الاثنين، 26 يوليو 2010
بدرٌ كأنتِ
تحدثتْ، والفلُ عطرٌ يحيطُ بنا، ابتسمتْ، والثغرُ جنة تسكن بها، صمتتْ، والشعورُ زمنٌ توقف لنا، همستْ، ونسيتُ أني مازلت معها، خجلتْ، لما عبرتُ عن شعوري لها، ذهبتْ، والخيطُ من ظهرها خيالٌ يسحبني خلفها، توقفتْ، وألقت بطرفها تطمئنُ على مجنونها، مازال في مكانه، هائمٌ يسجلُ حفظاً لحظاتها معه..
حان الوقتُ لأغازلك يا قمرُ وحدي بحرية في حدود الخيال مرسوماً على لوحتي البيضاء الجاهزة لدغدغة حروف مغرورة ستكتب عنك أيها البدرُ الجميل، أغنية شوق تتعدى المعقول الواقعي يعيشه العشاق بأمل موثوق العهد تم عقده على بساط خاص يسبح في سماء نقية مرصعة بنجوم تغار بظهورك لتلفت عيون مرهقة ساهرة نحوك سابحة في هيام الحلم الغرامي المخيف، فهل يكتمل ذاك القلب الذي نرسمه بأيدينا في هواء نسيمه عواطف، وبكلماتنا عبقه فل وياسمين، أبيض ساطعٌ لا حل فيك ومعك، فعندما ننظر ليك تسترخي حواس مرتبطة بذاكرة نشيطة للحظات وردية تم نسجها بانسجام قلبين اتفقا التقيا رغبة، عنوة، صدفة، تعثرا في موقف أو ظرف ما، ياليتك تتكلم، فالبحرُ يداعبنا يسلينا عندما نذكرُ ذنوبنا ويواسينا بموج وافق أو عارض جملة منا خرجت هفوة، أما أنت يا قمرُ جداً مغرور، تبتسم بعيون لؤلؤية تؤرق من عرف قلباً احتمى به واعترف به وطناً وأمناً، ياليتك تغني لقلب مشتاقٌ لهمسة من وإلى قلبه ترضيه تريح ضميره وتهديء جنون ثورته العاطفية التي يتضايق منها أحياناً، فآدم يبغض نفسه عندما يسقط في شباك الحب المفاجئ، وحواء تكره جنونها الطفولي الغير مدروس المتهور الذي تعلم أنها في يوم من الأيام ستندم عليه أو تتلذذ به ألماً، فالحبُ يبقى ألم وإن كانت جميلةٌ ممارسته واستكشافه ومشاركته مع قلب عفوي لا يفهم سوى كلمة واحدة يرددها دون كلل ويعيدها بلا ملل ويزيد عليها أحبك يرددها حتي يسقط على وجهه ويتحرك قلبه من مكانه ليستيقظ من حلم مكتوب بخيوط شفافة يحرص أن لا تنقطع من أي زلة غير محسوبة تجعله يركض في كل الاتجاهات بحثاً عن عفو وغفران قلب ناضج متفهم لعاطفة متوترة دائماً مسعورة الجوع لإشباعها بكلمة إحساس أو قبلة تعيد إحساسه بالأمان وتخدر جنونه المنفعل.
تنهدت عندما سقطتُ للسطر الذي ينتظرني لأكمل كتابتي، فقد شعرتُ أني في النص بالأعلى مسير بدفعات وجرعات تجبرني على الكتابة دون التوقف لأخذ نفس وراحة للنظر في المرآة التي أمامي وتفحص رشة العطر الذي لا أستعمله نادراً إلا في مناسبات متفقة المواعيد المسبقة، تذكرتُ ابتسامتك يا قمر، فارتفعت نبضات قلبي وأرسل عقلي ذبذبات لأطراف أصابعي لأكمل الكتابة دون توقف، كي لا أنسحب وأسوف كلمات تمر كسحابة في ذهني، فما أجمل أن تمر سحابة من مواقف في خيالك تذكرك بلحظة أكلت فيها توت أحمر، من الأفضل أن أهبط لسطر لا يضعني في سجن نص يريدُ أن يحاول إغوائي لطرح كل ما يجول بخاطري.
عدتُ إليك، ففيك وجنتين طرية الملمس، ممتلئة مع حدود كقوسين تحصرُ شفتاك بداخلهما لأهميتهما في هذه الضجة النصية الوصفية التي أتمنى أن تنتهي قبل أن أهرب وأسقط بثقلي لسطر يبرئني من كلماتي، أقتربتُ أكثر لأراك بوضوح، وصدقني أريد أن أختلق عذراً لأتنفسك أكثر، وألقي عليك حروف معلقٌ على أطرافها ورق ياسمين، وياليتني حرفٌ يسكنك، يرسمك كما أريد..
أتعلم يا قمر أن هناك من يشتهيك بكثرة، هناك أوفياء يحبونك بسكونك وصمتك، يحبون افتخارك، فأنت النجم الكبير، وكل من حولك من نجوم صغائرُ، تتوسع قبل أن تختفي لترضي من غاب عنك ونسيك سهواً، من ينتظرك لتقضي حكماً عليهم وتريح بالاً ضاع في نفسه ومع غيره ولم يعد يعرف ماذا يريد وكيف ينهي المواعيد الفارغة التي يحددها بنفسه ويذهب لتلك الساحة بتلك الساعة لينمو قلبه أكبر، حرره من سجنه وألهمه الهدوء النفسي، وعلمه الحب الحقيقي بدلاً من متابعة المسلسلات الرومانسية المدبلجة والسعي وراء تطبيقها، نسوا أن الأفلام تمثيل مثالي لفكرة الحب، وعشق الحبيب، وورد أحمر جديد مبلل في مزهرية بيضاء تشعرك بلوحة غرام..
إن تهت في النص السابق، فلا بأس كن معي هنا، فالتناقض مفيد لأناس تقتنع بالقليل من الوفاء والحب، لنعود إليك مرة أخرى، في ابتسامتك حياة في حياة، تُشعر بأنك تعيش مرتين في مرة، تُوضح الرؤية في ذلك الشعور بأنك إنسان عظيم، فعيناك قمرين معلقين في وجه البدر الممتلئ، يُتيح لك مجال لحضنه، لتقبيله بسرعة، كي لا تدمنه، مع أن بعضٌ من القبل الخيالية تبقى قابعة لا تُنسى حتى لو لم تُطبق، هو هكذا، نشتهي ما نريد، ونرسم اللوحة بمزاج قصصي روائي يدع لك حرية التصرف والخوض في تجربة حرارية حولها شموع الانتصار.. تسمع همس يناديك حباً بنغمة تغريك لتقترب، تتجرأ وتذهب بفضول خلف ذلك اللحن المغري، فتجد نفسك في وسط نص شاعري أدبي فيه حروف متشابهه كثيرة ساخنة، ملتصقة بانسجام، تشعر بالدفئ، تتفحص نفسك، أين أنت، أنت أنا، ونحنُ أين؟ فوق القمر، خلاله؟ أرجوحة معلقة بقماش حجاب وردي، نجلس فيه أنت وأنا، كل منا يمسك بطرف، ونتراقص كتلك النغمة، خلفيتنا كلامٌ صامت، وسرعة في التعبير عن إحساس يدفعك لتقول أي شيء فتلك اللحظة قد لا تعاد، لا أحد يتأرجح بسهولة على ذلك القمر، تلعثمت وأنا وكنا ضحية لحظة صمت أخرى، عذري يا حبُ أنت، خدعة، الصمتُ أصلك أم ماذا؟ نراقص أرجلنا، وتنصدم ببعضها ونتأسف ضحكاً، ننتهي من صمتنا، ونختار السقوط لسطر آخر، لا ندري متى سينتهي!
