لقد عمل نهاراً، وكد ليلاً، وأعرض عن اللعب، ونبذ المتع، وقرأ العديد من الكتب، وتعلم أشياء كثيرة، وشق طريقه إلى الأمام واستحق النجاح... وبرغم المشقة التي لاقاها وإيمانه وكده، عندما حقق النجاح قال الناس إنه الحظّ ~ مجهول

أرحب بك في موقع الرسمي
www.azizdalloul.com

الأحد، 19 سبتمبر 2010

تنفسِ الأمل

لسنا في عالم كل شئ فيه يتحقق، هناك بعض الأحلام حبكناها خيالاً، لنتنفس من خلالها عمداً، ونبتعد عن إختناق الواقع أملاً لنتحرك إليه، لا أن نتظره أن يأتي، نحنُ نصنع شكل وملامح الأمل، ببساطة اخفاقاتنا سر قوتنا في المضي قدماً بإثارة وحماس، لنرضي أنفسنا، ونثبت أننا وقود ومحرك مثير للاهتمام من قبل هذا العالم، نحن فيه، وفيه ينتظرنا الكثير، لنمارس النهضة والحضارة من جديد.


أتعتقد أني أكتب فقط، أحلم، أوزع ورداً أحمر فوق قبور الأموات، لا تعتقد، فالحقيقة هي أننا بذور الحروف، وأغصان الأفعال، وثمرة الإنجاز، اقرأ وأشعر بالثقة أنك مهم أنت أيضاً في عالم ينهض بك وبعائلتك وأصدقائك، لديك الكثير لتكتشفه عن نفسك، ابدأ الآن، وإن بحثت ولم تجد، فابتهج، لأن الكنوز لا توجد بسهولة، ضع خطة واستمر في العمل بها، وتذكر نحن إبداع إخفاقاتنا، فلا تيأس، واصرخ من الداخل وقل، أنا الأقوى، لا تستحي، كررها بصوت أعلى، حظاً موفقاً.

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

بلادُ الغرب أوطاني

أيها اللاجئ الفلسطيني، في كل أقطار العالم، وكلُ من لا يملك هوية أو جنسية، ولا تعترفُ به الدول العربية، لم يبقى الكثير لغصة الصباح اليومية، مع فنجان قهوتك السوداء، وقبل المساء وبعده لا فرق، انصرف لتكتب شعراً وتمارس التأمل، أو اذهب للنوم أفضل، نحنُ اللاجئون عندما ننظر للقمر، لا نتغزل بفتاة الأحلام، بل نحلمُ أن نحيى كيف ما نشاء، فنحنُ كالقنبلة الموقوتة بلا أرقام، عندما نشعر بالخطر ننفجر، ونتحول للاجئين صغار، نحنُ الشعب المنسي سلفاً، والأهم على طاولة المفاوضات لتحقيق العودة، أشعر بأن قضية اللاجئين كالجريدة، تقرأ كل يوم مرة وترمى، وإن أعجبك خبرٌ فيها وأثار فضولك، قصصتها أو مزقتها، فمتى العودة؟ لا أحد يعلم، أو بالأحرى، لا أحد يريدُ أن يعلم، لأنهم يعرفون كيف تُحل هذه القضية نهائياً، لكن صدق الله في كتابه العزيز فقال تعالى : (اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة: البقرة.



