السبت، 21 مايو 2011
مقتطفة ١٣٤ - ما أستمتعُ به
لا أريد بدأ مقدمة، أخاف أن تشبعك قبل تناول وجبتي التي أعددتها لك، أدعوك لجلب فنجان قهوتك، حُلوة، مُرة أو وسط، إن كنت لا تعشق القهوة، اجلب شايك بالنعناع، واقرأ بهدوء، تخيل كأننا على طاولة قهوة، تسمعُني، وبتعليقك أسمعك، لا ترحل دون تعليق، فعلاً أريدُ أن أقرأ شعورك بعد هذه الوجبة.شهوة حرف
سأكتبُ، ولن أرفع يدي حتى حد الإنتشاء وصفاً وتعبيراً، قد تكون بعض حروفي جريئة، وبعضها لا يصلحُ للنسيان، أو ربما هنا تتعجب، أو تنسحب، لكنني سأكتب حباً عفوياً صادقاً، فبعد تعليقات بعض الأصحاب، نهوني عن كتابة حروف رومانسية، واللجوء إلى حروف شديدة اللهجة، ثائرة، لكنني صمتُ، وجاملتُ صمتي بتفكير عميق، يلائم موقفي وعمري وحروف اسمي، وقررتُ كتابة قلبي، عقلي، وطبيعة ما أشعر به عارياً من أي زيادات، ولأنني أكتبُ ما أشعر به بصدق، فمن الطبيعي الحصول على سلة بيض مليئة بالإنتقادات، فإن لم يكن ما أكتبه صادقاً، حذفته، وإن كان متكلفاً، شنقته، وإن كان عيباً، أدبته، وإن كان حرماً، أعدمته، فما يشعرني بالسعادة، اكتبه بعفويه، وجداً للغاية، أعترفُ بأني حساس، وعاطفتي تغلب تفكيري بعض الأحيان، وممتن لله بذلك، فلا أحمل شيء في حياتي سوى حروف وبضعُ كلمات، أُمتعُ بها نفسي، وألقيها بذور في قلوب وأذهان قرائي، لتنمو أزهاراً جميلة، طيبة الرائحة، ومختلفة الألوان.
خيالاً أم واقعاً
أكتبُ الحقيقة التي يعيشها الإنسان شعورياً، فإن كان واقعاً، تفهمه وعجب الناس، وإن كان خيالاً، سرح وشطح فيه الناس، وإن كانت بعض محاولاتي هي جلب ما يسكنُ في خيالي على أرض الواقع، لأعيش أملاً قد يتحقق يوما ما، أو حَبكِ خيوط لثوبٍ يناسب مقاسي عندما يشيبُ رأسي، إلا إنني أستمتع جداً بكتابة ما يدور في ذهني، أملاً بأن يتحقق واقعاً مباحاً خالياً من شوائب الإشتباه. وإن كتبتُ بعضاً من الواقع، فالحياة مليئة بالواقع المشبوه بأنه يعدُ واقعاً من الأساس، أصبح كل شيء يفوق الخيال، وواقع غير متوقع بالنفوس البشرية، بالجوانب المهنية، الطريقة التعاملية، بكل الإتجاهات، وكثير من الكتاب يكتبون الواقع الملموس، وبالنسبة إليَّ، أحب كتابة الواقع الغير ملموس، ليصبح ملموساً يوماً ما، مؤمن بذلك، ومتعب هذا الإيمان، فالموجود لا يعجبُ الناس، والنادر البعيد، يعشقه الناس، ويتسابقون بحثاً عنه، ورأي الشخصي، أجد أن الواقع لا يشجع للكتابة عنه أبداً، هناك مختصون بذلك، أحياناً أكتب واقعاً عندما أكون مؤمناً بأنه سيبقى فترة أطول، ويساعد كثير من الناس، فما يدورُ في الخيال، أكثر إثارة عندما نكافح لتحقيقه، وننسجم فيه، أو عندما نسافر وننسى أننا مسافرون معه.
