لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأربعاء، 24 مارس 2010

الحب هواية بيروت


بيروتُ ليلاً تغري مشاعر الناس لهسترية غير متوقعة، فتشعر أنك لست أنت، وكأنك مندمج في وطنٍ يحضنك شاعراً، فناناً، إنساناً، لوناً عريقاً بعروبة متشبعة في شعبها، بيروت كأرجوحة ترفعك لتلمس السماء، وتبتسم، وتعود بك للأسفل مشتاقاً لتمشي بين شوارع، ممرات بيروت الضيقة، وأنت تفكر بكل شيء سمعته عن هذه البلدة، المدينة، الوطن المحترف، بالمجاملات الراقية، الذوق والأتيكيت الأجمل معاملة متأصلة، وليست مجرد مهنة، كأنك بباريس برائحة قهوتها الصباحية والمسائية، فلكل وقت وحين، نغم ووتر تعزف المدينة حباً وداً لمن فيها، شعباً، موظفاً، سائحاً مؤقت، تشعر أن بيروت تحضنك، وتبحث عنك قبل أن تبحث عنها، فكل ما تريده متواجد حولك، أنت حدد هواءك، وطريقة تنفسك بحريتك، وحسب بوصلتك، تتجه.


الحب في بيروت هواية، لا بد أن تُِحب أو تُحَب، وتعشق، نفسك، الناس، كل شيء حولك، اشتريت ليلاً وردة من سيدة عجوز تمر حول المقاهي، تبحث عن العشاق لتغريهم بورد أبيض، أحمر، ليستمتع الناس، بأجواء خاصة، فطعم الحب هنا مختلف، كالسندباد وابن بطوطة، زرت معالم العالم أنا، تذوقت القهوة، استشعرت الناس، الوطن، اللحن، فكانت أنفاس بيروت مميزة، حنونة، ودودة، تنافس باريس، تعشق نفسك قبل أن تزورها، فكيف وأنت فيها، وسطها، بينها، وخلال لمساتها الفنية المتألقة، فاللون الأحمر، الأبيض، وشجرة الأرز خضراء متوسطة بالعطاء الدائم الراقي، لكن من يحبها، فليلة في بيروت تصنع منك، وتشعرك بأنك نجم، وليلة في باريس تحضنك لأنك أنت النجم.


ضحكتُ، فكرتْ، ابتسمتْ، تماديتْ، وتحدثتُ مع الجميع، لم أترك إنساناً إلا وسألته سؤلاً ليرد على بابتسامة معتاد عليها، ينشرح صدرك وأنت تتحدث معهم، سعيد لأني هنا، في بيروت، أتأمل نفسي، ولا أستطيع، ليس هناك وقت، يسألك الوطن ماذا، وأين تريد أن تذهب؟ أفكر، وأجد نفسي لاشعورياً في المكان الذي فكرت أن أكون فيه والذهاب عليه، تجبرني بيروت أن لا أنام، تعلمك السهر، وتوقظك مبكراً، لتشرب النعناع بالشاي، بفطور تقليدي، وصوت فيروز الرسمي هو الأصل، يومي يُحدث نفسه، قبل أن أتحدث عنه، فكيف لي أن أصفه لك، استشعر حروفي وكلماتي معي.


السيدات أنيقات، راقيات، جميلات، أنغام تتطاير أمامك، تبحث عن شاعر ليكتب عنها ويصفها، فنان ليرسم غرورها بألوان زيتية، ومن شدة جمال اللوحة، يبيعها لنفسه. الرجال ستايلات، وابتسامات، العادي غير عادي، والغير عادي محلق، يتنفس ويعيش ملكاً، الشعب للشعب، والوطن أخيراً هدأ ليرتاح من ضجة سياسية غارقة في نفسها.


الشمس البيروتية، مكياج الفتيات، لمسة ساحرة على خدودهن، يمارسن الرياضة على الكورنيش، لتقابل في آخره صخرة الروشة، أنبهر وأنا أنظر إليها، فكيف من تحتها، هل تشعر؟ شيء في عميقك يقول لك أكتب، تحدث، لا تهدأ، تنفس، اغرق، تفاعل مع حواسك، وكن شاعراً، كاتباً في الصباح، مع قهوة مستعدة لتوقظني، وتنشط خلايا عقلي، رومانسياً بالليل، أغازلالبحر، كل من حولي، حتى نفسي، لأشعر بها، وأتأملها، لأجامل وحدتي


بيروت، أحبك لأنك أنت أنت شعار لبنان، أحبك لأن الشاعر الراحل محمود درويش بطل الرواية القصصية النثرية الشاعرية، تحدث عنك، وذكرك حروفاً، وكان شاهداً عرفني من تكوني، سمح لي أن أفهمك قبل أن أزورك، أراكي، أتنفس هواءكي، أحبك، فما زلت لاجئاً، أبحثُ عن وطن يعترفُ بي، فهل تعترفين بي مؤقتاً حتي أعود لموطني الذي لا أملكه، ولا أعلم هل يملكني كذلك؟ فجذوري قطرية، دوحة العز منبعي، وغزة هويتي، وفلسطين وطني الذي ليس لي، وله أنا، اسماً مكتوباً في وثيقة لاجئ. أحب وطني الذي بداخلي، الذي يتعرف بي، فنبضي ثلاثة عشر حرفاً من اسمي، أملكهم حياً، وبعد أن أموت. عبدالعزيز دلول

هناك 17 تعليقًا:

  1. رائع .......... الله يخلي ايامك كلها سعاده

    وكلامك بيخلي الواحد يشتاق يروح لبيروت ويشوف جمال بيروت

    ردحذف
  2. سحرتني كلماتك عن بيروت
    احسست ببيروت قبل ان تطئ قدماي تلك البقعه الفريده
    أصبحتُ عاشقة لبيروت
    ولازامٌ علي أنا أقابل بيروت
    وأحكي لها عن مايقال عنها من شعرا ونثر... مشاهدة المزيد
    بيروت نغم راقي
    بيروت إحساس نبيل
    بيروت حب كل عاشق
    بيروت...
    بيروت...
    بيروت...
    أنت الأجمل دائماً

    أشكر قلمك المبدع ع ترجمت احساسك الفريد لهذه المدينه التي استشقت عبيرها ليكون كلمات تصف مااحسست به وانت هناك...

    ردحذف
  3. ويحك ,,, فقد جعلتني قاب قوسين او ادنى من السفر لبيروت لكثرة ما ذكرت فيها

    ردحذف
  4. مرحبا بك في مدينتي
    و في وطني

    ردحذف
  5. الغرور يغرقك حتى قمة رأسك
    "مميز جميل رائع لا تتوقف"
    ألا يوجد لديك: بايخ، غير جدير بالقراءة، سيّء

    ادعيت مرة أنك تحفظ أجزاء من القرآن و"كن مع ربك "
    وقتك وعمرك يحلى
    كيف تجمع بين هذا وبين : جمال الفتيات وأناقتهن ومكياجهن؟؟؟؟؟
    أين غض البصر يا مؤمن؟

    أين الدين والاسلام في بيروت؟؟؟؟

    يبدو أن دينك لا زال طازجا
    ولا زلت في بداية طريق دراسة التنمية البشرية
    هائم في عالم النظريات والتجارب

    نراك بعد عقد لنرى ان بقيت كما كنت

    هداك الله

    ردحذف
  6. ممنونين لك نحن تجولنا معك ... بيروت يا بيروت

    ردحذف
  7. وصف جداً جميل أشعرتنا بالجو اللي بتعيشه ... حسستنا بجمال بيروت وأهلها برغم إنا مش هناك
    كل مدين بالعالك وكل بلد بالعالم إلها ميزات مش بغيرها وإلها جماليات بتتميز فيها ....رائع عبد العزيز سلمت يداك وإن شاء الله ترجع بالسلامة على قطر ... وترزورنا بالاردن لنشوف شو راح تكتب؟؟؟

    ردحذف
  8. تحية للجميع

    عبير، أسعد الله أيامك كذلك، شكراً لمرورك، وتعليقك

    تسنيم | نعيش الحروف .. شاكر مرورك

    أسما | لبيروت لونٌ .. ولكل شخص يراها كما يراها من منظاره الخاص به . ... سعيد لأنك هنا بتعليقك الجميل

