الأحد، 26 أبريل 2009
مرسى بحر تونس
زرت المرسى بعد نصف ساعة بعيدة عن ضوضاء مدينة تونس العاصمة، أهلاً برائحة الياسمين المولودة في أيدي الصغار ويبيعونها للمارة من الناس أمام كورنيش المرسى، لا أحد لا يبتسم، قانون الجلوس أمام البحر أن تبقى صامتاً تتأمل أو مبستماً تمرح أو مغمى عليك في غفوة حلم يقظة.
اكتب شعراً يا حبيبي عن البحر،
ولونه أبيض في عقولنا..
جازف بالغرق من أجلي لتنقذ البحر من البحر،
لتكن سيده وقبطانه والبطل في قصصنا..
أسرق بأنفاسك نسيمه ليلاً لتتعرف عليَّ أكثر،
ونتلاشى وننسى أننا نعيش لحظة بداية عشقنا..
لا يعرف البحر من يعشق البحر ويراقبه دائماً، لا يعرف البحر من يجلس على الشاطئ، ويتذكر ماضي ويبكي، ويبتسم، ويحزن، ويبقى لليل متقرفصاً. لا يعرف البحر من يلتقط صوراً له، ويتمتم من شدة جمال مشهد يغري عقله وروحه. يعرف البحر من يغوص فيه، ويندمج في عالم العميق ومستعد أن يجازف بثانية هواء، وينسى أن البحر بحر، ولا يجوز العيش فيه أو يتحول لإنسان بري ومائي. لا يعرف البحر إلا من تعلم الحب وفشل فيه، ولم يحاول مرة أخرى، لا يعرف البحر إلا الذي كتب عن البحر بلا شعور، ولا وزن، ولا كلمات مكتوبة على الورق، لأن هناك كلمات لا ترى ولا تلمس، تبقى في عميق المشاعر تكبر وتنمو وتولد، لأن البحر مولود في نفسه، ولأن البحر شاعر لنفسه، وبريء من الانتحار. البحر هو البحر، البحر هو طرف نهاية شاطئ، البحرهو الذاكرة الغير قابلة للنسيان أبداً.
شكرا للمرسى على إلهامه فقرة البحر، التي لا أعرف كيف ومتى كتبتها، شكراً لقهوة الصفصاف الممزوجة بلحن موسيقى فيروز..
من أجمل ما كتبت..فقرة البحر
ردحذفقرأتها مرات عديدة أعجز أن أحصيها
و لا أبالغ عندما أقول أنها من أجمل الكتابات عن البحر
شكرا لمرورك ندى ، كان المكان ملهماً جداً لإخراج كلمات لتقع في قلب القارئ مباشرة ، وانا أولكم
ردحذفشكرا ندى / لا تتوقفي
من أجمل ما كتبت..
ردحذفلأني بجاوره دائماً .. فقد مستني الكلمات ..
واصل يا ملهم..