دعينا نرقص فقط أنا وأنت، دون كلمة تغار من أخرى، وتستحي من شوق لموعدنا، كم كنا ننتظر هذه الليلة لنرقص تحت ضوء القمر، آن لي أن أعود وأنت أيضاً آن لك أن تعودي، لموعد آخر يجمعنا، لا أعلم لماذا سأنهي الفقرة بسرعة، أشعر باصطدام شعور، هجمت أغنية لفيروز، بعدك على بالي، وأنت معي، مشغولٌ فيك، أشتاقك، غني لي، قولي لي شيئاً جميلاً، تعبتُ من الكتابة، أقصد من الكلام، مضطربٌ، لك حرية حبكي في قماشة لأبقى معك، تنشغلي بي، حلمٌ هو أنت، أم أضخم الخيال، كي لا أعود للواقع؟ غني لي، قولي شيئاً جميلاً لي، لا بأس، ابتسمي وعودي قمراً بدراً أبيض، يؤرقني شوقاً لموعد جديد يجمعني بك، هل ستملين كتابتك بأحرفي؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
:) ..
ردحذفاطروحه ادبيه راقيه وغزل تسامت عباراته مع سمو مشاعر كاتبها
ردحذفشكرا لدعوتي وطالبا عجبت منك وانت تبحث عن وطن
وقلوبنا لك اوطان وسكن
تقبل مروري عزيز مع فائق احترامي وتقديري على ذوقك الراقي ونبل اخلاقك حبيبي
تصبح على خير ونوما هانئا تحت ضوء البدر وصوت البحر
الى اللقاء
صراحه روعه تدخل القلب لانها من القلب
ردحذفروعه فعلا ورقى ف التعبير
رسم لوحه للقاء جميله جدا ولوحه للكتابه وفضفضه مع السطور و البوح بما يجول بخاطر كل عاشق
جميل جدااااااااا عبد العزيز
باختصار..
ردحذفاسلوب جديد نادر الروعة .. متناغم بقوة فيها فخـامة و فيها نعـومة لم اعرف لهما مثيل .. كلمات ساحرة انتظرها بشغف التهمها بنهم بلا توقف لا اريد لها ان تنتهي ..أفكار راقية تنساب بغزاره بتسلسل حكيم ..تشدني وترهقني كلماتك عبدالعزيز .. لكنها في نفس الوقت تاخذني من واقعي الى عالم حالم جميل عشته في يوم ما تلاشى وبدأت انساه او أتناساه .. لتعود بي و بكثير من التعقل و الحكمة الى ارض الواقع والاتزان ..
حرفية عالية في الكتابة تمس أحاسيس ومشاعر القارئ وكأنها كتبت خصيصا له ...
لقد اطريتني حتى اصابني الغرور ..فلم اعد ارى من حولي من اتلقى منه اطراء يرضيني سوى جنون احرفك لي ..غزلت لي ممكلة من عناقيد عنب احمر اذهبت زهاء من رسمني قبلك ..
ردحذفارقص معي حتى الصباح ولكني سانتظر دائما رقصك معي فلست اتمنى سوى ان تكون رقصتي معك..
زهرة الاوركيد
:) ..
ردحذففالحبُ يبقى ألم وإن كانت جميلةٌ ممارسته واستكشافه ومشاركته مع قلب عفوي لا يفهم سوى كلمة واحدة يرددها دون كلل ويعيدها بلا ملل ويزيد عليها أحبك يرددها حتي يسقط على وجهه ويتحرك قلبه من مكانه ليستيقظ من حلم مكتوب بخيوط شفافة يحرص أن لا تنقطع من أي زلة غير محسوبة تجعله يركض في كل الاتجاهات بحثاً عن عفو وغفران قلب ناضج متفهم لعاطفة متوترة دائماً مسعورة الجوع لإشباعها بكلمة إحساس أو قبلة تعيد إحساسه بالأمان وتخدر جنونه المنفعل
ردحذفجميل جداً
بدرٌ كأنت