السبت، 25 يونيو 2011
كالنهر
ثلاث أنواع من البشر عند أول ضربة قاضية تؤلم، تكون ردة فعلهم كالتالي: يزحف للخلف حتى يقف على قدميه ويلهث هرباً، هذا النوع الأول، أما الثاني هو عاقل، لكن نجوماً وعصافيراً فوق رأسه تحوم، ويرضى بالبقاء منكسراً حزيناً على الأرض ملقى، أما النوع الثالث وهو الأجمل، كالنهر، يسير للأمام مندفعاً مع عوامل الطبيعة، فمهما كانت لطمات الصخور أمامه كثيرة، يبقى الأمل بداخله مشتعلاً، لديه دوافعه بعدم الاستسلام بسهولة، لديه مهمة بالنسبة له مهمة، يريد إنجازها، فيقف مبتسماً، متفهماً لطبيعة الكون وقوانينها، هناك أمل، ويكمل سريان طموحه على الطريق مفعماً بالشغف.
الأربعاء، 22 يونيو 2011
فضاء آخر
فضاء آخر عبارة عن مقتطفات تحمل معاني لخواطر وجدانية شابة ناضجة بشؤون الحياة
(١)طالما آمنتُ أن ليس للنصوص سحراً فقط، بل أن تلاعب الكاتب والأديب مع حروف اللغة وكلماتها، وتصنيف وتصفيف كل حرف بجانب حرف آخر يعجب به، يناسبه، يتلاحم معه وينسجم..
(٢)عاد الحب ونشدنا نشيده، برضا وهدوء ويقين، أنه ليس لنا، ولا ملكنا، ففيه نحنُ مشابك معلقة بحبل يسهل قطعه، ويصعب ربطه، وبحسب ثقله، وسخونته، نرتخي، نغرق أو نتبدل
(٣)
شممتُ لون الحب، فالتصق بي وأشعلني، امتهنته صريحاً لا مجاملة للحياة، لا تعبيراً وإغواء، بل عفوية وإكرام، فقصدتُ الناس أخلاقاً، بعضٌ رده أجمل، نقاء الصدق، لا رياء فيه، ومنهم بالخفاء أسوء، وبالعلن عليَّ أغرب، فطمستُ معنى الحب وقتاً، وراقبتُ غاية الناس، ففهمتُ أن الحب عندهم حدٌ، فإما لحواء، زوجة أو عشيقة، وإما لمال نصفه ينقصه البركة، حينها أدركتُ أن لون الحب الأول مختلف، فعدتُ وأعدته أضخم، جديدٌ وأجمل، فحبٌ لكل شيء في الكون يسكنني وأسكنه، كوطن نظيف لا ملك يحكمه، وبركة من الله لهذا الحب فيما تفعله.
(٤)
الشاعر لا يخلق لغة جديدة بل يصنع إنسجام فكري إحساسي، يُزوج بها حروفه ببعضها، ليعزف لحناً موسيقياً فريد، يحرك بها أوتار العاطفة، وأجراس العقل
(٥)
لا أشحتُ المعرفة إلا من كتاب يغذي روحي وعقلي، ويضيف ثراءً في يومي، وصاحب عقلٍ قلبه يسبق عقله في إطعام علمه للعطشى، وشخصٌ حقق إنجازاً أبهر فيه الناس من حوله، أتوق لدقيقة مع حكيم لأعرف كيف يعيش، ومن رجلٍ، يبتسمُ في أقصى أوقات محنه، وأحب أن أعرف نظرة عاقل للحياة بعد قضاء عمر يجرب ويفشل ويجرب حتى حقق ما يطمح إليه
(٦)
ناديت في الليل أكثر من مرة، على الحبيب المحب الغائب، فحضوره موترٌ، وغيابه مقلقُ، فلا بين البين نداء ولا سكون، وما حاجتي إلا أن يُغمد في الروح همس قلبه
(٧)
هذا المساء في باريس، اللون رمادٌ، والصور ثابتة، الحجر أساسٌ، والشوارع مرهقة، العيون سوادٌ، والأرجل معلقة، الطقس رذاذٌ، والزوايا متشابهة، ابحث عن حجاب لأستر به رأس مدينة غاضبة

(٨)
أيها الكاتب اكتب سطرين يحدثان ضجة فينا، أو لا تنفعل أكثر، اكتب سطراً واحداً يكفي، تحرك بها شفتين، لتنقدانك، أو نصمت، ونبتسم، وننشرح، اكتب، لغة، لا أحد يفهمها إلا نحن، عفواً لحظة، تفضل وامسح ما تريد كتابته، فنتائجك مرهقة. اكتب كلمتين فقط تكفي، فشرعية السقوط، في حب الفاعل، والمفعول به جائزة مع حروفك!
