الثلاثاء، 30 مارس 2010
Talk الجزيرة

الجزيرة توك. نت
كتابي كتابك - فكرة مشروع هناء الرملي

من الأمور التي شجعتني للاستمرار، روح المتطوعين في خدمة قضية إنسانية روحية مصدرها
الشعور بالمسؤولية تجاه أهالي المخيمات الفلسطينية، وتوفير أوقاتهم، دون كلل، فهناك رؤية، وسالة من خلال العمل مع فريق المتطوعين في قطر، والذي حمسني فعلاً، صدق روح وعيون وكلمات الآخت رفيا للتوجه لزاوية تثقيفية لمجتمع له حق مقدس للمعرفة، وخصوصاً أن هذه المبادرة الوحيدة التي شاركت فيها، وأحببتها، وأريد الخوض في نصرتها لأني أعتبرها مسؤلية تجاه إخواني اللاجئين والذي أنا أحد منهم وأبناء المخيمات في مختلف وشتى بلاد العالم، وخصوصاً العربية.
للتواصل عبر مجموعة الفيس بوك ..هنا
الاثنين، 29 مارس 2010
الليلة الأخيرة
الليلة الأخيرة ببيروت..
تغازلني وأغازلها..
أحببت ملامح هذه المدينة،
كأنها من الشمع مصنوعة..
عصير النعناع بالليمون
في مقهى عكعكي،
ينعش حروفي لأكتب حروفاً،
تبقى في ذاكرتي سطوراً جميلة..
لحنها يرسم في خيالي صوراً..
لا تُنسى، محفورة..
شلال إثارة تجتاح مشاعري،
تجبرني أن أكتب مبتسماً..
وأفكر أن أعود،
لبيروت مرات كثيرة..
وحدي ومن معي
أشاركه كل لحظاتي،
كلمات محسوسة..
حريتي في تاريخي أكتبها
بطريقة مدروسة..
آخر ليلية في بيروت،
كانت جميلة..
الأحد، 28 مارس 2010
مقتطفة ٩٠ - لبنان | بيروت
بيروت، اهدأي قليلاً، لا أقوى عليك، فكل شيء فيكي مختلف، رائحتك الأدبية، طبيعتك الخضراء باللوز أجمل، مطاعمك الشهية، مقاهيكي المبتسمة للمارة للاسترخاء فيها، كورنيشك وروشتك الساجدة الساحرة، وردك المتحرك بأيدي المرأة العجوزة بشارع الحمراء، والطفلة سماح، قهوتك الغير شكل، تدعك تكتب، ترسم، تصمم، تفكر وتتعمق أكثر بنفسك ومع نفسك ولنفسك كي تخرج للآخرين أجمل لوحة فنية صنعتها أنت بكل مافيك من جواهر وقيمة، فتبقى نجماً قمراً نوراً يحبك الآخرين وأنا أحبهم، فسأعود يا بيروت، لأكتب هنا شعري وأدبي وألحاني.
بيروت لونٌ ساحرٌ، راقية الوصف، صافية الملامح، هادئة، مشتعلة بالإنفعالات العاطفية، فالحب هواية الغير هاوي، والغناء دستور مسموح، والقهوة ضرورية، لوضوح الكلمات في عقلك، لتوازن يومك كما تحب وتريد.
كم أحبك بيروت لوناً ولحناً وبلداً وشعباً، فبيروت جسد القصيدة ينبت منها الرجال والنساء عنواناً لديوان شعري فخم ومعطر
الأربعاء، 24 مارس 2010
الحب هواية بيروت
بيروتُ ليلاً تغري مشاعر الناس لهسترية غير متوقعة، فتشعر أنك لست أنت، وكأنك مندمج في وطنٍ يحضنك شاعراً، فناناً، إنساناً، لوناً عريقاً بعروبة متشبعة في شعبها، بيروت كأرجوحة ترفعك لتلمس السماء، وتبتسم، وتعود بك للأسفل مشتاقاً لتمشي بين شوارع، ممرات بيروت الضيقة، وأنت تفكر بكل شيء سمعته عن هذه البلدة، المدينة، الوطن المحترف، بالمجاملات الراقية، الذوق والأتيكيت الأجمل معاملة متأصلة، وليست مجرد مهنة، كأنك بباريس برائحة قهوتها الصباحية والمسائية، فلكل وقت وحين، نغم ووتر تعزف المدينة حباً وداً لمن فيها، شعباً، موظفاً، سائحاً مؤقت، تشعر أن بيروت تحضنك، وتبحث عنك قبل أن تبحث عنها، فكل ما تريده متواجد حولك، أنت حدد هواءك، وطريقة تنفسك بحريتك، وحسب بوصلتك، تتجه.
