لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأحد، 23 مايو 2010

وأحنُ لحروفك درويش

أحنّ إلى خبز أمي و قهوة أمي و لمسة أمي  و تكبر في الطفولة  يوماً على صدر يوم و أعشق عمري لأني  إذا متّ،  أخجل من دمع أمي!   
http://www.mudarris.com/show/poet/Images/Mahmoud-Darweesh.jpg 
سألوني عن شاعر هوية وقضية  فلسطينية ، وعن أنثى تائهه في ممرات سطوره الملتوية بفن التعبير والمجاز، وطنيٌّ ثائرٌ مشتعل، هادئُ  صامتٌ بعناية ، شخصٌ مختلف، متنوع، يبرر كل شيء لكل شيء، متعمقٌ في أرضه، ذاته، روحه، وهذا الكون، كأنني عقله، وتفكيره يصادف كل تائه يبحث عن وطن، من يقرأ كلماته الساحرة، يظن أنه هو هو الشاعر، ويصدق ذلك، لأنه لا يكتب لنفسه بل لغيره، يترجم لغة الحياة بانحناء قلم ، هو الراحل رسام اللوحات الفنية بذوقٍ حسيٍ متناغمٍ وواضح، هو الطبيب، المُعلّم، وملهم العصر النثري لمتذوقي الأدب العربي الحديث ، هو الرائع بضخامة إبداعاته محمود درويش ، أستاذ التفاصيل العميقة وأوتار المشاعر الرقيقة، حيث مازالت كلماته كبيرة ، حيوية ، ذكية في رسم الحروف، حية بالعقول منحوته في خيال كل قراءه، تنشد ألحانه بساطة التعبير وسلاسة المعنى، والقدرة التعبيرية بلغة الجميع بسهولة دون تعقيد، وحرية السباحة في الخيال دون قيد وتوجيه، يقدم لك ماتريد معرفته، عن  نفسك، وطنك، حياتك، فلسفته مدرسة، تجعلك تكتشف من أنت..
http://www.aljazeeratalk.net/forum/picture.php?albumid=408&pictureid=2749
هو أستاذي ومعلمي ودكتوري، مهما كانت عقيدته، سُلالته، عِرقه، فصله، لونه، فِكرُهُ، صمته، حياته، هو من ساعدني، علّمني أن الشعر لا يحتاج مدرسة، لأنك تشعر، فعندما تمسك القلم وتكتب، يعني أنك تترجم مافي قلبك، مشاعرك، فأنت وأنا، ونحن وكلنا شعراء بالفطرة، ومع مرور الوقت، نتمرس الكتابة ونفهم أنفسنا أكثر وأعمق ... فهّمني أن الحروف  ٍليس لها ملابس، مقاساتٌ موحدة، فانتق ما تشاء وما يناسبك، ذكر لي أن العزلة مفيدة جداً لتجد نفسك في سطور تعبر عن شخصيتك، وتصبح ما تتخيله في ذهنك بعد أن تتخلل الكلمات في ذاتك، لتدع الناس تقرأك قبل أن تقرأ حروفك، وتنسج ملامحك في أذهانهم، وتقدر حروفك، وتحترمك... علمني أن  لا أكون أناني، فالعطاء ليس حكراً علي فقط، فكر بغيرك، هناك جيران، أناس بحاجة إليك، ينتظرون ظهورك، ابتسامتك، حبك، فلا تحرمهم لقياك، والجلوس معك...



