لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

سيليا - أنثى مغرورة

تكره عطور الرجال، وتغضب من لطفهم الخشن.. تحبُ الشتاء، ونعومة النساء، سيليا مغرورة جداً، لدرجة أنها تمشي كعارضات أزياء في باريس! ... سيليا تغار، لم تزر غرفتي، ولا يروقها رائحة قهوتي، تحبُ الاختباء، وتتقن التمدد على الأرض، كأميرة، تنتظر أصابع لتمشط شعرها، وتداعب جسدها.

تحبُ اللون الأبيض، فقدت بهجتها عندما انصدمت بالواقع، وعاركت الذئاب، ونجت من أحداث كثيرة، هجرت الحب لأصحابه، ووقعت بغرام الصمت.

ولدت في بيئة محافظة، توفت أمها بحادث سيارة، رحلت ألوان الحياة من عينيها، فلبست الأسود عزاء. أصبحت تأكل وتنام كثيراً، وأعرضت عن اللهو... لا يخيفها أحد، روحها مقاتلة، قسى الواقع عليها، فتعلمت فنون الحرب، والاختباء، والقفز، وسرعة الهجوم، سيليا ليست عادية، تهابها عائلتها.

عزيزة النفس، أصيلة، غرورها يليق بحسنها، يغازلها الرجال فتهمشهم بنظرة استعطاف، فيغضبون، سيليا ذكية، تحمل في عينيها لغز وحلم... حينما عرفت بأني سأرحل عنها، لأكتشف الأمل، وأسعى لأحلامي، قالت بصمت: افعل ما تشاء، ستحبك أكثر مني، ذاك يبقيك حياً، أما أنا سأرهقك!

سيليا لا تعرف القراء ولا الكتابة، لكنها ماهرة في قراء العيون، وسمعها دقيق، تلاحظ بذكاء، وحنونة لكنها تخفي ذلك، لأنها لا تحب أن تظهر ضعفها... أجمل ما فيها، أنها تفعل الخير، ولا تتحدث عنه، تجمع بين المتخاصمين بكلمة أو كلمتين، تجبرك على حبها، لكنها لا تفصح عن حبها لك.

ولدت سيليا حرة، لا تحب القيود، تكره الخيوط، تذكرها بالمشنقة، هوسها الظل والطبيعة، ولا تحبذ الأحضان، والسباحة، تحب الحركة والمراوغة... تجلس لمتابعة المسلسلات التلفزيونية، سألتها: تحبين الدراما؟ رمقتني بعينيها وكأنها تقول:  لا أحب إلا الهدوء لكني أتابع تفاهات البشر!

تفاصيل سيليا جميلة، عينيها واضحة صافية، فمها وردي، وأنفها مطرز، ووجها طفولي، دافئة، تشعرك بالحب والحنان، تعلمني كيف أكون عطوفاً ومسؤولاً!... كم اشتقتُ للجلوس مع سيليا!


سيليا: اسمُ قطتي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق