لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الخميس، 1 يوليو 2010

هل نعشقهم ؟





عندما نقرأ لشخص كتاباته الذاتية كالخواطر، اليوميات، وبعضاً منها يكون طرحاً لأفكاره التي ينشرها بأسلوبه، نستشف منه انعكاساً لشخصيته، التي هو فيها، وأحياناً يحلم بأن يكون عليها في المستقبل، فيطمح بالكلماتك، ويكتبُ ما له وما عليه، وبعد مدة من الوقت تتخلل الحروف عقله، ويقوى فكره، يكبر قلبه، وحتى جسد الكاتب، يصبح فجأة الكلمات التي كان ينسجها على الورق مؤمناً تصوراً أنه كذلك، فالكتابة سلاح جبار جداً، وخطير 

هؤلاء الكتاب نعشقهم، نعم، لأنهم ولأننا فتحنا لهم أبواباً للعزف على أوتارنا بداخل قلوبنا، فأطربونا، وزارونا، وجعلونا نفكر، نتدبر، ونحلم، ونتنهد، ركز معي هنا - نتنهد - أي نستنشق الحروف، الكلمات، الفكرة، والمعنى أيضاً، نعيشها فينا ونقارنها في حياتنا الواقعية، فذلك هو السكر عندما نشرب نصوص أشخاص عرفوا أنفسهم جيداً، وكتبوا عنها، كأنهم يوفرون علينا الحديث ومشقة الكتابة، فيكتبوا عنا أيضاً، عاشوا فينا وكتبوا بالنيابة عنا، فهم مرآتنا، شئنا أم أبينا، نعشقهم إن لمسوا أوتارنا وحركوها، بصدق وصفاء قلوبهم، والمعاني التي ينثرونها بحب عميق

قد يتحول احترام الكتاب لعشق وغرام، والأخوة لعمق واقتراب، وهذه هي مخاطر تذوق حروف وأفكار وشخصيات الآخرين، نعم قد يتحول، ولا بد من إحياء العقل، وإيقاف المشاعر، ولن تفلح، فتلك المرحلة، كالحبل الذي تضع عليه الملابس لتجففها من الماء ليلاً، لن تفلح في النتيجة، على الأقل ستنتظر شروق الشمس، من الممكن أنك لم تفهم قصدي، سأترك لك هذه الفقرة لتفهمها لوحدك، كن كاتباً إذاً 

هل هو خطأ، لا، هل هو صواب، لا أيضاً، فعندما تخرج المشاعر عن السيطرة، تلك هي نقاط ضعف الإنسان، الشهوة لكل شيء، للاقتناء، للتملك، للحب، لكل شيء خارج عن الحدود والسطور المعروفة مع العقل وتطابقها .... إن الإنسان كان جهولا .. نعم جهولاً، رغم معرفته لكل الحفر التي أمامه، عندما يخرج عن السيطرة، ينسى كل القوانين، لما؟ لأنه يرغب في الممنوع، ويترك المتاح، طموح للصعب وبعيد المنال، يارب اعفو عنا، واغفر لما، إنك أنت التواب الرحيم

هناك 10 تعليقات:

  1. هذا يحدث ويجعل الكاتب يتوارى حتى لا يؤذى مشاعر الناس
    آمين يارب

    ردحذف
  2. علي أن أعترف،،
    أني أحتجت و "بشدة" لقراءة هذه التدوينة بالذات اليوم ..
    "أبحث عن وطن يعترف بي"
    ترن في عقلي كلحن أحبه بشدة
    اجد فيه سلواي في معظم الأوقات
    و كأنني في الإعتراف بها
    أجد ذاتي حقا
    و هذا ما يحثني دوما على البحث و البحث الدؤووب
    فرحلةالبحث ذاتها تشغفني، رغم ما يعتريها من مشقة
    و حاجة شديدة ملحة بالإعتراف من الغير
    أو أن نجد ذواتنا
    لدرجة أنه لا يهمني أن اصل إلى محطة، إلى مدينتنا الفاضلة
    لاني ما إن اجدها، لن يكون هناك داع او حتى دافع
    للحياة
    هنيئا لنا غربتنا الروحية
    مصدر إلهامنا
    هنيئا لنا سعيناالأبدي
    و وفقنا الله لما فيه الخير
    و إلهام البشرية
    شكرا لك .. عبدالعزيز
    دمت مُلهِمًا
    .. و مُلهَمًا