ذكريات
قبل ثلاث سنوات كنت يومياً أكتب ما أشعر أنه صعبٌ عليَّ تحقيقه، والذي أخاف الوصول إليه، حتى بيومٍ ما، جلستُ أفكر منبهراً، كيف للحروف أن تُطبق بعد نسجها في الخيال، وإن لم تكن النتيجة المتوقعة، إلا أنه شيء يثير التفكير فعلاً، آمنتُ بعدها بأن الإنسان يكون ما يريد أن يكون، عندما يتخيل، يكتب، يتحدث، ويفكر في الأشياء التي يريد الحصول عليها بصبر، واستمرار فيما يؤمن بأنه سيكونه في المستقبل.
أسمهان
أغازلُ الطبيعة وأشبهها بأسمهان، فالأنوثة في هذه الحياة مغرية لإحداث ضجة عاطفية، وشحن الدوافع والأمال، لنعيش يوم جديد آخر ونحنُ على قيد الحياة، أراقصُ الطبيعة بجمالها، بزواياها العجيبة، وتفاصيلها المجنونة، وإنحناءاتها الغريبة، وبكل ما تحتويها من سحر يسلب اللب روحاً وقلباً وتأملاً. إنني أكتبك أنت، شئت أم أبيت، كتبتك، إن كانت شؤون الجمال والطبيعة فيك خصلة واضحة ونادرة، كتبتك بكثافة، دون كلل أو ملل.
إن وجدتُ شيئاً هيج مشاعري وألهمني، كتبته بسرعة قبل أن يتلاشى، وإن لم أجد شيئاً يلهمني، صنعته خيالاً، واستشعرته جمالاً، وعشته حقيقة، فأسمهان هي جسدُ الطبيعة الأبيض، الأخضر، الأحمر، هي طاقتي لأتنفس، جنوني لأشتعل، هي فتاة ربما لن أجدها، هي حياة ربما لا أعيشها، هي الوطن الذي أبحثُ عنه، هي أنتَ، وأنتِ، كل شيء يغريني ويجلبُ لي شهوةً للشعور والكتابة أو الحديث عنه. لن أتوقف عن شرح أسمهان! وستبقى ما دُمتُ حياً كقصيدة لا ينتهي رنينها في القلب بعد سماعها، فهي لحنُ حياتي، وإندفاع قلمي.
إن وجدتُ شيئاً هيج مشاعري وألهمني، كتبته بسرعة قبل أن يتلاشى، وإن لم أجد شيئاً يلهمني، صنعته خيالاً، واستشعرته جمالاً، وعشته حقيقة، فأسمهان هي جسدُ الطبيعة الأبيض، الأخضر، الأحمر، هي طاقتي لأتنفس، جنوني لأشتعل، هي فتاة ربما لن أجدها، هي حياة ربما لا أعيشها، هي الوطن الذي أبحثُ عنه، هي أنتَ، وأنتِ، كل شيء يغريني ويجلبُ لي شهوةً للشعور والكتابة أو الحديث عنه. لن أتوقف عن شرح أسمهان! وستبقى ما دُمتُ حياً كقصيدة لا ينتهي رنينها في القلب بعد سماعها، فهي لحنُ حياتي، وإندفاع قلمي.
ما أكتبه استمتع به
أكتبُ نفسي بشفافية، وأكتبُ ما أشتهي أن أراه أو أعيشه أو ما أريد أن أتذوقه، أكتبُ إنفعالي، فكثيرٌ من الناس تشبه إنفعالات بعضها، إن وجدتَ فيك ما أكتبه، ابتسم، وإن لم تجد شيئاً يملؤ فيك إثارة، ابحث عن كاتب آخر، ولا مانع من أن تستلذ شعوراً لم تمتهنه بعد، فقد يصيبك يوماً ما فجأة.
سرُ إنفعالاتي
أكتبُ شؤون فقري وثرائي، عجزي وقوتي، هزلي وجدِّي، حبي وكرهي، جنوني وعقلانيتي، صمتي وثرثرتي، سقوطي وارتفاعي، وقوفي وتحركي، طريقي ومصاعبي، ألمي وأملي، أكتب ما عشته بروحي، وكتبه آخرون غيري، فكل كاتب له زوايا مختلفة ومنابر متنوعة يكتبُ عنها، إذاً، أكتب قصتي في حياة متناقضة، لا منطق صادق فيها إلا بثلاث أشياء، الإيمان والحب والأمل.
