الأربعاء، 25 أبريل 2012
زاوية لبنانية | صباحٌ وأسئلة
بيروت ٣٠-٣-٢٠١٢
جزء من زاوية لبنانية، سأنشرها لاحقآً..
ببطئ تستيقظ، تتحسس جسدك، لا شيء مفقود، بعد أن هجمت عليك دقاتُ بابٍ مستعجلة، تفتح الباب ببطئ، وتنتظر في الشخص، وكأنك تقول له لماذا أيقظتني من الأمان، كنتُ غارقاً في السلام....
- تفضل؟ ..
- اعتذر عن الإزعاج سيدي، هل تود تجديد ليلة أخرى..
- ما هو هذا اليوم؟
- السبت..
- حقاً.. لا بأس حتى الغد إن شاء الله..
- بأمرك!
- تفضل؟ ..
- اعتذر عن الإزعاج سيدي، هل تود تجديد ليلة أخرى..
- ما هو هذا اليوم؟
- السبت..
- حقاً.. لا بأس حتى الغد إن شاء الله..
- بأمرك!
أقفلتُ الباب مستغرباً، ببطئ، وعدتُ للكفن المؤقت، رنَّ الهاتف، فابتسمتُ، فهذه الأشياء تحدث في حياتنا، لكن من البشر، بعض الأشخاص توقيتهم غير مناسب البتة، في إلقاء تعليق عابر، أو رأي ساذج، لم أجب الهاتف عمداً، كتمرين لتصدي ركلات الواقع..
لم أستطع النوم، هبطتُ للفطور، لبنة، نعناع، بندورة - طماطم - وبيضتان، وكان الشاي المباح في تلك اللحظة لنفسي، استمتعتُ في فطور البساطة.. اللبنة في لبنان مع النعناع رمز!
قابلتُ سيدتان من تونس، شكلهم من الفئة المثقفة، ألقيت كلمة يستخدمونها كثيراً في بلادهم "صحة" فابتسموا مجاملةً، فسألتهم:
- أنتم هنا لحضور ندوة فعالة؟ يسرني معرفة ذلك لألتصق بكم عنوة!
- نعم، كيف عرفت؟
- ملامح وجوهكما، وتجاعيد الجفون تحكي رواية..
(ضحكوا بصوت عالي - ازعجني - بعض الشيء)
- أنت لهجتك شامية، من أين؟
- (بكل هدوء) من وطن يبحثُ عن وطن يعترفُ به!
- (استغربوا واندهشوا) أنت فلسطيني!
- وهل هناك منفى غيره؟
استغربتُ من نفسي، كيف أتحدث بهذه الطريقة، ولأول مرة أكون هادئ، ربما تخديرُ الصباح، أو إزعاج الرجل الذي أيقظني من حديقة الأحلام..
دخلنا في مواضيع مثيرة كثيرة، منها الوطن، وتونس والحرية، وكيف حالك أنت؟!... التوقيت مهم، فانسحبتُ بعد إنهاء "سندويشة لبنة" من يدي - أحب عمل السندويشات، ماهر في تزينها، ربما يوماً ما كنتُ سأخدم الناس في مطعم، ويشرفني!
بدأ اليوم قبل أن أبدأه، فانطلقتُ للخارج أتنفس بيروت صباحاً بأنغام لحن "في أمل" لفيروز..
الأحد، 22 أبريل 2012
زاوية جزائرية - جسدُ الطبيعة
أسطا والي
٢-٧-٢٠١١
الجزائر تحتفل بانتصار جسد الطبيعة، خضراءُ هي خضراء، الشعبُ في الصيف أنشط، وعند الصباح أوضح، وبقرب البحر أمرح، وفي المساء أشرح، هوائها مختلف، صيفها ألطف، لا تضايق حرارة الشمس مزاجك كما في الخليج.. إذن، هذا الوطن يُقدم ضيافته بلون علمه، أخضرٌ بطبيعة خلابة، تسرُ الروح، وتروي الخيال بماء الكون النقي، تفاجأت بهضابها وسحرها وغزارة أوراق أشجارها...أبيضٌ كابتسامة الصباح رضاً وحمداً وشكورا، هنا الإبتسامة مجانية - لا أبالغ - وخلفها يسيل الكلام كالمطر، لا داعي للخجل، ولكبح مشاعرك وهذيان ما تفكر به، هنا الواضح واضح، لا مجاملات غير مناسبة أو مديح باهظ الثمن، ما في القلب على اللسان - أحياناً تأخذ المواقف أوضاعاً سلبية أكثر من اللازوم - أحمرٌ وردُ المساء بحب وطيبة وود، هلالُ السلام، ونجمة إنتصار، هذه مقدمة الجزائر، خضراءُ..
هناك أماكن لا تأبى إلا أن تعلق في ذاكرتك حين تزورها، كلوحات فنية رسمها زائرون، عابرون على كل أرض تطؤها أقدامهم، يحملون عقول جميلة، يلاحظون النقاء الذي من أمامهم، يكتبونه، يرسمونه، ينقلونه، ينشرونه، منفعلين بكل شيء عاشوه في تلك الأماكن التي لا ترتاح ضمائرهم إلا بعد رد جميل لوطن سكنهم قبل أن يسكنوه..