    ردحذف
  3. مقال رائع جدا مبدع يا عبد العزيز
    "لأننا فتحنا لهم أبواباً للعزف على أوتارنا بداخل قلوبنا"
    عندمااقراء ابداعاتك كاننى استمع لسميمفونيه واحياناً من روعه اللحن نبكى
    شكرا لك

    ردحذف
  4. غيداء : من أين خرجت ؟ راقت لي ما كتبت هنا، فهو جميل كما جمال روحك أيضاً، إن كانت رنة اسم المدونة تعشقينها فأنا أتزوج الجملة كل يوم وتتزوجني !! أعيش على أمل قد لا يأتي ولكنني أحمل معي إيمان ان يأتي، كوني فقط هنا عندما تحتاجين أن ترتوي شيئاً جميلاً كوني هنا

    رانيا: لا تبكي عزيزتي، لا تبكي ... ابتسمي وابتهجي، فالحياة قصيرة جداً لنترك مساحة للابتهاج .... وبشأن السينمفونية، فاستمتعي دائماً

    ردحذف
  5. البعض منهم يفقدون السيطره على انفسهم لأنها كلمات قد تكون راقة لهم
    انا بنفسي من كثر ماقرأت لكتاب أصبحت أحبهم وأحب مايكتبور كالكاتب محمود درويش رائع جدا
    وانت كذلك أتمنى ان تكون كما انت وكما تريد اتمنى ان تحصد مازرعت في قلوب البشر
    شيء جميل أليس كذلك؟!
    اذاً استمر وانعشنا :)

    ردحذف
  6. علي أن أعترف،،
    أني أحتجت و "بشدة" لقراءة هذه التدوينة بالذات اليوم ..
    "أبحث عن وطن يعترف بي"
    ترن في عقلي كلحن أحبه بشدة
    اجد فيه سلواي في معظم الأوقات
    و كأنني في الإعتراف بها
    أجد ذاتي حقا
    و هذا ما يحثني دوما على البحث و البحث الدؤووب
    فرحلةالبحث ذاتها تشغفني، رغم ما يعتريها من مشقة
    و حاجة شديدة ملحة بالإعتراف من الغير
    أو أن نجد ذواتنا
    لدرجة أنه لا يهمني أن اصل إلى محطة، إلى مدينتنا الفاضلة
    لاني ما إن اجدها، لن يكون هناك داع او حتى دافع
    للحياة
    هنيئا لنا غربتنا الروحية
    مصدر إلهامنا
    هنيئا لنا سعيناالأبدي
    و وفقنا الله لما فيه الخير
    و إلهام البشرية
    شكرا لك .. عبدالعزيز
    دمت مُلهِمًا
    .. و مُلهَمًا

    ردحذف
  7. لطالما استئت في صغري من حرص أبي على اتقاء الكتب التي أقرأ!! أو متابعة ما بين يدي من كتب,,
    كنت أظن أن من حقي أن أختار الكاتب والكتاب!
    لم أعرف تلك الخطورة التي تحدثت عنها "سيدي" إلا لما تلمست نشوة امساك القلم والغوص في أعماق مابينه وبين الورقة ومابين الورقة وعيون القرّاء لعل بداياتي لا تزال خجولة! ولكني أدرك وأعي ذاك العشق الذي يتجلى عندمانغلق الصفحة الأخيرة من كل كتاب ونتنهد!
    بوركت يمناك =)

    ردحذف
    الردود
    1. بداياتك الخجولة تبدو من لغتك بأنها ستمتلك مستقبلا جريئا وعنيفاً!

      حذف
  8. بالتأكيد نعشقهم ونعشق كتباتهم فهم كأكسجين الحياة رائع تنفس ماتخطة. سلمت يمناك.

    ردحذف