السبت، 30 مايو 2009
كالبركان
كالبركان
قال لي أحد الأصدقاء، عبدالعزيز، أنت طاقة قوية، وعملة نادرة جداً بين الشباب العربي، وأفكارك مميزة ومختلفة وحيوية ومؤثرة لمن هم حولك، وأنشطتك هادفة، وتوجيهية وملهمة، وكتاباتك مفيدة للقراء ومبدعة ونادرة، لكنني أنصحك نصيحة واضحة، لا تخرج كل ما عندك دفعة واحدة، من طاقة وإبداع، كي لا تحرق نجاحك، وينفذ محصول إنتاجك، ولا تجد لاحقاً شيئاً تقدمه لنفسك أو للآخرين، فيختفي نجمك فجأة، وتهدأ أضوائك، وتخمد شعلتك.
ابتسمت وقلت لنفسي وفي نفسي، لو أنه يعرف ما أعرف، ويدك ما أدركه، ويرى ما أرى في ذهني، ويشعر بجهدي، وصبري وألمي، وكفاحي الذي فعلته لأصل لمرحة من مراحل التطوير، ومشوار طريق النجاح للوصول نحو القمة، والجوهر الشخصي، والرضا الذاتي، لو أني ترجمت له حلمي، وطموحي، ورؤيتي عاماً بأكمله، فلن يفهم ويعي، ما أعني ولن يستوعب ما أقول، فهناك أمور لا تترجم أقوال بل أفعال، قد تكون مجنونة في نظر الغير، لكن الإيمان والطموح بفكرة ما، يصنع المستحيل.
قلت له وبصراحة، من أسس نفسه بتقوى الله، وله رسالة ورؤية في حياته يسعى لتحقيقها، لن تنفذ أبداً طاقتة الإبداعية القوية المستمر بداخله، وسيكون الحماس والتحفيز وقوده للوصول إلى ما يريد، إلا إذا انحنى لطريق آخر، كالغرور، واتباع الشهوات، فليس غاية النجاح هي الشهرة أو الإعجاب أو المال، فهناك دوافع تجعل الإنسان يفعل أشياء خيالة ومستحيلة، كي يبرهن لنفسه، وللعالم من حوله، أنه يستحق أن يكون الأفضل بعد أن كان هامشاً بدون قيمة في هذه الحياة، لأنه يستحق أن يتربع على عرش النجاح بفخر واعتزاز بالنفس، ويبرهن للناس الذين لم يؤمنوا به في بداية مشوار طريقه، أنه استطاع تحقيق الغير معقول في عالم المستحيل، فمن الإرادة، والعزيمة، والثقة، والشجاعة، والقوة، والألم، والتحدي، والدموع، والعقبات، والفشل، والمثابرة، والحب، والإلتزام، والمبادرة، والتواصل، نصنع شخصية الإنسان الناجح والقائد في هذه الحياة، هذه هي ببساطة أساسيات ومقومات الإنجاز.
كالبركان، لا أنفجر إلا في الوقت المناسب، وللشيء المناسب، الذي يشتعل ويدفعني روحي لتطبيقه، ولدي من الطاقة لأنجز أشياءً يعجز الآخرين عن تقليدي فيها، هناك من الأصدقاء من حاول، واعترف بأنه لم يستطع، ولم يستمر، لأنه وجد أن الأمر مشواره طويل، وتأسيسه يحتاج لوقت وجهد وإلتزام وعمل، ومبادئ، وقيم ثابتة، لخوض معارك، وحواجز، وعقبات في هذه الحياة. صديقي شكراً لنصيحتك، ولن أتوقف، ولن أوفر طاقتي، فالعالم متحول، وقد أحتفظ بطاقة لا أستطيع الإسفادة منها مع متغيرات العالم والأفكار والمعتقدات الجديدة، هناك تجديد، وتحسين مستمر لأي شيء تفعله، طاقتي هي روحي، التي تدفعني لفعل أشياء تدهشني بعد الرنتهاء منها، منبعي لن ينفذ عطاءً وغير محدود، شكراً لأنك جعلتني أكتب شيئاً جميلاً عن نفسي..
عبدالعزيز دلول
كاتب محفز
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)