ألهمني بحروفه المتكلمة شعراً ثنراً نصاً مكتوباً كان أو مرسوماً أمامي، تقبل النقد اللاذع وابتسم، فهو لمصلحتك، لأنك لن تُعجِب كل الناس في هذه الحياة، ولن تعشقك كل القلوب، فأنت كما أنت، تمر بمطبات، ومنحدرات وتصف لحظاتك بعفوية طفل شاعر كبير، فقد تجد من يرى تناقضاتك المكتوبة، فأحياناً تكون فوق وأخرى تحت، تتراقص معك الدنيا، فكن حكيماً، وافعل واستمر بما تشعر به بحرية مقيدة بدستورك الديني، ولا تأبه من بأحد.. نصحني بألا أمتهن السياسة، فهي مستنقع للتماسيح، قد يغتالوا كتاباتك، ويسجنوا صوتك وحريتك، فاكتب ما يليق بك، وتشعر أنه يشتعل بداخلك، وامزج الواقع مع الخيال بسياسة فكرية مبسطة...




  تعرف أنك فلسطيني، ولكن فلسطين غير قائمة في منظار العالم، وعندما تحاول الخروج إلى هذا العالم لا بد لك من المرور في دهليز التناقض الشرس أن تكون إسرائيليا، ولكن مكان الولادة والانتماء والرفض، تحولك إلى شبكة من الغموض والتناقض. إذن من أنت؟...محمود درويش
ذكر لي بأن فلسطين لوحة فنان عنوانها ناجي، حنظلة، وقلبها القدس .. قضية غير صامتة، ثرثارة، عنديدة، تعشق الجدل والمماطلة... فلاحدود تمنع تقدير إنسان، صاغ لك البساطة بعنوان، قال لي ولك، أنت فلسطيني لا تنسى ذلك، ذكرك بقضيتك وحقك للعودة هناك، فله ولك يا سيدي حروفي شعاراً افتخر به، لا أبيعها كي أنشهر باسمك علناً، فأنا أقدرك، بل إني أعرضها مجاناً، لأنك علمتني كيف أكتب نثراً جذاباً حراً بملامحي الشخصية، لأن أصعب مرحلة هي مرحلة بناء سمعة..


أيها المارون 


وللكتاب ركنٌ، فقالوا:
وعلى مدى خمسين عاماً واكب درويش من الوطن والمنفى قضية الشعب العربي الفلسطيني من مواقع النضال، ومواقع الريادة الشعرية العربية، بحيث صار في أذهاننا وعيوننا ملحمةً من ملاحم التجدد والإبداع في كلّ المستويات..فؤاد السنيور
لن نقول لك وداعا لانك تركت فينا  ما لا يدعوا للنسيان! فأنت لشخصية الوطنية الاكثر التى كانت ومازالت عنوانا للانسانية والتى تجسدت فى واقعه الشعرى الذى كان بمثابة النافذة التى اطل منها الفلسطينيون على مختلف حقوقهم وواجباتهم الوطنية..محمود درويش ضمير  القضية التى استعصت على الحل كم من الجهد المبذول  لتغطية كافة ابعاد  القضية الفلسطينية الا انها كانت جميع حروفه الادبية تتحدث عن واقع الشعب الفلسطينى  وحقوقه المسلوبة...محمود درويش  كان ولازال وسيبقى  عنوان  ادبى  معروف  فى ارشيف  شعب مظلوم. نصر أبو ثرية




لا أعرف الشخص الغريب

الكاتب/ عبدالعزيز دلول

www.azizdalloul.com

هناك 4 تعليقات:

  1. وكيف نشفى من حب درويش


    "الشعراء لا يموتون بل يتظاهرون بذلك"

    مقال رائع،، كأنت استاذ عبد العزيز

    ردحذف
  2. كيفك استاذنا ان شالله بخير
    الي يحب يبعثلك باور بوينت او صور ايش يعمل؟؟

    ردحذف
  3. أمينة : يتظاهرون بالفعل، يبقون فينا

    حياك الله


    نور : راسليني aziz_dalloul@hotmail.com

    / عبدالعزيز دلول
    تحياتي

    ردحذف
  4. وكيف نشفى من حب درويش


    "الشعراء لا يموتون بل يتظاهرون بذلك"

    مقال رائع،، كأنت استاذ عبد العزيز

    ردحذف