(٩)
أسمعُ الحرف من بعيد يهمس، خذني معك أينما تحل وتكون، فالحقيقة تكمن فيك، وأتناسى القلم عمداً في الدرج، وأسمعه يدمدم، أيها اللاجئ، لمَ تحجب حروف الحقيقة عليَّ
(١٠)
في زمنٍ لا يعرفُ للصاحب كلمة، سقط حرفٌ سهواً من سطر ساخن، يحملُ ملحمة لحواس منفعلة، أحدثت فوضى وخلل في المعنى، فاعتذر المؤلف لنفسه عن اضطراب لحظي للكلمات، رفعت الجلسة حتى إشعار آخر
(١١)
أحب التلاعب على حروف اللغة وجنون الكلمة، وثورة المعنى وصريح المغزى، ومجاز البلاغة لأخترع هوية تناسب مقاساتي، وتنقذني من تناقض الواقع
(١٢)
في هذه اللحظة الآن، قُبلة خاطفة، وغداً حضنٌ بعيدٌ مداه، فيه شوقٌ وصبرٌ منتظر، أما الماضي هو رمادُ وكنزٌ من ذكرياتٍ حُلوة ومُرة، وكثير من صورٍ لا تمحى، وقليل من حبٍ لا ينسى، ومدادٌ من ألم، وحفنةٌ من أمل..
* هذه مجموعة أجهزها لكتاب يحمل عنوان فضاء آخر إن شاء الله، سعيد بمشاركتها معكم قبل طباعتها..
الاثنين، 20 يونيو 2011
مقتطفة ١٣٦ - مصدره أنت
جمال الروح في العينين اسمٌ، ورسم اللحظة في الحالي لحنٌ، أنت وأنت، كما هو الصريح في التعبير عن جمال المكنون فيك صدقاً، أنت وأنت، وترٌ على حروف القصيدة النابغة عنوانٌ، وكما أن في اعتبار مكان السطر للكلمة لونٌ أبيضٌ، يشبهك أنت، غرد إذاً مع العصافير النشيطة نشيدنا نحنُ "حرية في بلادي" مصدره أنت، كما أنَّ اسمي مدسوسٌ بأنت، نقطة بعد احترام السطر الذي أنت وأنت فيه.
الأربعاء، 8 يونيو 2011
الاثنين، 6 يونيو 2011
مقتطفة ١٣٥ - لا تحبك أنت
هي لا تحبك أنت..يعجبها مجازك..أنت شاعرها، وهذا كل ما في الأمر! ~محمود درويش
تذهب أنت لتأخذ قسطاً من الراحة، وهي ما زالت مستيقظة متيقظة منتبهه متفاعلة مع كل نبضة من نبضات قلبك - تحيا بك - هي فعلاً غرقت في محيطك الهادي، المزاجي، الإنفعالي، الغائب والحاضر، والساكن الراحل، القريب والبعيد.
هي رواية من رواياتك الحقيقية الفانتازية في مصنع ألوانك، خيالك، كتبت خيالاً؟ ستجد كلماتك حاضرة وواقعية يوما ما، بزاوية ما، في بلدٍ ما...تُهدأ نفسك، تسيطر على اللحظات التي بين يديك- متعجب أنت تماماً - لا يمكن للحروف أن تظهر بلباس الواقع - لم تكن تتوقع؟ - هناك لبس ما، تهرب للتواليت، الماء البارد يوقظك، تفتح عينيك، تدقق على وجهك، هل أنت في حلم؟ تضع بعضاً من كلونيا الحلاقة تحت أنفك، تتنفس، تتنفس، وتعود إلى قصتك حريصاً من أن تكتب خيالاً!
هي رواية من رواياتك الحقيقية الفانتازية في مصنع ألوانك، خيالك، كتبت خيالاً؟ ستجد كلماتك حاضرة وواقعية يوما ما، بزاوية ما، في بلدٍ ما...تُهدأ نفسك، تسيطر على اللحظات التي بين يديك- متعجب أنت تماماً - لا يمكن للحروف أن تظهر بلباس الواقع - لم تكن تتوقع؟ - هناك لبس ما، تهرب للتواليت، الماء البارد يوقظك، تفتح عينيك، تدقق على وجهك، هل أنت في حلم؟ تضع بعضاً من كلونيا الحلاقة تحت أنفك، تتنفس، تتنفس، وتعود إلى قصتك حريصاً من أن تكتب خيالاً!
تكتب سطراً، ترتجف يداها، تشعر بضغط في الأذن - كروح صعدت جبلاً عالي - أنت لا تفهم، ولا تعي، ولا تنتبه، ولا تتكلم، تكتب، وتكتب، وتمارس طبيعتك، وعندما تأتي لشرب قهوتك، تجدها فرغت - تتعجب - تهبط هي من سطر تعلقت فيه حد الإدمان المرهق، وتسألك عند آخر نقطة في نصك النثري الغريب..