الحب في بيروت هواية، لا بد أن تُِحب أو تُحَب، وتعشق، نفسك، الناس، كل شيء حولك، اشتريت ليلاً وردة من سيدة عجوز تمر حول المقاهي، تبحث عن العشاق لتغريهم بورد أبيض، أحمر، ليستمتع الناس، بأجواء خاصة، فطعم الحب هنا مختلف، كالسندباد وابن بطوطة، زرت معالم العالم أنا، تذوقت القهوة، استشعرت الناس، الوطن، اللحن، فكانت أنفاس بيروت مميزة، حنونة، ودودة، تنافس باريس، تعشق نفسك قبل أن تزورها، فكيف وأنت فيها، وسطها، بينها، وخلال لمساتها الفنية المتألقة، فاللون الأحمر، الأبيض، وشجرة الأرز خضراء متوسطة بالعطاء الدائم الراقي، لكن من يحبها، فليلة في بيروت تصنع منك، وتشعرك بأنك نجم، وليلة في باريس تحضنك لأنك أنت النجم.
ضحكتُ، فكرتْ، ابتسمتْ، تماديتْ، وتحدثتُ مع الجميع، لم أترك إنساناً إلا وسألته سؤلاً ليرد على بابتسامة معتاد عليها، ينشرح صدرك وأنت تتحدث معهم، سعيد لأني هنا، في بيروت، أتأمل نفسي، ولا أستطيع، ليس هناك وقت، يسألك الوطن ماذا، وأين تريد أن تذهب؟ أفكر، وأجد نفسي لاشعورياً في المكان الذي فكرت أن أكون فيه والذهاب عليه، تجبرني بيروت أن لا أنام، تعلمك السهر، وتوقظك مبكراً، لتشرب النعناع بالشاي، بفطور تقليدي، وصوت فيروز الرسمي هو الأصل، يومي يُحدث نفسه، قبل أن أتحدث عنه، فكيف لي أن أصفه لك، استشعر حروفي وكلماتي معي.
السيدات أنيقات، راقيات، جميلات، أنغام تتطاير أمامك، تبحث عن شاعر ليكتب عنها ويصفها، فنان ليرسم غرورها بألوان زيتية، ومن شدة جمال اللوحة، يبيعها لنفسه. الرجال ستايلات، وابتسامات، العادي غير عادي، والغير عادي محلق، يتنفس ويعيش ملكاً، الشعب للشعب، والوطن أخيراً هدأ ليرتاح من ضجة سياسية غارقة في نفسها.
الشمس البيروتية، مكياج الفتيات، لمسة ساحرة على خدودهن، يمارسن الرياضة على الكورنيش، لتقابل في آخره صخرة الروشة، أنبهر وأنا أنظر إليها، فكيف من تحتها، هل تشعر؟ شيء في عميقك يقول لك أكتب، تحدث، لا تهدأ، تنفس، اغرق، تفاعل مع حواسك، وكن شاعراً، كاتباً في الصباح، مع قهوة مستعدة لتوقظني، وتنشط خلايا عقلي، رومانسياً بالليل، أغازلالبحر، كل من حولي، حتى نفسي، لأشعر بها، وأتأملها، لأجامل وحدتي
بيروت، أحبك لأنك أنت أنت شعار لبنان، أحبك لأن الشاعر الراحل محمود درويش بطل الرواية القصصية النثرية الشاعرية، تحدث عنك، وذكرك حروفاً، وكان شاهداً عرفني من تكوني، سمح لي أن أفهمك قبل أن أزورك، أراكي، أتنفس هواءكي، أحبك، فما زلت لاجئاً، أبحثُ عن وطن يعترفُ بي، فهل تعترفين بي مؤقتاً حتي أعود لموطني الذي لا أملكه، ولا أعلم هل يملكني كذلك؟ فجذوري قطرية، دوحة العز منبعي، وغزة هويتي، وفلسطين وطني الذي ليس لي، وله أنا، اسماً مكتوباً في وثيقة لاجئ. أحب وطني الذي بداخلي، الذي يتعرف بي، فنبضي ثلاثة عشر حرفاً من اسمي، أملكهم حياً، وبعد أن أموت. عبدالعزيز دلول