مارس يا فتى الكتابة، واصمت، أنت مشغول بزرع الألغام بين النصوص، المستقبلُ بالنسبة لنا سلاح، فالفقراء أكبر فئة تحلم بالمستقبل، لأنهم يؤمنون بأنها ستتحقق، وإن لم تتحقق، يكفي أنهم رحلوا بشرف ممارسة الأحلام، ومعاطاة الأمل إدماناً، فالحاضرُ بالنسبة لنا لغة، والماضي شتاتْ وصور في الذاكرة، أين مفاتيحُ الأقصى؟ كلنا مفاتيحُ عودة لفك أصفاد الأسرى، وتحرير أورشليم المقدسية، عذراً القدس المحتلة، نحنُ حبل المشنقة لصهيون ظالم، وكما قال الشقيري في برنامج خواطر السادس، ليس بيننا وبين اليهود خلاف بالديانة، ضد الظلم، احترفوا الظلم يا أستاذ أحمد، والخونة اشتروا اللاعبين المحترفين ليلعبوا في قرارت الملاعب السياسية، ونحن نصفق لهم، وكالعادة نحبهم، أيها اللاجئون، المنتظرين ثورة، نحن أجسادٌ على مائدة الشهداء، ودمٌ أبيضٌ، صالحٌ للإغتيال، لنا كل شي عنوة، كما سُلبنا عنوة، فكل شيء ذهب بالقوة، عاد بالقوة، وكما قال الرنتيسي رحمه الله، الحل هو...... ، عذراً يا عبدالعزيز، مرفوض لهذه الكلمة أن تنطق، أو تكتب، فقد التغت من دفاتر الدراسات الإسلامية في المدارس العربية، وتُدرس للغرب، ليفهموا لغة أعداءهم، أحقاً؟ ونحنُ ماذا نتعلم؟ الجهلْ في كرتونة مرسوم عليها تطوير ونهضة وذكاء مغشوش مستورد، الظاهر شيء والباطن أشياء أخرى شبه فاسدة، أحقاً؟ لا يهم، أعود لقضية الاجئين، فنحنُ لنا أرضُنا، ولنا زيتوناً وزعتر، لنا أرضُنا، لنا نحنُ كلنا وطنٌ يعترف بنا جميعاً، وإن لم يوجد، لا بأس، فنحنُ الوطن اسماً.

في لبنان، وسوريا، ولاجئي الدول الأخرى، وحاملي الوثائق الزرقاء المصرية الطويلة الكبيرة، التي لا تدل على أنك تحمل جنسية واضحة المعالم، أو حقيقية، كأنه ملف توقيف حكم إعدام لا تاريخ إنتهاء لصلاحيتة، أين أنت يا عمر بن الخطاب، أين أنت ياصلاح الدين؟ ما معنى الوثيقة في زمانكم؟ هل يسمح لهم بالتنقل بحرية حول أقطار العالم، حتى الختم على المستند يكذب، فوثائق اللاجئين الفلسطينين قليلاً وتكون على أبواب المساجد معلقة، لتكتب عليها الأذكار، كان أصدقائي يعيبونني فيها بأنها تصلح دفتراً للمخالفات المرورية من حجمها الكبير، أتعلمون الله أحق باللجوء إليه.

أيها اللاجئ هناك، وهنا، تحمّل، وإن لم تعترف بك الأوطانُ العربية، تنفس جيداً، وهاجر، فبلادُ الغرب أوطاني، ونشيد موطني تحرّف، فلا بأس إن حرفت نفسك أنت كذلك، تزوج إسرائلية وتجنس، هاجر للغرب وقدم ولاءك مؤقتاً، ادفع للمحامي جيداً لتحصل على البطاقة الخضراء، حتى تكمل مراحل الخيانة للوطن بشرف، احصل على مرادك، وعد هنا، وهناك مجنساً، مكان الميلاد غزة، ومناطق المخيمات الأخرى، وإن كان ماضيك يؤلمك، لا تذكر اسم خيمتك، اكتب في خانة مكان الولادة، أرضاً ما. عُد يا حبيبي أميراً، سيداً، لكنك لم تتخلى عن الزعتر والزيت، وحبة الطماطم، والخبز المحمص، لتبقى متذكراً جذور أصلك، اوهمهم إن أغضبوك أو لم يحترموك بأنك ستنفجر، سيحترموك، سيحترموك، ليس لأنك فلسطينياً، بل لأنك تحمل جنسية أسيادهم من البشر، أما أنت، فستبقى قنبلة متنقلة مكبوتة، مختومٌ على صدرك ختم الشهادة، صالحٌ للموت أكثر من مرة، وحتى تعود لأرض الوطن، فكر في الطرق التالية، اهرب من تحت نفق، أو اقفز بحركة رياضية رشيقة فوق جدار الأعداء، أو اقتحم معبراً، أو اسقط من السماء كالشهب، أو شارك وناضل باسم الحرية، في سفينة متجهه لكسر الحصار إعلامياً، أو خطط لتصبح وزيراً إقليمياً، أو سمكة تسبح عبر المحيطات، أو جاسوساً جيداً، أو خائناً طيباً، أو حاكم دولة، نصيحة، لا تفعل أي مما ذكرت، إلا بعد أن تستشير خبراء، أو شهداء، أو أطفال في بطون أمهاتهم، فحتى ذلك الوقت، اعتن بنفسك يا وطن.


*تم تحرير المقالة ووضعها في  عنوان منفصل، شكراً.
عبدالعزيز دلول