لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأربعاء، 22 يونيو 2011

فضاء آخر

فضاء آخر عبارة عن مقتطفات تحمل معاني لخواطر وجدانية شابة ناضجة بشؤون الحياة

(١)
طالما آمنتُ أن ليس للنصوص سحراً فقط، بل أن تلاعب الكاتب والأديب مع حروف اللغة وكلماتها، وتصنيف وتصفيف كل حرف بجانب حرف آخر يعجب به، يناسبه، يتلاحم معه وينسجم..

(٢)
عاد الحب ونشدنا نشيده، برضا وهدوء ويقين، أنه ليس لنا، ولا ملكنا، ففيه نحنُ مشابك معلقة بحبل يسهل قطعه، ويصعب ربطه، وبحسب ثقله، وسخونته، نرتخي، نغرق أو نتبدل

(٣)
شممتُ لون الحب، فالتصق بي وأشعلني، امتهنته صريحاً لا مجاملة للحياة، لا تعبيراً وإغواء، بل عفوية وإكرام، فقصدتُ الناس أخلاقاً، بعضٌ رده أجمل، نقاء الصدق، لا رياء فيه، ومنهم بالخفاء أسوء، وبالعلن عليَّ أغرب، فطمستُ معنى الحب وقتاً، وراقبتُ غاية الناس، ففهمتُ أن الحب عندهم حدٌ، فإما لحواء، زوجة أو عشيقة، وإما لمال نصفه ينقصه البركة، حينها أدركتُ أن لون الحب الأول مختلف، فعدتُ وأعدته أضخم، جديدٌ وأجمل، فحبٌ لكل شيء في الكون يسكنني وأسكنه، كوطن نظيف لا ملك يحكمه، وبركة من الله لهذا الحب فيما تفعله.



(٤)
الشاعر لا يخلق لغة جديدة بل يصنع إنسجام فكري إحساسي، يُزوج بها حروفه ببعضها، ليعزف لحناً موسيقياً فريد، يحرك بها أوتار العاطفة، وأجراس العقل

(٥)
لا أشحتُ المعرفة إلا من كتاب يغذي روحي وعقلي، ويضيف ثراءً في يومي، وصاحب عقلٍ قلبه يسبق عقله في إطعام علمه للعطشى، وشخصٌ حقق إنجازاً أبهر فيه الناس من حوله، أتوق لدقيقة مع حكيم لأعرف كيف يعيش، ومن رجلٍ، يبتسمُ في أقصى أوقات محنه، وأحب أن أعرف نظرة عاقل للحياة بعد قضاء عمر يجرب ويفشل ويجرب حتى حقق ما يطمح إليه

(٦)
ناديت في الليل أكثر من مرة، على الحبيب المحب الغائب، فحضوره موترٌ، وغيابه مقلقُ، فلا بين البين نداء ولا سكون، وما حاجتي إلا أن يُغمد في الروح همس قلبه

(٧)
هذا المساء في باريس، اللون رمادٌ، والصور ثابتة، الحجر أساسٌ، والشوارع مرهقة، العيون سوادٌ، والأرجل معلقة، الطقس رذاذٌ، والزوايا متشابهة، ابحث عن حجاب لأستر به رأس مدينة غاضبة

(٨)
 أيها الكاتب  اكتب سطرين يحدثان ضجة فينا، أو لا تنفعل أكثر، اكتب سطراً واحداً يكفي، تحرك بها شفتين، لتنقدانك، أو نصمت، ونبتسم، وننشرح، اكتب، لغة، لا أحد يفهمها إلا نحن، عفواً لحظة، تفضل وامسح ما تريد كتابته، فنتائجك مرهقة. اكتب كلمتين فقط تكفي، فشرعية السقوط، في حب الفاعل، والمفعول به جائزة مع حروفك!

