الاثنين، 19 يوليو 2010
مسؤوليتك أنت
نحنُ في حياتنا نشبه الأشخاص الذين يمارسون هواية القفز بالمظلات، مسؤولين عن التحكم بالتوازن المطلوب في الهواء، ثم حساب المسافة للقياس بالتوقيت الدقيق بعد تحديد مكان الوصول للضغط على زر المظلة والهبوط بسلام على سطح الأرض، فإن لم تكن الأولويات في وقتها الصحيح ومرتبة، وغير مهتمين بالتوازن ولم نكترث بالمسافة، فهل سنتحمل مسؤوليتك موتنا ؟قيمنا ومبادئتنا تجعلنا مسؤولين تجاه أفعالنا وسلوكنا، والرسالة في حياتنا هي شغفنا وجنونا لزرع بذور الرغبة بداخلنا، والأهداف هي رؤيتنا لجميع أدوارنا، الروحانية، الذاتية، الإجتماعية، العلمية، المالية، الوظيفية، الجسدية، التطوعية، الترفيهية، نحنُ المسؤولون عن كل هذه الأدوار، فلن يصلي، ويتوب عنا أحد، ولن يطور عقلنا ويرفع مستوى مهاراتنا إن لم نرغب ونقرر ذلك، لن يقبل أخوك رأس والديك بالنيابة عنك، لا واسطة في البيت مع عائلتك، لن يدرس صديقك عنك، وإن ركزت في أساليب الغش، فستتخرج فارغ العقل، ولن تشعر بقيمتك، لن تخسر وزنك وأنت تأكل من "كنتاكي" "ماكدونالدز" طوال الوقت، لن يركض عنك حتى من يحبك لن يفعل، أجمل شيء تفعله في حياتك، هو تحملك للمسؤولية، ستشعر بالقوة والاحترام لذاتك، وستجد الناس تحترمك كذلك، جرب واحكم بنفسك.
أتعلم، جميل لو كان هناك دواء للإرادة وزيادة نسبة النجاح، لكن للأسف لا يوجد، استغل عقلك، ورتب أمورك يا بطل، فلا أحد سيهتم بك إن لم تتميز وتصبح مجنوناً بذكاء، فالجنون هو الشغف لفعل المستحيل لتحقيق أهدافك، دون اللجوء للطرق الغير إنسانية كاستغلال الآخرين، والوقوف على أكتافهم، ثم الاستغناء عنهم، أو السرقة والكذب عليهم.
القيم هي البذور تنمو منها الجزور، والرسالة هي التربة الصالحة لتهيئة البذرة للنمو وشق طريقها للخارج وتحقيق حلمها، فالبذرة لديها حلم مثلك تماماً، هي لا شيء بدون الماء، ولا التربة، ولا المقومات الخارجية، الأهداف ترسم من بداية مشروع الزراعة، وهي النتيجة التي نريد الحصول عليها وهي الثمرة، وتأتي طرق التخطيط، بجذع الشجرة ثم الوسائل وهي الغصون، ثم المحاولات وهي الورقات الخصراء، بعضها يعيش والبعض يموت ويحترق ولا يتحمل العقبات من الشمس، الرياح، الحشرات، ثم نحصل على الإنجاز بعد صمود الشجر وإرادتها في البقاء، لنقطف الثمرة، سبحان الله، نحن كالشجر تماماً، تأمل ذلك يا صديقي تأمل.
لتتحمل مسؤولية ذاتك لا بد أن تُقر تماماً بأنك مسؤول عن قرارتك الشخصية، أنك لن تلقي اللوم، الملامة على أحد، ولن تشتكي دائماً عن الآخرين، وعن المسببات الخارجية، انشغل في ذاتك، وكثف الوقت كله لمراقبة نفسك وطرق تحسينها، بدلاً من تخصيص الوقت لنقد الآخرين، هم سيتقدمون، وأنت ستبقى مكانك، تنقد في هذا وذاك، وما أسهل هذه الوظيفة. اطلب من ربك العون، وستجد النتيجة لاحقاً بالتأكيد، ولا تستعجل، أعدك، ستشعر بالفرق.
نقطة مهمة، بدون لف ولا دوران، حب نفسك، حب نفسك، حب نفسك، يعني الاستقلالية الذاتية، المسؤولية الشخصية، يعني الأنانية الحلال، التي يكون فيها قليل الحرص على المصالح التي تخصك لتدير شؤون حياتك بتميز وتفوق، إذاً قل لنفسك الآن، أنا أحب نفسي ومن حقي ذلك، وافتخر بها، وسأسعى لتصحيح أخطائي، والعمل على تقوية مهاراتي وقدراتي، وسأكرس الوقت للاهتمام بها بعون الله، ولن أتنازل عن حقي، فأن أستحق الأفضل والأجمل والرائع في هذه الحياة، إنني أحب نفسي، لأن الله يحبني، إنني أحب نفسي، لأني فعلاً أنا نفسي، فإن لم أحبها واأهتم بها، فمن سيفعل ؟
إشراقة ملهمة
حياتك تحتاج مسؤوليتك عنها،
ومسؤليتك تحتاج حبك لنفسك،
وحبك لنفسك تحتاجك أنت،
فهل أنت مستعد؟
عبدالعزيز دلول
www.azizdalloul.com
* بالطبع يمكنك نقل المقالة، ولا تنسى ذكر مصدرها وكاتبها، كل الشكر لك..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)


here is the center point
ردحذفلنتـعالي مع انفسنـا عليهـا حتى نسمو بهـا ونرقى بها للافضل
ردحذفلنزرع ثمار الحب اينما حللنـا .. ولنستشعر رقابة الله دائمـا ..
ولكن .. عندمـا نقابل الناس لنعلن دعوة الحب اجتماعية .. لكل من حولنـا . كمـا لهم ، لنـا ايضا
ولنخلع زي التعالي الذي لبسناه لانفسنا ونرتدي زي التواضع .. والحب ..
وفقنا الله واياكم ..
مسؤوليتنا تحتاج حبنا لكلّ من حولنا أيضاً..
ردحذفمقال جميل .. بل إبداعي..!
بارك الله فيك
مقال جميل ... أعجبتني الأفكار المتسلسلة
ردحذفما شاء الله عليك عبد العزيز حفظك الله ورعاك
ردحذفوالله انا اردد انا احب نفسى من سيرعاها غيرى فبتطورها ونجاحها بعون الله سأسعد حياتى
اذا انــــا لـــم اكـــن انـــا فــمــن ســيــقــوو بــذلك
ردحذفكــلام جــمــيــل اعــجبــني جداً
ممــيز في كتــابــاتك اخي عبد العزيز
استمرفــي ذلــك
دمت بخير
مقال جميل ... أعجبتني الأفكار المتسلسلة
ردحذف