ولاءُ القمر
تحت ضوء القمر
بعد عدة شهور، ومحاولات مقصودة، أعدها مراوغة قلم، لعدم الكتابة عن القمر بشكل علني عند اكتماله بدراً، فالقمر أصبح مُحجبّ بالسواد - سجادة السماء ليلاً - وبعض الأحيان منقب - نصف نمو القمر - لم يدعني أغازل وجهه الأبيض ناصع الجمال - عندما يبتسمُ البدر - بحثتُ عن حل يُعيد إليَّ جنون كتاباتي العفوية بمغازلة القمر، ووجدتُ أن الأمر أصبح واجباً من جملة كتبتها سابقاً والتصقت بذهني كورقة ملاحظات صفراء "عند كل اكتمالٍ للقمر، تولد قصيدة، عفوية وجداً" فامتنعت عن الكتابة لأن اكتماله لم يكن يوازن اكتمالي النفسي والعاطفي والذهني والجسدي، عندها أجلتُ كتابة نثر أو نص أو قصيدة من كلمات، مهما كانت بساطة التعبير فيها، إلا أنها تُهيج في النفس أمراً جميلاً يدغدغ الروح، فتولد قصيدة.
كولاء القمر
نبجلُ التحية له
مراتٍ ومرات..
كظهورٍ واختفاءٍ واضحٍ
نرفعُ شجن الشوق إليه،
لأعلى درجات..درجات
يُرينا إكتمال وجهه بدراً
يسعدنا..
يخطفنا..
ويغمرُ فينا الحبَّ
لحظات ولحظات..
بعد اكتفاء جائز
ناقص منه
يُودعنا..
يُقبِلنا..
ويرحلُ محملاً بكثيرٍ
من أمنيات وذكريات..
أنتِ..
كثيرٌ عنك لا يكفي
فالقمرُ جديرٌ
بحبٍ لا يذبل..
وكلمات من عشقٍ
وقبلات من كلمات
كلمات..
كلمات..
وظيفة ولاءِ هذا القمر عند ظهوره ووفاء بعهده الأبدي، أن يعيد الأمل لعشاق الأحلام، وذكريات ماض حبٍ مباح، كلُ نوايا الغرام خير، حتى وإن كانَ الشكُ غارقٌ فينا وفيكَ وفيكِ وفيَّ، نسير مع التيار، حتى وإن كان العقل غيرُ راضٍ عن طفولة قلوبنا، يُصبح الأمر سواء، فالحبُ يُعري العقل من لجامه أحياناً، بل غالباً، وكثيرٌ ما نسمع عن إغتيالات قلوب قاسية، ويعادُ تكرار مشهد الجمود من قبل أحد عقول منطقية لشؤون خاصة من أهمها منع سيلان الماء، بتيار نهايته هاوية شلال. لكن الحقيقة مختلفة، فما إن يَحكم العقل بعد عدة محاولات، حتى يرفع علماً أبيضاً بخجل، فيأتي القلب كحل يطيب جراح الموقف المطرود من غرام نواياه خير، حتى يعود النهر ليتراقص في عواطفنا، وتبح القلوب أكثر عاطفية، والعقول نصف منطقية، كل ذلك يحدث تحت الأرض، ولا أحد يبوح بهذا الإعتراف. فالحبُ مصيدة للعقول قبل القلوب!
* عندما يكتمل القمر، تولد حروف عفوية جداً، تتراقص أصابعي على كأني أعزف بحروفي قصيدة مغناة، فأبدأ بالكتابة، عن كل شيء يُهيجني، بكل مرة يكتمل فيها القمر، أكتب، فجأة، فجأة، دون ميعاد، تشتعل بداخلي شهوة الكتابة، فاكتب، صدفة عنك.
الجمعة، 6 مايو 2011
زاوية سعودية | الحلقة الأولى | مُلهمة
لم أشعر بحياتي بطعم رحلة إلى وطن كما شعرت بالسعودية، وطنٌ اعترف بي، فكرياً، شخصياً، والحبُ تدفق من خلال من يسكنها معاملة معي، من الوصول حتى المغادرة، كنت هناك بدعوة من منتدى الغد الشبابي، وشعاره "نحنُ والشباب شراكة" للمشاركة في TEDxRiyadh 2011 وفعلاً تجسد شعار هذا المنتدى هناك، فكان الشباب هم صانعوا الحدث، وسأقوم بسرد ما شاهدته بعفوية دون مبالغة، وبحب روحي لما شعرتُ به وراق لي هناك، لن أكتب عن تفاصيل مملة ولا تضيف لك شيئاً جديداً، حيثُ أني لستُ بناقد ولا متخصص كما يعتنق بعضُ المدونين الشباب ذلك، فسلبية الأراء أحياناً تغرق في محيط الحياة، وتبقى أصالة الحدث، وتقدير العمل، وإحترام العقول، تطفو فوق سطح البحر، ليراها الجميع. سأكتب رحلتي، بما أني في منبر بيتي - مدونتي - ويمكنك شرب فنجان قهوة معي، وإن لم يعجبك الحديث، يمكنك القفز نحو الفقرات التي تهم إهتماماتك وفائدتك.
قبلتُ الدعوة، لأقدم عرضاً، وجرت الإجراءات بخير ما يرام، حتى وصلني خبر بأنه لا يمكن الحصول على الفيزا، لأسباب حكومية، تضايقتُ قليلاً وحمدتُ الله، وتذكرتُ بأني لاجئٌ فلسطينيٌّ، أحملُ وثيقة مصرية زرقاء، يعيبونني أصدقائي فيها بأنها تصلحُ دفتراً للمخالفات المرورية، قلتُ مازلتُ شاباً ومازلتُ أحبِكُ فرصاً بخيوط إيماني، حتى وصلتني رسالة وأنا في تركيا، تأكد أنه قد تم إصدار التأشيرة - تذكرت قصيدة التأشيرة للشاعر المصري هشام الجخ - فحمدتُ الله ثانية، وبدأت بإكمال إعداد العرض.
عصف ذهني
لأن العرض كان مرهونٌ بوقتٍ محدد، وهو ١٠ دقائق، والموضوع غير محدد بوضوح، إلا أنني إستشرتُ بعض الأشخاص الثقة، وقلتُ لهم عن ماذا ينبغي أن أتحدث؟ قال بعضهم: "لا تتحدث عن نفسك، سينعتونك بالمغرور" " قدم شيئاً جديداً وفريد" " لا تذكر لهم أشياء وضعت في كتب لأنهم سيقرؤنها يوما ما" " لديك قصة! تحدث عنها" " إذهب هناك وقل ما يجول بخاطرك". شكرتهم، وبدأت أفكر، هل أتحدث عن مشروع الرسائل الملهمة؟ هو في التأسيس وطور النمو، وكثير من المبدعين لديهم مشاريع ملهمة وجديرة بالذكر، هل أتحدث عن طريقة أسلوب كتابتي التي جذبت المتصفحين لمدونتي؟ لا بد من منطق ودلائل لكشف هذه الحقيقة، إما عن طريق إشادة جماعية من أشخاص أو عرض تفاصيل الزوار على المدونة، وهي الآن أكثر من ٩٠ ألف زائر منذ عامين ونصف، وأكثرهم من السعودية، وصفحة الفيس بوك، العدد المثالي له ربع مليون مشاهد، ولأنني لأول مرة أكون فيها بمكان أقدم فيه عن نفسي بوضوح دون غموض، كانت فكرة الحديث عن الذات لا تروق لي، إلا في كتاباتي، لأنني أحاول اكتشاف نفسي عن طريق ما أكتبه، أما في التحدث، فصعب أحياناً. بالنهاية قررتُ ما سأكتبه في فقرة تدكس.ذهاب وعودة