    أنور الحارثي | وجودك هنا، عطر المكان، كنت بانتظارك، أدعوك لزيارتها فهي تستحق زيارتك لها .. شكراً لك يا أخي

    غنى | وطنك فعلاً جميل .. شاكر لك مرورك

    ------------------

    أنت الغير معرف، اقبل رأسك، تعرف لما لأنك نبهتني. شاكر لك، فذكرتني أن أضع كلمة عادي في التقييم تحت،

    لم أدعي أن أحفظ أجزاء من القران فكنت أحفظ ٥ أجزاء، ومازلت أراجع منهم بعد أن تفلت مني

    اعتذر على ازعاجك


    - سأحاول أن أكون فعلاً كما أنت ، فالقلوب بيدي الله، يقلبها كما يشاء، فنسأل الله الثبات على دينه وذكره
    ادعوا لي يا أخي

    هذا ايميلي
    aziz_dalloul@hotmail.com لنصحي وإرشادي

    شكراً لك
    ---------------------

    لينا | سعيد بك هنا، ولأني صورت لك بيروت

    فداء | ان شاء الله نزوركم في الأردن بإذن الله .. شاكر لك جداً ايملاتك المفيدة يا فداء ،، تحياتي لك

    ردحذف
  9. كلمات معبرة فعلا تعكس صورة بيروت الحقيقية
    و هذه اول زيارة لك لها.. أتأمل لو بقيت بضعة أيام
    ماذا ستقول عنها , فعلا انها خارجة عن نطاق الوصف..
    أعجبتني كلمة "الحب في بيروت هواية"
    فما بالك بالذي أعزل عن أحب هواية له رغما عنه
    و قدت مشاعره و جفّت على ضفاف الخليج؟؟
    أسعدك الله و رعاك..رائع كعادتك
    محبّك

    ردحذف
  10. Rafah Alsherbaji مقالة " الحب هواية بيروت " سمفونية عذبه عُزِفَتْ كلماتها بلحن لبناني وانطلق معها كــرنفــال مشاعر.. يرقص الدبكة على وقع نبض زائر .. أحب لبنان وكل مافيها سائر

    ردحذف
  11. جميعنا نخطأ ونحن بحاجة إلى من يصوبنا،
    ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول
    "ما بال قوم يفعلون كذا وكذا"

    نحن على استعداد تام لأن نسمع أصواتكم،
    هنا في هذا الاستبيان
    http://www.surveymonkey.com/s/BPTY6XD

    ما نحنُ إلا بشرٌ مثلكم نستغفر لأخطائنا،
    نتقي إبرام جرح خوفاً من يوم لقاءنا،
    في ساعة تلقى كل نفس جزاءها،

    Assistant and Translator :)

    ردحذف
  12. مقالة رائعة شعرت وانا اقرؤها كأنني في بيروت فعلا ..في الحقيقة تعجبني نظرتك الرائعة للحياة ...للمدن...للناس ...لنفسك ... هذا ما يجعل لكتاباتك طعما مميزا ...لو كانت نظرة جميع البشر جميلة بهذا الشكل سيصبح العالم كله فنانا ومبدعا ...بالتوفيق أخي عبد العزيز

    ردحذف
  13. شخصيا بالفعل شعرت اننى ازور بيروت .. و ان قدر لى ان ازورها يوما ما سوف اتذكر مقالتك الرائعة

    ردحذف
  14. Tasneem Omar هذه لوحة فنية مغرية .. وليست مقالة فقط..
    فنان.. شاعر .. كاتب.. مؤلف.. قائد.. ملهم.. رسّام عجيب.. :)

    تحياتي لك .

    ردحذف
  15. لدي سفرة قريبة إلى بيروت، لقد زدت حماسي لزيارتها يا عبدالعزيز فهذه زيارتي الأولى لها........

    ردحذف
  16. رائعه بمعنى الكلمه
    أصبح بنفسي ان اذهب هناك لأشعر شعور رائع كهذا
    بوركت اخي


    استمر

    ردحذف