ترى مواعيد عاطفية على رصيف الشوق المستعجل، وتزاوج قدر مكتوب بمرحلة مستثارة بين قلبين، روحين، وعقلين ناضجين، يدركا معنى حياة، لياقتهم النفسية جاهزة لخوض كثير من السباقات المجتمعية. تلاحظ بعد الثورات العربية بأن الشعب الجزائري متفهم للغاية ما يدور في المنطقة، حيث أن الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، أصبحت متوازنة. زرت الجزائر قبل عام، شعرت بما شعرت ورأيت، وكتبتُ زاوية جزائرية واقعية كزائر تفاجئ بأمور جديدة بالنسبة إليه، لكن الزيارة الثانية، تغيرت نظرتي لها، أو بالأحرى صرتُ أنضج، شوقي سبق وصولي لها، الشعب أجمل، تلاحظ أن نظافة الطرق، وبيئة التعاملات، واحترام الإنسان في المواصلات تغيرتّ، لمستُ تغييراً حقيقياً في الجزائر، وهذا واضح جداً، كالأنشطة السياحية وحراك نشاطها، تلفزيون الجزائر ومحاولاته لإحياء الثقافة والتراث الجزائري الأصيل، فالجزائر وطن كبير ثري عميق فوق وصفي وأكثر، هناك شعب أصيل بحق، احترمه للغاية.
أعلم كما تعلم أنت أن الاحتلال الفرنسي ترك بصمة في هذا الوطن العزيز، بلسان المخاطبة، وأمور مهنية واقتصادية أخرى، كما أن دول الخليج حالياً، محتلة تعليمياً، وأمور كثيرة أخرى اعتماداً باللغة الإنجليزية، وهيمانها بلندن، أمريكا، كتقليد أعمى لاستراتيجيات جذور العرب فيها ممحية، طبيعي وواقعي، نعود للنقطة المضحكة في الجزائر وتونس والمغرب العربي، أن الأرقام العربية لا يعرفون قراءتها.
فنجان قهوة عابر، بطيء، ممزوج بمواضيع كثيرة، مثيرة، بعيدة، عميقة، جريئة، سريعة، مع وقت تريد سرقته ليكون ملكك، ولا تتمنى انتهاء وزوال رائحة البن منه، هناك تحية، سلام، ابتسامة عفوية، عصير كان نصيب طفل يسأل درهماً سلفاً على كورنيش الجزائر، منظره يغريك لأن تكتب، وتسرح، بقصص الاستقلال، فمن هنا عبر المستعمر وشارع تستعيد جميع الذكريات اللطيفة، وغيرها ما يشعرك بأنه أول يوم عيد، ذلك شارع رمادي في وسط العاصمة، ومكتب بريد من عهدٍ مضى، وبحر يروي قصة استقلاله، وخضرة الطبيعة الجريئة في ثقتها بالوطن..
همسة لكِ : يا سيدة البعد والإقتراب، غادري ميناء الشك وحيداً، واشربي فنجان قهوتك صباحاً، أمام مدينة الوضوح، واطفئي لهيب الغيرة، وغردي لحن الفؤاد شوقاً وأملا
الثلاثاء، 10 أبريل 2012
لا أحد يهتم بي

رسالة من شخص حزين، عن عدم اهتمام أحد بصفحته:
لا تحزن إن لم يعلق أحد على كلامك عبر الفيس بوك، تويتر، مدونتك، فالإنسان بطبيعته أناني طماع ويحب نفسه، إن كتبت له شيء يخصه، أعجبه، وإن كتبت شيئاً استفزه ترك تعليقاً..
اكتب أنت.. فلا أحد حقيقةً يهمه أنت إلا أنت.. لا تحزن واكتب أنت، فالله الموفق لما تفعله أو تكتبه، أخلص النية، وسيرزقك الله بالمطر، اعشق نفسك، واحترم ما تفعله، وسينعكس ذلك على الناس..
حقيقةً.. لا أحد يهتم بك إلا الله ثم أنت
* أمك، أبوك، أخوك، أختك، زوجك، زوجتك، صديقك، صديقتك، أرسلهم الله لكَ ولكِ، فذاك اهتمام الله بك..
* أمك، أبوك، أخوك، أختك، زوجك، زوجتك، صديقك، صديقتك، أرسلهم الله لكَ ولكِ، فذاك اهتمام الله بك..
الثلاثاء، 3 أبريل 2012
مقتطفة ١٥٦ - تكتبُ
كثيرُ من حنينٍ في القلبِ حاضرُ
وعميقٌ في حنايا الفؤادِ صابرُ
طائرٌ مهاجرٌ أنتَ حائرُ
بين الداءِ والدواءِ معلقُ
لا فيكَ فيهم ولا فيهم فيكَ
ما بين الوجعِ والأملِ تكتبُ
يا إلهي أنقذني
يا إلهي..
أنقذني..
من الشياطين الإنسية،
وابعدني..
عن القلوب المريضة،
والأرواح المهترئة،
وقربني..
ممن يتلذذون
بذكرك وحبك،
واغفر لي ما لا يعلمون..
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)