وصلتُ لمطار الدوحة للوصول يوم ٣١ إبريل ٢٠١١، قبل موعد العرض بيوم، إلا أن الرجل المسؤول عند بوابة الطائرة قال: معك التأشيرة، لكن أين ختم السفارة؟ إنبهرتْ من شدة كلامه وتأكيده أنه لن يسمح لي بالسفر، إعتقدتُ أن السعودية بيروت، لأن إجراءات الختم للفيزا التي تصل عن طريق البريد الإلكترني تختم هناك، ابتسمت في وجهه لقدر الله، فعدتُ للدوحة بنفس اليوم، إنتظاراً لباب السفارة أن يفتح يوم الأحد الموافق ١ مايو ٢٠١١، إجراء الختم بسيط، لكن حقوق الواقفين بالطابور من المندوبين تستدعي "الواسطة" فكان تلفون لدقائق، وانتهى. شكراً للقنصل الذي كدتُ أن أقدم العرض أمامه ليتأكد من أنني ذاهب لمهمة ما.الرياض
الخامسة مساءً بالمطار، توجهاً إلى القاعة مباشرة لتقديم العرض، بعد أن تم تأخيري حتى السابعة، تنفستُ ودخلتُ القاعة من الخلف، فوجدتها مليئة، مكتظة بالشباب اليافع، ولم أجد النساء، قلتُ في نفسي، نعم السعودية قوانينها صارمة، بحثتُ عن البراء - شخص طموح، خلوق، مثقف للغاية، يتحدث اليابانية! وهو من المنظمين للحدث - قابلته بعد أن قلتُ له "فعلتها" لأن نسبة حضوري كانت٤٠٪ بالمائة.. إبتسمنا، ولمحتُ قسم السيدات مقسوماً بين الرجال بحاجز.. قطع البراء تفحصي للقاعة التي أبهرني عدد حضورها الذي يقارب ألف ومئتين من الحضور، ودقة تصميم المنصة، والذوق الفني الرفيع باستخدام الإضاءة، ويدل هذا على عقول مبتكرة وناضجة.. الحضور ينتظرك، هل أنت جاهز؟
TEDx
خلف الكواليس، بدأت أستعد لعرضي، وكان عمر حسين مقدم البرنامج الشهير "عالطاير" العرض الأخير بعدي لتلك الأمسية، هو يسعى كالصفا والمروى يراجع ما سيقدمه، وأنا أطوف كدائرة أأكد ما سأتحدث عنه. هناك طريقة تعلمتها من المتحدثين المحترفين، أنهم يقدمون العرض وكأنه عفوي جداً، وغير معد مسبقاً، أو يخرج من الروح وليس العقل ملامساً القلوب، في الحقيقة، الكل لا بد أن يعد مسبقاً، حتى كبار المتحدثين، يعيدون ويكررون وعندما ينسجم ما سيقولونه مع أرواحهم، يظهر كل شيء وكأنه سلس وسهل. ظهرت على المسرح بعد أن سمعتُ معلومات التقديم التي كانت تقدمها مقدمة الأمسية، تذكرت نفسي حينها، لأنه أحياناً تصاب بالتوتر في مثل تلك اللحظات، وتتخدر وتنسى من أنت. كانت بداية مقدمتي كالعادة "صلوا على النبي" لا أذكر ماذا قلت في البداية إلا أن الحديث خرج شاكراً لتلك اللحظة المشحونة جداً بالطاقة. تفحصتُ الحضور يمنه ويسره، وبدأت بهذا الإقتباس الذي كتبته سابقاً
"قبل أن أقف على قدمي، سقطتُ أكثر من مرة، وقبل أن أفتح فمي، صفعت ألف مرة، وقبل أن يحق لي بالتنفس، خنقتُ ألف مرة، وقبل أن أمسك القلم، وأكتب ما يجول بخاطري بصدق، همشت أكثر من مرة تحت السطر.. والآن، ألا يحق لي بأن أبتسم للأمل؟"
فلسطين
عندما عرفتُ عن موطني، فلسطيني من غزة، بدأ الجمهور يصفق، وشعرتُ ببهجة، وكأن القدس حُلَّ قيدها وفتحت، زاد هذا الشعور حماستي، فاحلقتُ أكثر، وذكرتُ نصائح أمي الغالية "لا تستسلم أبداً، وقاتل ثلاث أعداء في حياتك، الفراغ، الغرور، والإستهزاء بالأشخاص الذين يزحفون نحو القمة".