- هل أنت شاعر؟
- تنفي ذلك غير مكترث..
- أتكتب لحن الطبيعة؟
- تهز كتفيك وترد: أعرف فقط فائدة القلم، وأكتب ما يجول بخاطري حراً طليقاً، وأحياناً بحذر
- أنت مختلف؟
- تنظر بجهة الشباك، تسرح في تطريزة قماشة الستارة، وترد: أحب الألوان الداكنة!
- تنفي ذلك غير مكترث..
- أتكتب لحن الطبيعة؟
- تهز كتفيك وترد: أعرف فقط فائدة القلم، وأكتب ما يجول بخاطري حراً طليقاً، وأحياناً بحذر
- أنت مختلف؟
- تنظر بجهة الشباك، تسرح في تطريزة قماشة الستارة، وترد: أحب الألوان الداكنة!
- لا تعتقد أني أحبك، أذكر أني قرأت كلمات للشاعر محمود درويش قال فيها: "يعجبها مجازك، أنت شاعرها، هذا كل ما في الأمر!"
- حقاً..هذا مثير..الشعراء لا يحبون الحب لحقيقته فقط، بل يعشقون توهمه أحياناً، يعرفون أن كلماتهم تغازل خيالهم ليرضى بها، يرضخ لها الواقع ويصدقها، فالواقع مختلف غالباً..هل ستبقين جالسة هنا؟
- أيضايقك؟
- يسعدني صمتك!
- حقاً..هذا مثير..الشعراء لا يحبون الحب لحقيقته فقط، بل يعشقون توهمه أحياناً، يعرفون أن كلماتهم تغازل خيالهم ليرضى بها، يرضخ لها الواقع ويصدقها، فالواقع مختلف غالباً..هل ستبقين جالسة هنا؟
- أيضايقك؟
- يسعدني صمتك!
تنتهي من إعداد قهوتك الثانية، لمساء الصباح، ربما تعيد رائحتها لك مهارة الكتابة التي فقدتها عمداً، أو تنسيك قصة "هي" التي تتبعك كأنها ظلك، أو ملاك يحرس قدر الهواء المخصص لك، تجلس لتكمل سطراً علقت فيه كلمة واحدة، تجلس هي أمامك، وعلى شعرها وردة بيضاء فوق أذنها اليمنى، تراقبك وتبدي إعجابها بصمت، تسمع كلامك أنت، تتورد وجنتيها، فتركيبة مفرداتك تبهجها، أنت شاعرها، هذا كل ما في الأمر، تحييها بحرفك، يقتلها صمتك وأنت تكتب، تنتهي من نثرك، تبتسم لنفسك، تشكر خيالك، وتقفل السطر.
السبت، 4 يونيو 2011
الإنسان الجديد
أتاح الفيس بوك، تويتر، وشبكات التواصل الاجتماعية التكنولوجية، فرصة للإنخراط بين جميع فئات المجتمع، ثقافياً علمياً اقتصادياً ومعرفياً، فتجد أنك ترسل رسالة لشخص لم تكن في يوم من الأيام تتوقع أن تحظى بفرصة للتحدث معه، تجد أنك تتواصل مع مدير، مخترع، رئيس، أديب، مخرج، مبدع، منشد، مذيع..إلخ من المسميات الوظيفية، والطبقات والفئات.
سهل هذا الانخراط سهولة الحراك والتمكين لمجتمع إبداعي شاب كان في يومٍ ما مهمشاً، فجاءت ثورة العقول الجديدة لتكسر الحواجز الثقافية والتمييز الطبقي، ومن تقديس النخبة فقط، ليصبح الجميع سواسية، يرتدون ملابس واحدة، لا فرق، إلا بالعلم الفكري، والحسن الأخلاقي، والمجهود والنشاط المضاعف للتطوير الفردي، وخلق النجومية الشخصية، فالآن أي شخص يستطيع صنع ماركة ويسوقها بنفسه، وربما تكون هذه الماركة نفسك!
الأربعاء، 1 يونيو 2011
حُكمُ الحكيمْ
ما كان في الخاطر أن يكونَ لم يكن قدراً، وبعد أن سلمتُ أمري للقدير كانْ، ففهمتُ أن اللهث خلف المطالب سببٌ، ما لم يقدره القديرُ فاتْ، وإن شاء الإله أعطاك ما شئت خيراً، وإن سلبه منك فخيره دامْ، حكمُ الحكيم بشؤون عباده غيباً، لا الرزق هاربٌ ولا ما خطه زالْ..
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)