(٩)
أسمعُ الحرف من بعيد يهمس، خذني معك أينما تحل وتكون، فالحقيقة تكمن فيك، وأتناسى القلم عمداً في الدرج، وأسمعه يدمدم، أيها اللاجئ، لمَ تحجب حروف الحقيقة عليَّ
 
(١٠)
في زمنٍ لا يعرفُ للصاحب كلمة، سقط حرفٌ سهواً من سطر ساخن، يحملُ ملحمة لحواس منفعلة، أحدثت فوضى وخلل في المعنى، فاعتذر المؤلف لنفسه عن اضطراب لحظي للكلمات، رفعت الجلسة حتى إشعار آخر

(١١)
أحب التلاعب على حروف اللغة وجنون الكلمة، وثورة المعنى وصريح المغزى، ومجاز البلاغة لأخترع هوية تناسب مقاساتي، وتنقذني من تناقض الواقع

(١٢)
في هذه اللحظة الآن، قُبلة خاطفة، وغداً حضنٌ بعيدٌ مداه، فيه شوقٌ وصبرٌ منتظر، أما الماضي هو رمادُ وكنزٌ من ذكرياتٍ حُلوة ومُرة، وكثير من صورٍ لا تمحى، وقليل من حبٍ لا ينسى، ومدادٌ من ألم، وحفنةٌ من أمل..




* هذه مجموعة أجهزها لكتاب يحمل عنوان فضاء آخر إن شاء الله، سعيد بمشاركتها معكم قبل طباعتها..

هناك 6 تعليقات:

  1. كل كلماتك ومقالاتك رائعة  ,,,
    كأنها النسمة العليلة ,,,
    تمر على الروح بخفة فتترك أثراً عليلاً يدوم مدى الحياة ,,,
    وتغذي النفوس المحتاجة لتلك الكلمات ,,,
    أنتَ رائع وملهم حقاً ,,,
    وجعل الله التوفيق بدربك وبطريقك ان شاء الله ,,,
    وبانتظار كتابك "فضاء آخر" :)

    ردحذف
  2. ما شاء الله لا قوة إلا بالله ... ربي يتمم على خير و هداة بال و يبارك لك في أعمالك و يجزيك خير الجزاء و يجعله في ميزان حسناتك

    آمين 

    ردحذف
  3. بارك الله فيك :)

    ردحذف
  4. تحياتي لك ... أنت الذي هو عقلك الجميل ..
    شكراً لأنك هنا

    ردحذف
  5. أعجبني منها الكثير والأكثر لا أجدُ له وصف بين ابداع الكلمة وعبقرية الوصف وعمق المعنى وخفاء سر النص ،،، وجندية الحرف أمام امر الالتفاف والمسير والوقوف !! تكادُ تكون .. واضحة  وهي كذلك .. لكن بسرٍ معجونٍ بماء حبرها تضيء خط الأفق من نصها ..
     
    فضاءات اوقفتني للتكرار ..
     
    الفضاء الخامس : شدَّ أوتار التعب لدي لتتراخى عليها إطلالة عمل الساعة بعطاء الغد ،، ومعرفة القلب بعقل العاطفة ،، غلبت مني ارهاقي فاسرعت مني الأنفاس للمسير .. فشكراً لفضاء ما صنعت حرفك ..
     
    الفضاء 10 : أقسى عقوبة للورقة المسكينة ،، أن رُفعت الجلسة !! لربما كانت متعطشة كأرضِ العرب قبل الثورة والآن تروي عطش الحرية من هنا وهناك مع كل حرفٍ يُدعى ثورة ..
    يا ورقة انتظري لحناً لثورة أجمل لربما في الغدِ حتماً من قلمه آتية ...


     الأخرى فضاءات حروفها أبْقَيتُها في فضائي ..وجديد كتبك على قائمة الانتظار والدعاء ~

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    كيف الحال ؟
    ما شاء الله لا قوة إلا بالله
    (:  صديق قديم قد تعرفة موجود في ملفات الماضي

    ردحذف