لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأحد، 22 أبريل 2012

زاوية جزائرية - جسدُ الطبيعة

أسطا والي 
٢-٧-٢٠١١


الجزائر تحتفل بانتصار جسد الطبيعة، خضراءُ هي خضراء، الشعبُ في الصيف أنشط، وعند الصباح أوضح، وبقرب البحر أمرح، وفي المساء أشرح، هوائها مختلف، صيفها ألطف، لا تضايق حرارة الشمس مزاجك كما في الخليج..  إذن، هذا الوطن يُقدم ضيافته بلون علمه، أخضرٌ بطبيعة خلابة، تسرُ الروح، وتروي الخيال بماء الكون النقي، تفاجأت بهضابها وسحرها وغزارة أوراق أشجارها...


أبيضٌ  كابتسامة الصباح رضاً وحمداً وشكورا، هنا الإبتسامة مجانية - لا أبالغ - وخلفها يسيل الكلام كالمطر، لا داعي للخجل، ولكبح مشاعرك وهذيان ما تفكر به، هنا الواضح واضح، لا مجاملات غير مناسبة أو مديح باهظ الثمن، ما في القلب على اللسان - أحياناً تأخذ المواقف أوضاعاً سلبية أكثر من اللازوم -  أحمرٌ وردُ المساء بحب وطيبة وود، هلالُ السلام، ونجمة إنتصار، هذه مقدمة الجزائر، خضراءُ..


هناك أماكن لا تأبى إلا أن تعلق في ذاكرتك حين تزورها، كلوحات فنية رسمها زائرون، عابرون على كل أرض تطؤها أقدامهم، يحملون عقول جميلة، يلاحظون  النقاء الذي من أمامهم، يكتبونه، يرسمونه، ينقلونه، ينشرونه، منفعلين بكل شيء عاشوه في تلك الأماكن التي لا ترتاح ضمائرهم إلا بعد رد جميل لوطن سكنهم قبل أن يسكنوه..

شعرت ببساطة وسهولة حضور القلب هنا، واسترسال العطاء، وتحية وداع كنقطة آخر السطر. تنسجم روحك بصباح الجزائر، وكم مثير إن كانت لديك بعض المعلومات التاريخية الثقافية عنها، أو حالفك الحظ بقراءة فقرات من كُتَّابها المثقفون، المفكرون، وليست أحلام المستغنامي وحدها تحمل بطولة هذا الوطن فقط، هناك عقول كبيرة - ابن خلدون - وأقلام حرة، ومشاهير جديرون بحمل البطولة أكثر.


ترى مواعيد عاطفية على رصيف الشوق المستعجل، وتزاوج قدر مكتوب بمرحلة مستثارة بين قلبين، روحين، وعقلين ناضجين، يدركا معنى حياة، لياقتهم النفسية جاهزة لخوض كثير من السباقات المجتمعية. تلاحظ بعد الثورات العربية بأن الشعب الجزائري متفهم للغاية ما يدور في المنطقة، حيث أن الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، أصبحت متوازنة. زرت الجزائر قبل عام، شعرت بما شعرت ورأيت، وكتبتُ زاوية جزائرية واقعية كزائر تفاجئ بأمور جديدة بالنسبة إليه، لكن الزيارة الثانية، تغيرت نظرتي لها، أو بالأحرى صرتُ أنضج، شوقي سبق وصولي لها، الشعب أجمل، تلاحظ أن نظافة الطرق، وبيئة التعاملات، واحترام الإنسان في المواصلات تغيرتّ، لمستُ تغييراً حقيقياً في الجزائر، وهذا واضح جداً، كالأنشطة السياحية وحراك نشاطها، تلفزيون الجزائر ومحاولاته لإحياء الثقافة والتراث الجزائري الأصيل، فالجزائر وطن كبير ثري عميق فوق وصفي وأكثر، هناك شعب أصيل بحق، احترمه للغاية.


أعلم كما تعلم أنت أن الاحتلال الفرنسي ترك بصمة في هذا الوطن العزيز، بلسان المخاطبة، وأمور مهنية واقتصادية أخرى، كما أن دول الخليج حالياً، محتلة تعليمياً، وأمور كثيرة أخرى اعتماداً باللغة الإنجليزية، وهيمانها بلندن، أمريكا، كتقليد أعمى لاستراتيجيات جذور العرب فيها ممحية، طبيعي وواقعي، نعود للنقطة المضحكة في الجزائر وتونس والمغرب العربي، أن الأرقام العربية لا يعرفون قراءتها.


فنجان قهوة عابر، بطيء، ممزوج بمواضيع كثيرة، مثيرة، بعيدة، عميقة، جريئة، سريعة، مع وقت تريد سرقته ليكون ملكك، ولا تتمنى انتهاء وزوال رائحة البن منه، هناك تحية، سلام، ابتسامة عفوية، عصير كان نصيب طفل يسأل درهماً سلفاً على كورنيش الجزائر، منظره يغريك لأن تكتب، وتسرح، بقصص الاستقلال، فمن هنا عبر المستعمر وشارع تستعيد جميع الذكريات اللطيفة، وغيرها ما يشعرك بأنه أول يوم عيد، ذلك شارع رمادي في وسط العاصمة، ومكتب بريد من عهدٍ مضى،  وبحر يروي قصة استقلاله، وخضرة الطبيعة الجريئة في ثقتها بالوطن..




همسة لكِ : يا سيدة البعد والإقتراب، غادري ميناء الشك وحيداً، واشربي فنجان قهوتك صباحاً، أمام مدينة الوضوح، واطفئي لهيب الغيرة، وغردي لحن الفؤاد شوقاً وأملا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق