من خلال روحه وعقله وقلبه، وأثار فضولي في تعلم شئ، وأغرى حماسي لتطبيق فكرة ما، شكراً للواقفين تحت ظل الأشجار، يراقبوني، ويرسلون أناس ليساعدوني، شكراً لمن يتابع تحركاتي ونشاطاتي، وضجتي الجميلة المفيدة، ويسأل الله لي التوفيق والنجاح، وزيادة العلم وتوسيع الرزق ورفع الدرجات وتقبل الحسنات

زاوية، خرجت بعد فنجان قهوة، ونغزة صدرية بأسفل القلب من الجهة اليسرى، بعد تذكر واستقبال خبر ليس جيداً نوعا ما. بعد أن انتهيتُ من كتابة هذه الزاوية، اندهشتُ، لأني لا أذكر أني من كتبها..

هناك 8 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    ولكن لما تحديدا لاصحاب الوثائق الفلسطينيةالمصرية ؟
    لما هذه التجزئةالفلسطيني هو فلسطيني

    ! عجيب امر الساسة فى دولنا

    ردحذف
  2. لأنهم منافقين يا عبدالعزيز، في العالم بلايين الأشخاص والأطفال المشردين ولا يجدوا رشفة ماء وبعض الدول التي تعد إسلامية للأسف تنفق الأموال على معالم الترف مغمضين أعينهم عن فكرة أن الحضارة لم ولن تكون بالمباني والمولات وإنما بالعقول واحترام الذات، هم أنفسهم لا يحترمون ابنائهم ولا قوميتهم فمن سيحترمها أو حتى يحترمهم
    أنتم أصحاب الوثائق تعانون لكن تملكون قضية تسعون لتحقيقها وإن كانت مؤلمة، وهذا أشرف ملايين المرات من له وطن وملك حرية التنقل لكن بلا مبدأ ولا قضية وعقول فارغة

    ردحذف
  3. اتمنى ان يكون المجلس يدعم القضية قولا وفعلا وليس مفاخرة وكذبا لخرس الاصوات وبروز الهمة الكاذبة .. من ملك عزة النفس عاش بها ومن يحمل ايمانا يغنيه الله عن زيارة المجلس الكذوب ...

    لاتحزن قالله يظهر الحق وان طال الزمن .....

    زهرة الاوركيد

    ردحذف
  4. هكذا نحن نبقى لاجئين ونشعر بالتشتت الكبير..
    سنعود ياعزيزي بإذن الله سنعود
    جميل ماكتبت ياعزيزي عبر عن اشياء كثيره
    وجميله هي دبي بما وصفت واكثر

    ردحذف
  5. اتمنى ان يكون المجلس يدعم القضية قولا وفعلا وليس مفاخرة وكذبا لخرس الاصوات وبروز الهمة الكاذبة .. من ملك عزة النفس عاش بها ومن يحمل ايمانا يغنيه الله عن زيارة المجلس الكذوب ...

    لاتحزن قالله يظهر الحق وان طال الزمن .....

    زهرة الاوركيد

    ردحذف
  6. أليس للموضوع بقية ؟

    تساؤل اماراتي إسلامي

    ردحذف
  7. هي طويلة.. تحتاجين المزيد :)

    ردحذف
  8. احسنت عبدالعزيز , عبرت عن معاناة جميع حملة الوثائق الفلسطينيه المهزليه التي اخترعوها لذل اللاجئين الفلسطينين ..... وبصراحه الواحد يائس من الانظمه العربيه انو ممكن اتساعدو في شي والامل فقط في الله ...... الى أجل غير مسى , او الهجره الى الدول الاوروبيه

    ردحذف