مرحلة التغيير
ذكرتُ الخمس عوامل والمراحل الأساسية، التي ساعدتني على إكتشاف ذاتي، والتغيير من شخص إلى شخص آخر تماماً، من عقل رديء إلى عقل أضخم، من قلب ضعيف إلى قلب أكبر، من روح مرهقة إلى روح أجمل، من جسد بالي إلى صحة أفضل.
الجوهر: معرفة حقيقتك، ماضيك؟ معتقداتك؟ أين أنت الآن؟ وأين تريد الذهاب؟ ولما؟ وكيف الوصول؟ كم المدة؟ كنت أقدس هذه الأسئلة في سنوات العزلة، ومنها تكتشف رسالتك في الحياة، وقيمك الذاتية، وأدوارك الرئيسية. عندها تستخدم الكثير من الخيال لتجلبه لأرض الواقع، ثم تلتزم بتقييم نفسك، والحصول على مردود الآخرين فيما تقوم بفعله. الرغبة: الشغف الممزوج بالحب الكبير الحقيقي لما تريد الوصول إليه في شخصيتك، بالقدرات والصفات والمميزات الخاصة، في عقلك، بالثقافة، والمطالعة، والمعرفة. في روحك، بالإتصال مع الله، والتأمل، والتفكر، والإسترخاء. في قلبك، بالعلاقات الإجتماعية والعاطفية، بالأخلاق والإحسان، في صحتك، بالجسد القوي، والحفاظ على الوزن، واللياقة والنشاط، والنوم.
الشجاعة: تبديد المخاوف التي تجتاح كل منا، فالإقدام على ما يمنعنا من التطور يحتاج إلى شجاعة كبيرة بعد الرغبة، مثل الخوف من أراء الآخرين، أو النقد، أو الفشل. الشجاعة تحتاج لمغامرة وإيمان من الداخل.
الثقة: قوتك وأقصى طاقتك، تأتي من الأمور الصغيرة، خطوة بخطوة، إن لم تثق بنفسك، تتبدد أحلامك، وتتلاشى أهدافك، ويزورك الشك، وتتوقف في مكانك ولا تتقدم. الثقة تأتي من الكد والتدريب والإجتهاد.
الفرص: تأتي الفرص للأشخاص المستعدين لها والغير مستعدين، لكن من تحلى بالأربع أمور سيتثمرها لصالحه، ولن يندم إن فاتته، لأنه مؤمن بأنها ستأتيه مرة أخرى، فإن أخفق أعد نفسه جيداً، وانتظر إقتناص الفرصة مرة أخرى، أما الغير مستعد، تجده يتخبط ويشتت نفسه، ويلهث وراء الفرصة، وعندما يحصل عليها، يخسر أكثر، ويخفق بشدة، ولا تعطيه الفرصة أي فائدة. فالحظ كما يدعي الناس، وهو بالأصل التوفيق من الله، استعداد قوي + فرصة في الوقت المناسب
إنتهيت.. البقية تكملونها في الفيديو، وأنتظر آرائكم وتعليقاتكم، نراكم الحلقة القادمة.
*في الحلقة القادمة | عشاء برازيلي . فكر شباب السعودية . رحلة مكة . جدة |
الأحد، 1 مايو 2011
حتى يشاء القدر
أريد الكتابة عن القدر، فعلاً مثير جداً، خصوصاً إن كان مشحوناً بالأمل، فهذا الأمل، نتخيله حتى يصب في أحاسيسنا نشوة الإنتظار، لتحقيق الإنتصار، يوماً ووقتاً ما، هذا الأمل، يبكينا، يدمعنا، يشعرنا بالرغبة للحياة، وفي غضون الإحتفال بهذا الأمل، نتزوج الألم، هذا الألم، يقوينا، يدفعنا لمزيد من شغف وحب الإنجاز، هذا الألم الطيب، يزرع فينا التحدي وعدم الإستسلام، فبدونه كيف لك أن تنضج وتصبح أقوى في هذه الحياة؟ الأمل نقبله، نحضنه، نستشعره، نتخيله، والألم، نتذوقه، نطبقه، نشعره، ولاحقاً سيشاء القدر، ويقدر الله إيمانك الداخلي، وشغفك المشتعل، ليرضيك ويجعلك تدمع فرحاً وأنت تنتصر.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)


